The work of a modern day Sozhenitsyn that exposes acts of violence and brutality committed by the Syrian regime. This compelling first novel is the astonishing story of a Syrian political prisoner of conscience an atheist mistaken for a radical Islamist who was locked up for 13 years without trial in one of the most notorious prisons in the Middle East. The novel takes the form of a diary which Musa keeps in his head and then writes down upon his release. In Tadmur prison, the mood is naturally bleak and yet often very beautifully captured. The narrator, a young graduate, is defiant and stoical, and somehow able to pick out humor and irony in the shocking events and characters he describes. Considered by many in the Arab world to be a symbol of the Syrian opposition in the current civil war, this novel provides an essential perspective on the tragedy the Syrian people are living through.
" هل ممكن أن يكون الموت هدية؟" عندما يصبح الموت أمنية لا تستطيع الحصول عليها.. عند شعورك بالضعف..بالقهر..بالظلم و بألام غير محتملة ساعتها ممكن فعلاً يكون الموت أحلي هدية!
القوقعة.. رواية مؤلمة جداً ،يحكي فيها شاب سوري مسيحي كيف أعتقل لمدة ١٣ سنة بسبب نكتة سياسية ألقاها في سهرة مع أصدقائه!!
١٣ سنة..٣ شهور ..١٣ يوم...تعرض فيهم هو وزملائه لكل أشكال التعذيب النفسي والجسدي.. كانوا يمنعون عنهم الطعام أحياناً و العلاج احياناً أخري ..لم يروا قلم اًو ورقة طوال مدة إعتقالهم و أكيد لم يمسكوا كتاب في إيديهم..مُنعَت عنهم زيارات أهلهم لسنين طويلة ..حتي الصلاة كانت ممنوعة ومن كان يضبط متلبساً "بجرم الصلاة" كانت عقوبته هي الموت... كانوا يتعمدون إذلالهم وتفريغ كل عقد الجنس والكبت التي لديهم علي السجناء بأفظع الألفاظ والأساليب...
الرواية تعتبر من أصدق ما قرأت في أدب السجون..مرهقة وتوجع القلب جداً..لكن الأسلوب سلس و قراءتها كانت ممتعة علي رغم من صعوبة المحتوي...
كل مرة قبل قراءة كتاب من أدب السجون سواء كان هنا في القوقعة أو في تلك العتمة الباهرة..تزممارت الزنزانة رقم ١٠ أو حتي في يسمعون حسيسها كنت بقول لنفسي أنا خلاص بقيت جامدة ..ولكن في كل مرة أيضاً تأبي عيني أن تعتاد علي قراءة مثل هذا الظلم وتنساب دموعي رغماً عني خلال القراءة وحتي بعد الانتهاء من الرواية.. الدموع ليست فقط علي ما قرأته ولكنها أيضاً علي اللذين لا أعرف عنهم شيئاً ويواجهون نفس المصير....وللأسف..ما أكثرهم في بلادنا!
أظن أنه من بين الكتب التي رمتني في حالة اكتئابيه، كان هذا هو الكتاب الأقسى، الأشد وقعاً، لقد كشف لي أنه لا حدود للوحشية البشرية، لقد كشف لي أن الوحشية البشرية لا تتبدى في لحظة غضب وألم حارقة، وإنما يمكن لها أن تكون فعلاً يومياً، عمل يقوم به الإنسان وهو بقمة الاستمتاع.
مصطفى خليفة شاب سوري مسيحي، تخرج من فرنسا في الإخراج السينمائي، وقرر العودة إلى وطنه، ومن مطار دمشق قبض عليه لسبب لم يعرفه إلا بعد سنوات طويلة، ولكنه خلال هذه السنوات وبخطأ إداري حشر مع الإخوان المسلمين في سجن تدمر الصحراوي، أبشع سجن في العالم، هناك كان عليه أن يعاني التعذيب البشع والممنهج واليومي، وكان عليه أيضاً أن يعيش في صمت طويل لأن الإخوان نبذوه حالما علموا أنه مسيحي، بل ملحد، لم يكن أحد منهم يرغب في تلك اللحظات التي كانوا يواجهون فيها أعتى الظلم والعذاب والموت، ويلجئون فيها إلى ربهم، لم يكونوا يرغبون في الاقتراب من ملحد قد يفسد إيمانهم ولحظاتهم الأخيرة.
ما رواه مصطفى خليفة من داخل السجن، بشع جداً، مؤلم جداً، وصمة عار على البشرية جمعاء، وحوش نهشت كما نعرف 30 ألف سوري وعلقتهم على المشانق، وتأكدت أن لا يمضوا للموت إلى مهانين، ذليلين، ولكننا مع ذلك ننبهر بما يرويه خليفة، رجال مهيبين، علماء وأطباء ومهندسين، فدائيين كانوا يتطوعون ليضربوا بدلاً من المرضى والضعفاء، بل حتى بدل الملحد الذي ينبذونه، كم أتمنى لو تكتب قصص هؤلاء الرجال كاملة، حيواتهم وموتهم الأليم، لقد أبهرتني تصرفاتهم وأفعالهم في ذلكم المهجع، وأظنها دروس لنا جميعاً في الصبر على البلاء، وفي الإيمان، وفي الأمل، رحمة الله عليهم، وغضب الله وانتقامه على كل من شارك في تلك المجازر.
اااااااااااه كم اتمنى ان يتقيأ عقلى كل تجرعته فى هذا الكتاب كل حرف وصمنى بالمرارة والكابه الله يلعن كل انسان استباح كرامة انسان احيانا يقف الحرف وقفة المصلوب لايستطيع ان يعبر عن مايجتلج داخل الانسان تعذيب اهانه تعذيب ابنائك اغتصاب فتيات امام اهلهم شرب ماء الصرف الصحى ان تكون الكهرباء موطنك تسرى فى كل بدنك اسلاك تتعانق مع جسدك تبتلع جرذان صراصير تستباح كرامتك وبدنك يسلبون عمرك 13 عاما لماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لا لاشىء نظن انك قمت بسب الرئيس بعد كل هذا مارايك انك ان ترسل خطاب تتوسل له وتشكره على تعذيبك بالدم سحقاااااااااااااااااااااا اهناك قذارة اكثر مما رايت لا اعلم ان الوحوش تعتبر اكثر طيبة من اناس انتزعت الرحمه منهم وتفننوا فى تعذيب الانسان اتذكر عندما روى بطل الكتاب ان ظابط امره ان يفتح فمه وبصق داخل فمه وامره ان يبتلع جرز واهانه واهان عائلته اهذا العدل لو كنت مكانهم لاصبحت بلاعقل حسبى الله ونعم الوكيل على كل ظالم ومفترى
تقوقع.. يتقوقع.. قوقعة فهو متقوقع ومعناها في كتاب " لسان حكام العرب " ما يلي : القوقعة هي أن تعيش في بلدك وبين أهلك مظلوما، خائفا، متكورا على نفسك، بالعا صوتك، رادا صدى غضبك.. إن أعطيناك هلّل.. وإن أخذنا منك افرح.. وإذا لم نعطك اصمت.
حسنا بعد أن عرّفنا التقوقع والقوقعة تعريفا عاما.. دعنا نحاول تعريفها تعريفا خاصا على حسب ما جاء في هذه الرواية .
تقوقع .. يتقوقع .. قوقعة فهو متقوقع ومعناها " على حسب ما جاء في الرواية " ما يلي : أن تنقل من المطار بعد عودتك إلى بلادك مباشرة من غربة طويلة إلى السّجن مباشرة، ثم تخرج منه.. مع العلم أنّ "ثم" المستعملة في الجملة طولها أو عمرها أو مدتها ثلاث عشر سنة وثلاثة أشهر وثلاثة عشر يوما.. بتهمة الإنضمام إلى جماعة الإخوان المسلمين الجهادية زورا وتزويرا .. فالجميل في هذا الأمر المؤلم أنّ التهمة الحقيقية مختلفة والأجمل أنّ هذا الشخص مسيحي !!
تعلمنا وعلّمنا.. تعرفنا وعرّفنا.. درسنا ودرّسنا ما محل الحاكم وشلته، ما واجبنا، من هو بالنسبة لنا.. ولكن السؤال الذي طالما حيّرني وسيحيّرني دائما .. سؤال واحد فقط.. من نحن بالنسبة إليهم ؟؟ سأجيب نفسي مستشهدا ببلدي .. غير معمم وغير منحاز.. هم ببساطة سيقلبون البلاد بما حملته من عباد إذا ما أحسّوا أن مصالحهم في خطر.. هكذا ببساطة.. فعلوها في الماضي وسيفعلونها في المستقبل.. إذا جوابي على سؤالي هو.. نحن لا شيء بالنسبة لهم.. دون تعميم طبعا !!
إذا من نحن لا شيء بالنسبة لهم يستطيعون إدخالك السجن.. تعذيبك.. تدميرك جسديا ثم نفسيا.. ثم عقليا.. ثم روحيا.. ثم إخراجك أو قتلك.. وفي كلتى الحالتين أنت ستخرج أشلاء إنسان .
سيقول لي البعض.. أو قال بعضهم.. كيف تصدق هذا الكاتب ؟ ربما بالغ ليشتهر ويشهّر ؟ سأقول.. لا أحتاج إلى تصديقه أو تكذيبه فأنا أعرف نماذج قريبة جدا مني.. ونماذج أخرى سجنت وعذبت أشد العذاب.. ونماذج أخرى قريبة مني جدا سجنت واختفت ولا يعلم أثرها إلا خالقها ومن اخفوها . وبما أن الأمر واحد كما قال كافكا.. وأن التقوقع واحد وأن مكانتنا بالنسبة لهم واحدة.. فلا غرابة فيما جاء به الكاتب .
في النهاية هي قصة شخص.. مؤلمة وصادمة جدا.. مؤلمة لكل إنسان لازال يشعر بأنه كذلك.. وصادمة لمن لا يعرف أو لم يعرف عالم السجون السياسية في أوطاننا العربية.. نسأل الله الحفظ والأمان .
بعد قراءة "قميص يوسف"، "يا صاحبي السجن"، "شرق المتوسط" والآن "القوقعة" بإمكاني القول أن الأخير كان الأقسى بينهم على الإطلاق وبفارق كبير. أجد صعوبة في ترتيب أفكاري بعد أن انتهيت للتوّ من القوقعة. كما أجد غرابة ومفارقة في التقييم عبر تلك النجوم الخمسة، خمسة نجوم على ماذا؟ على الألم والظلم والقهر والقسوة؟ كيف ذلك؟
منذ البداية كنت قد أخذت على نفسي عهدًا ألّا أقرأ أكثر من مئة صفحة في اليوم الواحد فالقصة مُثقلة بالألم وقاسية إلى أبعد حد. من السهل جدًا الدخول في تلك القوقعة ولكن من الصعب الخروج منها لما تحمله من تفاصيل ستظل عالقة في ذهنك ولو بعد حين. أجاد مصطفى خليفة إدخالنا في قوقعته وجعلنا نرى الأشياء بمنظوره حيث سرد قصته في شفافية تامة. أكثر من اثنتي عشرة سنة في السجن تمكن من تدوينها في عقله عبر الحفظ والتكرار ولا شيء سوى ذلك؟كيف فعل هذا كله؟ عندما تقرأ الكتاب يعتصر الحزن قلبك وتعلق غصة في حلقك. كيف لمواطن بريء أن يُسجن ظلمًا وأن تتجاوز المدة كل ما يخطر على البال. مسيحي ينتمي للأخوان المسلمين! هنا تجد الظلم والقسوة والعذاب الذي يودي بالإنسان للجنون. تذكرت "حيونة الإنسان" وأنا أقرأ القوقعة
هنا تجد أساليب تعذيب تسحق البشر، امتهان واحتقار لكل ذرة كرامة إنسانية، أمراض وأوجاع من السحايا للجرب للقمل وغيره الكثير. حتى غياب المرأة حاضر وبقوة. صمتٌ مطبق وضجيج يفقد الشخص عقله. هنا تجد ما شئت وما لم تشأ من الشتائم. أقذر الألفاظ وأشنعها. ١٢عام ولم ير مرآة، لا يعرف كيف يبدو وجه بعد كل ما مضى به ١٢ عام ولم يجلس على كرسي ١٢ عام ولم يرتدي حذاء حتى نسي كي يمشي به ١٢ عام بلا ورقة ولا قلم ١٢ عام ولم يرَ كلمة مكتوبة
انقطاع تام عن العالم والحياة وكل ما يحصل بها اختناق ووحدة وجنون ووسط هذا كله نجد مصطفى خليفة وقد أوصل لنا ما حصل بكل تفاصيله كما أنه خرج بالكثير، ما بين تقويته لمهارات التحمل وقدرات التلصص والتعامل مع الوحدة القاسية والجوع والذل والمهانة وتمكنه من تحويل اللحظة القاسية الصعبة للحظة يسبح فيها في الحلم ويُفكر بما يريد هو أن يُفكر به لا بما يُملى عليه. كما أنه حفظ الكثير من الآيات القرانية والعادات والعبادات الدينية. وبعد هذا كله وأكثر وهو يرفض أن يُسمى بطلًا. كلا، اسمح لي بأن أقول أن كلمة بطل لا تكفي.
لامست نقاء السريرة وصدق المشاعر في كل ما كتب. كنت أكاد أبكي معه وأقف عند الكثير من العبارات التي صاغها بشاعرية. والسؤال الذي كان دائمًا ما يشغل بالي هو كيف يخرج الشخص من السجن بعدما تم استنزافه فكريًا (هذا بالإضافة للألم الجسدي) وتم إيصاله إلى الهاوية حيث حافة الجنون. من يعيد ما ذهب من الأعوام؟ وهنا نجد مصطفى خليفة وهو يقول بعد مرور عام من خروجه من السجن بأنه لا رغبة له بعمل شيء مطلقًا. بعد سنوات التلصص لم يعد يريد النظر للخارج بل سوف يغلق ثقب القوقعة و يحول نظره بالكامل للداخل إليه إلى ذاته!
القوقعة، نصل جارح بارد وواضح للحقيقة المرّة التي تجري في سجوننا بالدم وفي مجتمعاتنا باللامبالاة.
- هي المرة الثالثة التي اعيد قراءة هذه الرواية، ما زالت تؤثر بي كما في المرة الأولى! قد يكون ذلك عائدًا الى قدرة الكاتب في ايصال ما يريد او نقل ما يشاهد بشكل بسيط وواضح دون فذلكات وطلاسم. وقد يكون ايضًا لإبتعاد الرواية عن الأدلجة في الطرح وعدم انطلاقها من خلفية معقدنة ومعقّدة. وقد يكون ايضًا الى الصدق في عدم تحميل الشخصية الرئيسية ما لا تحتمل، فالراوي ليس بطلًا ولا وحشًا بل انسانٌ بسيط يخاف ويتألم ويبكي.
- اعتقد يمكن اعادة قراءة هذه الرواية في ظل الواقع المرير حاليًا، بإسقاطات كثيرة ومتعددة.
اخيرًا، تختلف البلدان تتشابه الأنظمة والشعوب المقهورة هي ذاتها، نتشارك بالقوقعة وبعدم وجود قيمة للإنسان في هذه المستنقعات الشرقية.. ----- 2017: - غالباً اذا سألني احدهم عن الحياة في هذا الشرق، اجاوب: اقرأ "القوقعة" إتبعها ب "إعجام" ومن ثم "سجينة طهران" لتعرف نوع المستنقع الذي نعيش فيه!!
قرأت الكثير من الأعمال الأدبية التي تتناول موضوع السجون أو بتعبيرٍ أدقّ تفرّغ معاناة السجناء في عمل أدبي (رواية في الغالب)، لكن هذا العمل مختلف عما سبق لي قراءته من أعمال.
إن أدب السجون، سواء كان شعرًا أو قصة أو رواية أو مذكرات أو يوميات، يصور ما يعانيه أصحاب هذه التجارب تحت وطأة الظلم والاعتقال والأسر!
أضع (أصحاب هذه التجارب) بين قوسين، لأن مدى تأثير أي عمل من أعمال أدب السجون ينبع من صدق التجربة أو كما يقولون "الإبداع ينبثق من رحم المعاناة". فلو عقدنا مقارنة بين رائعة الطاهر بن جلون "تلك العتمة الباهرة" وبين رواية "القوقعة"، سنجد أن الأولى أجمل من ناحية الصياغة اللغوية ولكنها أقل تأثيرًا في القارئ لسببٍ واحدٍ ووحيد، ألا وهو أن بن جلون استعار معاناة سجناء معتقل تزمامارت الرهيب وصاغها في رواية وهو يتسكع بين مقاهي الشانزيليزيه في باريس، بينما يبث مصطفى خليفة كلماته مباشرة من خلف قضبان المعتقلات السورية!
أنا شخصيًا أؤمن بأن إفراط الكاتب بالتعلق باللغة (كما فعل بن جلّون) دليلٌ على أن المعنى أو التجربة في مأزق، لذلك وجدت أن رواية القوقعة لا يجب أن تُكتب إلا باللغة التي كتبها بها مصطفى خليفة. فالعمل والأحداث التي يتناولها تفرض أن تكون اللغة بهده البساطة والانسيابية والابتعاد عن كل ما هو معقّد ومقعّر لغويًا.
يسرد مصطفى خليفة في روايته هذه يوميّات شاب أُلقي القبض عليه لدى وصوله إلى المطار عائداً إلى وطنه سوريا من فرنسا بعد الانتهاء من دراسة الإخراج السينمائي، وأمضى ما يزيد عن ثلاث عشرة سنة في السجون السورية بتهمة الانتماء إلى تنظيم الإخوان المسلمين رغم أنه مسيحي بل وملحد أيضًا بسبب تقرير مغرض كتبه عليه أحد زملائه في فرنسا.
ما إن يعرف بقية المساجين أن زميلهم الجديد مسيحي، حتى يفرضون عليه عزلة قسرية بعد محاولاتهم -وفشلهم- لتصفيته جسديًا بحجة أنه كافر!
نتيجة لذلك ينسحب مصطفى خليفة إلى داخل قوقعة يتلصص من خلالها على السجانين تارة وعلى زملائه المساجين تارة أخرى!
وبعد خروجه من السجن بعد ١٣ سنة يكتشف خليفة بأن القوقعة التي خلقها في السجن التصقت بظهره كصدفة السلحفاة، إذ ظل يعيش في عزلة عن كل ما/من يحيط به.
اليوم يعيش مصطفى خليفة في الإمارات التي انتقل إليها مع قوقعته، حيث يتلصص منها على بلده سوريا التي ثارت على النظام الحاكم ولمّا تخمد ثورتها بعد!
قرأت القوقعة مرتين. في القراءة الأولى ارتكز اهتمامي على مستويات التعذيب التي تعرض لها شاهدها أو كاتبها (مصطفى خليفة). . ستتألم من مشاهد الشرب من مياه المجاري (الصرف الصحي) والضرب المبرح الذي يقتل ويكسر.وستتألم من استخفاف السجان بأمراض المسجونين ومعاناتهم و قصص العمليات الجراحية التي تجري داخل السجن بلا تخدير وبتعقيم بدائي وأدوات بدائية. وتسلية السجانين بإجبار المسجون على ابتلاع فأر أو سحلية أو حتى حشرة!
ولما قرأتها للمرة الثانية..اكتشفت بأن المؤلف قد تحول من مخرج سينيمائي إلى فيلسوف ومفكر. فقد حكم عليه المساجين (وكلهم معتقلون بتهم التوجه الإسلامي) بالهجر والقطيعة استمرت ١٠ سنين بسبب كفره (فقد كان نصراني الجذور،ملحدا في اعتقاده)..فما أن عرفوا بأنه على غير دينهم حتى قرروا بأنه جاسوس مندس بينهم ( ولا أدري ما الذي سيجلبه للنظام الحاكم من معلومات أكثر مما جلبه المحققون الذين تولوا التحقيق معهم)..لكنه الهوس بالحذر من المخبرين الذي ساد أجواء سوريا في عهد الأسد..[لاحظت في عملي بأن المدير السوري يكلف بعض الموظفين بنقل كل ما يقوله الموظفون عنه.بل حتى في المجتمع المدرسي،لاحظت هوس المدير السوري بتكليف من ينقل له الأخبار!]
هذه القطيعة مع كاتبنا جعلته يشبه نفسه بالقوقعة التي تراقب ما يدور حولها في صمت ويدخل فيها ولا يتسامر مع أحد، فجعلته يتأمل ويفكر أكثر مما يتكلم. قال بأنه فكرّ في تفاصيل كثيرة عشرات المرات لم يكن ليفعل ذلك لو لم يسجن. وقد يكون هذا التأمل سبب لرصده سلوكيات كثيرة للبشرية داخل السجن. (لم يكن السجين الوحيد الذي حدث له هذا هذا الشيء، فصاحب كتاب بالخلاص يا شباب قد تحدث عن مثل هذا أيضاً بأنه قد جرى معه).
فقد لاحظ أن الخلافات بين أبناء التنظيم الواحد تنشب داخل السجن، وتوغير الصدور تجاه القيادات يبدأ هناك.وتنشأ علاقات أخرى قائمة على شيء مشترك. فكونهم أبناء منطقة واحدة يجعلهم يستعيدون الذكريات في الأماكن التي ارتادوها. وتنشأ صداقات بسبب الاشتراك في الميول والأهواء والمهن..كالمعلمين والفنانين والأطباء.
وتنتشر الخلافات بسبب الصراحة الفجة في السجن.حيث ينكشف البشر كلهم على حقيقتهم داخل السجن،ولا يمكن لمن أراد مداراة "ضعفه أو عيبه أن يقدر على ما أراد..فذاك يسأل زميله عن عار أو فضيحة لحقت بعائلته فينفيها و ينتهي الحديث وينكمش شيء ما داخل سليل آل البيطار..ونفور" كما يقول الكاتب
ويتحدث الكاتب عن عام الجوع..وهو عام تقلصت فيه وجباتهم بهدف كسر شوكتهم. كانوا جائعين على الدوام. لكن الجوع الدائم جعلهم يشعرون بما سماه "إحساس عميق بالصفاء والنقاء"..ذكرني قوله بكلام لابن القيم عن التوقف عن الأكل قبل الإحساس بالشبع للشعور بسمو النفس.
وكما أن الضعف البشري ينكشف..فإن عزة النفس والشجاعة تتجلى في السجن. فالضابط (أبو محمد) خارج السجن صار سجينا ورئيسا المهجع الذي يقيم فيه. قد ترك الأكل غضبا لمدة ٧أيام بسبب اتهام بعض المساجين له بزيادة حصته من الطعام لنفسه على حساب المساجين..أضرب عن الأكل وهم في عام الجوع..حتى رجاه كبار "المشايخ" في المهجع بأن يأكل. قال لهم: "أبو محمد لا يمكن يسمح للقمة أكل أن تذله..وإذا كان هناك من تصرف أو سيتصرف بدناءة؛فهذا الشخص لن يكون أبو محمد، الموت ولا الذل".
قرر السجانون معاقبة أبي محمد بالضرب حتى الموت بسبب زلة لسان، لما وصف ميتا بأنه شهيد على مسمع منهم. لم يكن موته سهلا ولم يجعل إهانتهم له تمر بسهولة.فقد عاجلهم بهجوم مباغت خطف فيه عصا وأعمل فيهم ضربا ووكزا حتى قتل اثنين منهم(أحدهما تقصده أبو محمد بالهجوم رغم بعد مكانه عنه لكونه يهين المساجين بغرض التسلية).ثم مات أبو محمد..كما مات غيره من رجالات ��لبلد..تتمنى وأنت تقرأ عن شجاعته لو أنك عرفته عن قرب..علك تحظى بشيء من شجاعته.
وهكذا..يستمر السجانون في طحن المساجين..ويتعلم السجناء أساليب المقاومة وتصبير النفس. فقد تعلم الكاتب منهم عدم عد الجلدات التي يتلقاها حتى لا ينهار..وتعلم منهم أن الثبات تحت التعذيب أفضل وسيلة للنجاة. فكشف المعلومات تحت التعذيب يعني أن هناك معلومات أخرى يمكن أن تظهر تحت التعذيب..وهو ما يعني استمرار التعذيب.
لم يكن خروج الكاتب من الاعتقال سهلا..فقد عذب في أكثر من جهة حتى اقتنعت كل الجهات الأمنية أن الكاتب غير منتم لأي حزب..وحتى قصة خروج المعتقل تدل على صلابة (لم يكتسبها المعتقل بسبب شجاعته)..فقد رفض التوقيع على تعهد بعدم العمل في أحزاب والسبب في هذه الصلابة - برأيي - هو قضاء السجن المطول على طموحات السجين وأحلامه..فلم يعد هناك داع لتملق رئيس البلد والاعتذار له!
الخروج من السجن ��التكيف مع الحياة اليومية قضية أخرى ، فقد كشف الكاتب لنا صعوبة انخراطه في الروتين اليومي، واحتياجه لفترة نقاهة من هذا السجن المؤذي. فقد رفض أن يباشر عملا، ورفض أن يتزوج..فهو ببساطة لم يكتشف نفسه ولم يعرف نفسه..تلك التي تقوقعت في السجن في صمت مطبق..يراقب من خلالها ولا يمكنه أن يتكلم ولا أن يبث شكواه لأحد...بل قد كان ممتنا في قرارة نفسه لمن قال له داخل السجن شكرًا دون أن يشيح ببصره عنه. وخارج السجن عندما ذهب في نزهة وقد ناداه أحدهم يا أستاذ!!!..فقد اعتاد كاتبنا على عبارات: ولا يا...أعتذر عن كتابة الشتائم!
جلس في قوقعته ١٠ سنوات حتى قرر أحدهم أن يتحدث معه..تآخيا في كل شيء الهم والحزن والفرح..وتبادلا الأسرار العائلية وغيرها. وكان ختام هذا التآخي أن أهداه صاحبه انتحاره له..! نهاية سوداء..فليس الجميع سواء في اكتساب المهارات الحياتية التي تؤهلهم بأن يتجاوزوا السجن.
جاذبية القوقعة يمكنني أن أعزوه لأسباب هي:
- أنها مؤلمة جداً. فلم يتورع الكاتب عن سرد كل المصطلحات البذيئة التي تُشعر بعبودية البشر داخل تلك السجون - عمق المأساة بحد ذاتها. ونجاح الكاتب في سردها ببراعة - اعتماد المخرج على أسلوب التصوير،فالمشهد وإن كان نصا مسرودا، إلا أنه اعتمد على تصوير المشهد للقارئ حتى يتخيل ويحاكي السجين فيما يعانيه - رصد الكاتب للعلاقات بين المساجين، وبين المساجين والسجانين. وهذا سببه القطيعة التي جعلته يصمت وينسى صوته كيف كان. -صمت الكاتب جعله ينمي مهارته في الحفظ. فحفظ ما شاهده وبثه لنا بعد خروجه من السجن.
وبالمقارنة مع كتاب (تزممارت..الزنزانة رقم ١٠) نجد أن صاحب تزممارت اعتمد على بلاغة اللفظ وجماليته لسحر القارئ وجذب انتباهه..أما كاتبنا (مصطفى خليفة) فقد استفاد من دراسته للإخراج السينمائي في تصوير مأساته في النص المسرود. فخرجت مأساته مصورة في مخيلتنا وبقيت صورة المشاهد المؤلمة (التي لم تصور في فيلم) فيلما في مخيلتنا
أتمنى من صاحب القوقعة أن يعطينا المزيد مما خبأه في قوقعته..فمن المؤكد أنه رأى مآسي أكثر، ولم يتسن له كشفها!..فلا أظن بأنه ردم الماضي أوتصالح معه..لقساوته على النفس!!
سؤال يعن لي: كيف تصالح الشعب كل هذا الوقت مع الطاغية حافظ الأسد، أو صبر على هذا النظام، إذا كان لا يحق لأحد أن يتنفس أو يتكلم أو حتى يسأل عن مصير سجين في نظام الأسد؟
من فرنسا عاد شاباً يضجُّ حركةً ونشاطاً مخرجاً سينمائياً، لكنهم كانوا في استقباله!!
لم يكن يعلم عندما ذهب برفقتهم أنه يخطو إلى مرحلة جديدة في حياته 13 سنة من السجن والتعذيب والقهر والظلم، لم يكن يعلم ذاك الشاب المسيحي أنه سيدخل السجن في أحداث الأخوان المسلمين التي اشتعلت في سوريا في الثمانينات... لم يكن يعلم أنه سيقضي زهرة ربيع عمره في السجن الصحراوي حيث لا رحمة ولا شفقة!!!
بدأتُ الرواية متعجبةً، مسيحي وبتهمة الأخوان!!! كانت بمثابة نكتةٍ لدي، ولكن مع تسارع أحداث الرواية _التي قرأتها في يوم ونصف فقط!_ وجدت أنها لم تكن نكتةً أو فكاهةً بل كانت مأساةً كاملةً مُني بها شخص ضاع عمره لخطأ بسيط ارتكبه رجال الأمن
كانت الرواية من العيار الثقيل، لم أسمع بحياتي كلاماً مثل هذا، كلمات بذيئة يستعملها رجال الأمن والشرطة والبلديات مع السجناء، انزعجت منها بادىء الأمر ثم ما لبثت أن اعتدت عليها، هل كنت أتوقع أن يقولوا لهم يا حبيبي يا عيني مثلاً؟؟ لا أدري!!!
لقد طرت بروحي إلى ذلك السجن الذي لا يعرف سوى العنف واللاإنسانية، عشت معه هناك، شاهدت مشاهد الإعدام ومشاهد القتل والعنف والضرب، جربت معه الكهرباء، بساط الريح والدولاب... عجبت لثقته وثباته، مع زملائه في السجن، مررت بكل الأحداث التي ذكرها بحزن بالغ، شاهدت ذاك الأب وهو يودع أولاده الثلاثة وهم يساقون إلى الإعدام بكيت بحرارة وأكملت، عشت يوم مات نسيم توأم روحه، فُجعت به وبكيت بحرارة ولكن أكملت!
كان بكائي المر أكبر على شعبي الذي ظل مستكيناً طوال أربعين عاماً لم يتحرك في وجه الظلم والجور، ولكنّي أُمني نفسي بأننا بتنا اليوم على أبواب مستقبل مشرق بإذن الله!!!
في النهاية هناك خطأٌ في آيةٍ قرآنيةٍ في النسختين الالكترونيات لديّ: والصحيح في الآية التي كانت مكتوبةً في مدخل سجن تدمر هي: "وَلَكُمْ فِي الْقصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الألْبَابِ" نعم هذه الآية تكون في استقبال المرء عندما يدخل إلى هناك!!!
أساطير من الذل والتنكيل والقهر والإستبداد والعذابات التي تعلوها عذابات.
تقول الصحافة أن كاتب الرواية هو بطلها الحقيقي بالإضافة إلى سيرة شخص آخر يعرفه معرفة وثيقة.
هٌنا يختلط كل شئ ، يتشابه الزمن وتتوقف الحدود التي تجمع الماضي بالحاضر والعكس ، فالزمن الذي نعرفه يتبدل الى (زمن القوقعة).
من فرنسا الى سجن تدمر الصحراوي في سوريا ، المتفوق على سجون العصابات الصهيونيّة وعُتاتها الأكثر انسانية من هذه الحثالة .
من ذلك الثقب الصغير في جدار زنزانة ظهر بمحض الصدفة ويُطل على الساحة الخارجيّة للسجن ، يسرد لنا الراوي قصصه ومشاهداته ، وأحاسيسه العاجزة ، على شكل مذكرات يوميّة مدتها تتجاوز الثلاثة عشر عاماً هي فترة سجنه.
يحكي لنا عن دينة وانتماءاته وإلحادة ، وضح حياة المعتقلين اليومية وانتماءاتهم السياسية والأحزاب المحتلفة ، تحدث بإسهاب عن معاناته الغريبة كونه مسيحي سُجن خطأً مع الإخوان المسلمين الذين أعتبروه كافراً وجاسوساً يجب قتله ، ونبذه ، وعزله لنجاسته ، مما دفعه للإبتعاد عنهم والإنزواء على ذاته داخل قوقعته.
اللغة كانت دامية قاسية شاتمة وبذيئة في أحيان كثيرة ، إستخدم الكاتب لغة المعتقلات بقذارتها ووضح دورها في تغيّر وتبديل المعتقل نفسياً وفكرياً ، ولغوياً ، تجعل منه كائناً آخر يُبدل نظرته للحياة وينخلع من واقعه الذي يستحيل عليه بعد خروجه الى عالم غريب يمنعه من العودة الى ذاته والإندماج في مجتمعه.
رواية أخرى دامية تحكي عن السجون والمعتقلات السوريّة وجهنم الأرضيّة التي تحرق في سراديبها كل حياة .
حقوق الإنسان موجودة في السماء فقط | لن تجدوها على الأرض أبداً .
إذا كنت تريد أن تستشرف صورة المستقبل، تخيل حذاء يدوس ويدمغ وجه إنسان إلى أبد الآبدين. جورج أورويل - 1984 البكاء جيد، البكاء جميل، البكاء خير مطهّر للروح، وخير دليل على كوننا ما زلنا - ولو إلا حد ما، على الرغم من كل شيء - بشرًا. البكاء لا سبب له، بل أنه قد يأتي لسبب ما، ويأتي لنقيض ذلك السبب. ولنفس الشخص. هذا حالي مع رواية مصطفى خليفة - الشيخ المسيحي الملحد. لم أبكي؟ لكوني مجرد قارئ طالع شيئًا حزينًا؟ أم لأن تجربته مستني من جهة ما؟ أو لكون الكتاب - أو الرواية - تمتلئ بالإنسانية؟ الإنسانية في أبشع صورها؛ في صورة الإنسان - متذرعًا بالقوة؟ أم لأن الكتاب فيه من الواقعية ما يجبرك على البكاء، كما قد يجبرك على الضحك أيضًا؟ فيم الضحك؟ وفيم البكاء؟ وهل تلك مشاعر إنسانية حقيقية، أم أنها نتاج للاّإنسانية الإنسان؟ مصطفى خليفة، الملحد، المسيحي، المسلم، والكافر أيضًا، يضعك أمام الإنسان وصورته الحقيقية، وجهًا لوجه، الإنسان الحقيقي، لا ذاك الذي يكتب عنه في الكتب. الإنسان الذي لا يتورع على التحول إلى وحش، حيوان، كاسر، آكل لحم أخيه، بمجرد أن تهبط عليه سلطة ما من جهة لعينة ما. الإنسان الذئب الذي لطالما نظّر عنه هوبز وكتب عنه داروين، وألف عنه ساراماجو، الإنسان المنحط، الإنسان الشُرطي، الإنسان غير مكتمل الارتقاء، بقايا عملية طويلة من التطور، أو لعلها ههنا كانت انحدارًا هل أخطأ داروين؟ بالطبع! فالإنسان لم يكن يومًا حيوانًا، ليته قد كان، الحيوانات كما قال ساراماجو لا يفعل كل ذلك، لكن البشر يفعلون. البشر يقتلون، ويسجنون، ويعذبون، وفوق كل ذلك يتسلطون. البشر هم فاجعة، والشيطان ملهمها، والرب والبشر هم جمهورها. رواية مقبضة مزعجة، لكنها رحلة أخرى لكشف ما قد يصل إليه الإنسان مصحوبًا بالقوة، ومدافعًا عن "وطن" أو "حكومة" أو "رئيس" رواية جميلة، لكن لكم تمنيت لو لم تكن أكثر من رواية - لا قصة حقيقية، وواقع معيش، ومستقبل قريب.
هل يحدث شيءٌ مثل هذا في بلاد غير بلادنا العربية ! ليست تجربتي الأولى في أدب السجون قرأت قبلها الكثير من بينها شرق المتوسط ل عبد الرحمن منيف لكن الألم ها هنا كبير كبير حد أن تعجز كل الكلمات عن وصفه شعرت بالألم بالتقزز بالخوف بالقشعريرة بكيت بكيت كثيراً الرواية مثقلة بالوجع
كتاب مؤلم جدا، يعرض رحلة عذاب واحتمال البطل من اول لأخر صفحة، وهو يحكي لنا عن ١٣ سنة قضاها معتقلا بدون تحقيق أو محاكمة عادلة أو حتى صورية، ليكتشف في النهاية ان اجمل سنين عمره ضاعت بسبب كلمة (او نكتة في تقييمه) قالها في احدى الحفلات وهو في المهجر طالبا. أكثر ما تفاعلت معه ��أنا أقرأ الكتاب هو عجز البطل المطلق في تغيير وضعه أو مقاومة ما يحدث له. انه لشيئ مرعب ان تتحول من بطل قصتك الى احد المتفرجين.
كابوس مقيت ..استمر ل 13عاما و3 اشهر و13 يوم.. هى المدة التى قضاها ذلك الشاب المسيحى فى السجون السورية.
تعذيب وتنكيل مستمر كل ساعة وكل يوم على مدار ثلاثة عشر سنة ! وماهى تهمته ؟؟ ... الان��مام لجماعة الاخوان المسلمين ! هو مسيحى وغير متدين وكان فخورا بالحاده .. فكيف ينسب لتنظيم الاخوان المسلمين ؟؟ !
إنه الشعور بالظلـم الذى ينهش عظامه .. 13 عاما يعذب لخطأ لم يقترفه .. كل رفاقه فى السجن مسلمين متدينين .. لا يقربون هذا الملحد النجس .. يحيط نفسه بقوقعته وينعزل سنين طويلة عما يحيط به ..رفيقاه بطانيته التى تخفيه وثقب فى الجدار يتلصص منه !
يخيب ظنى دائما فى البشر .. ففى الوقت الذى ارى فيه ما يحدث واقول ان البشر لا يمكن أن يصلوا لدرجة من الانحطاط اكبر مما نحن فيه الآن .. ولكن الانسان كفيل باثارة دهشتك دائما. قسوة وقذارة وبشاعة وخسة تأنف منها الحيوانات ذاتها ..
NB : الرواية ليست لذوى القلوب الضعيفة.
الرواية بها الالفاظ البذيئة كما هى.. لست اقصد وصفا جنسيا كما فى باقى الروايات , ولكن ألفاظا بذيئة حقا, فالكاتب نقل الاحداث كما سمعها ولم يعدل فيها شيئا.
ليس تقليلا من معاناة الكاتب الذي يروي قصته الحقيقية بصورة رواية و لكنها جاءت وثائقية اكثر من اللازم و كل من قرأ أدب السجون من قبل لن يجد فيها جديذا. الشخصيات باهته و عابرة جميعا بما فيهم شخصية البطل نفسه و البناء الروائي تقريري بحت و تفتقر إلى العمق فيما عدا لمحات قليلة جدا و على استحياء. لغة الكاتب ممتازة و اسلوبه شيق مع ذلك الا انه يغرق في الوصف الشديد و كأنه يكتب تقريرا عما حدث. لو نشرها في صورة تقرير وثائقي لاستحقت نجمة اخرى على الأقل
تعديل: اليوم 8 ديسمبر 2024, شاهدت منذ الصباح عمليات تحرير المعتقلين في سجون النظام السوري واكتشفت أن ما قرأته هنا هو أقل من 1 بالمئة من الحقيقة، الحقيقة فظيعة ومرعبة بشكل هستيري، شكل المساجين المحررين ليس له وصف في كل اللغات. الحقد في سوريا ليس وليد أحداث الأربع سنوات الأخيرة ومن المعادلات الخاطئة اظهار الإعلام للمجتمع السوري على قدر كبير من التسامح والإختء والمحبة، قد يعترض أحدهم ويقول لقد كان المجتمع يعيش في تسامح.. نعم صحيح لكن كانت هناك بؤرة حقد عميقة قذفت ببركان دفين أحرق الأخضر واليابس ليساهم بشكل كبير في رسم الساحة السورية الحالية... أما بالنسبة للمدينة تدمر التي تدور فيها أحداث هذه الرواية فقد كنت أتخيلها قلعة الحضارة يتوسطها تمثال زنوبيا تحرس هذه الأخيرة المدينة بقوتها ونعومتها غير أني كنت مخطئة في هذا، أو أني كنت جاهلة للأسف بجحيم يدعى " السجن الصحراوي" 0
الرواية وهي سيرة ذاتية وسواء كانت للكاتب أو مروية بقلمه على لسان سجين آخر فإنها كانت كفيلة بعرض الجحيم بكل تفاصيله، فكانت ثلاثة عشر سنة من الذل، الضرب، الإهانات، التعذيب، التنكيل، الجوع، الأمراض المعدية، الأزمات النفسية، والتي كان سببها سوء تفاهم في البداية ولسوء حظ الكاتب أنه عاد من فرسنا إلى سوريا في ظرف سيء جدا كانت فيه النار مشتعلة بين السلطات والإخوان المسلمين... أما في الأخير فقد تبين أن السبب كان مجرد " نكتة" نكتة تفوه بها الكاتب في إحدى سهراته في فرنسا دفع ثمنها 13 سنة في السجن الصحراوي مع ويلاته ... هذه النكتة وفي دول الحريات يحق لأي مواطن أن يقول مثيلاتها متى شاء:
الكاتب لم يكن تعذيبه ذا منفذ واحد فقد وقع ولسوء حظه بين مطرقة السلطات وسندان الإخوان المسلمين، الأولى تنسبه للإخوان المسلمين وتعامله معاملتهم، والثانية ترفضه وتعزله عنها كونه مسيحي وملحد... غير أن الثانية استطاع كسر حاجزها. الكاتب لم يصور وضعه كمعتقل فقط، بل صور وضع السجن والسجناء برمتهم، كميات لا تحصى من العذاب والظلم والإهانات النفسية والجسدية، كنت أتساءل : إذا ذهب أثر العذاب الجسدي مع تقادم السنين هل سيذهب الأثر النفسي أو كيف سيذهب؟ استطاع المساجين أن يصنعوا لأنفسهم عالما - رغم الخناق الشدسد- منظما ودقيقا كل يعرف دوره ويحفظه بإتقان...
كل ما لا يمكن أن يخطر على بال أي إنسان من صنوف التعذيب ستجده هنا عزيزي القارئ، الظلم يكمن في أن هناك من يعذب ويهان دون أن يدري لماذا؟ ولا ماذا فعل؟ مجرد اشتباه قد يجعلك تدهب للسجن الصحراوي دون عودة أبدا... من بين أنواع التعذيب التي لفتت انتباهي وأنا أقرأ: بساط الريح الدولاب
الغسالة
الشبح
وغيرها الكثير الكثير...
*** كنت أتساءل وأنا أقرأ هذه الرواية أو السيرة، ألا يشعر من يُعَذِّب بهذه الطريقة ولو بوخزة بسيطة من تأنيب الضمير لكن في أحد صفحات كتاب ذاكرة القهر الذي كنت أقرأه كلما تعبت من القوقعة وجدت الإجابة، تقول الكاتبة في وصف صورة الجلاد عن نفسه:
بعد 13 سنة جاء إخلاء السبيل لكن الإذلال لا زال مستمر فقبل إخلاء السبيل على السجين أن يكتب برقية شكر وإمتنان لرئيس الجمهورية يعبر له فيها عن ولائه الدائم ...
انتهى الكاتب من السجن لكنه دخل في سجن أكبر في سجن حياة كان فيها غريبا محطما، منكسرا من كل النواحي شبه ميت: : " يا لينا أنا أؤمن بقول يقول إن الانسان لا يموت دفعة واحدة.. كلما مات له قريب أو صديق أو واحد من معارفه فإن الجزء الذي كان يحتله هذا الصديق أو القريب يموت في نفس هذا الإنسان... ومع الأيام وتتابع سلسلة الموت تكثر الأجزاء التي تموت داخلنا، تكبر المساحة التي يحتلها الموت.. وأنا يا لينا مقبرة كبيرة داخلي تفتح هذه القبور أبوابها ليلا،.. ينظر إليَّ نزلاؤها.. يحادثونني ويعاتبونني "
انتهت الرواية لتترك فيَّ إرهاقا وصورا وأحداثا عصية على النسيان
ملاحظة: صور التعذيب من موقع رصيف وهناك شرح وافي لكل عملية
بينما كنت امضى قدما في قراءة الرواية.. كنت أشعر وكأنني أعيد قراءة رواية "يسمعون حسيسها" مرة اخرى ولكن بأسلوب مختلف وكاتب آخر.. ثم قلت ويحي.. هذا عذاب آخر وسجن آخر واستلاب حرية آخرى.. وموت أب وأم آخرين من القهر.. هذه قطعة آخرى من الحجيم.. قطعة مستقلة تماما.. عذابا قائما بذاته.. . . كلما قرأت في أدب السجون يقل جزعي.. كما يعتاد السجين على سياط جلاده.. ولكن بينما يقل جزعي.. يزداد ألمه.. رغم اعتياده. . . رغم ان رواية يسمعون حسيسها تعتبر أقوى من وجهة نظري إلا أن هذه الرواية فيها إضافة هامة.. وهي لمحة عن حياة المعتقل بعد خروجه.. فبينما حاول ايمن العتوم أن يبهجنا بعد كل الألم الذي تجرعناه في روايته بأن جعل النهاية سعيدة.. كان مصطفى خليفة مصرا على الاستمرار في نكأ جراحنا الواحد تلو الآخر حتى آخر سطر بالرواية.. ولا تثريب عليه في ذلك. . . اقتباس “يا لينا: أنا أؤمن بقول يقول أنّ الإنسان لا يموت دفعة واحدة، كلما مات له قريب أو صديق أو واحد من معارفه، فإنّ الجزء الذي كان يحتله هذا الصديق أو القريب يموت في نفس هذا الإنسان. ومع الأيام وتتابع سلسة الموت. تكثر الأجزاء التي تموت داخلنا. تكبر المساحة التي يحتلّها الموت.” . . ربنا اكشف عنا العذاب انا موقنون
كلما قرأت مذكرات من أدب السجون يترسخ لدي الاعتقاد بأن التعذيب فن يبرع فيه ... أكثر من غيرهم رواية مثقلة بالألم والوجع أو هي بالأحرى مذكرات شاب سوري يرجع من فرنسا ويعتقل في المطار ويغيب بعدها في السجون لمدة 13 عاما بسبب التفوه بكلام غير لائق عن الرئيس ذاق خلالها من صنوف العذاب والتنكيل
ماذا حدث للإنسانية؟، وكيف يتولد العنف؟وهل العنف فعلا يولد العنف؟ وهل الانظمة الدكتاتورية القمعية تنشر عنفها في الجو ليلتقطه الناس ويمارسونه على من حولهم؟ أسئلة تدور بالذهن وأنت تقرأ هذه المذكرات
القوقعة العنوان الذي اختارة الكاتب والذي اعتقد انه يصف حالته بدقة، والقوقعة التي تشكلت في السجن ولا يقدر على الانسلاخ منها حتى بعد خروجه من السجن رغم ارادته
وتظل قيود السجن او قوقعته تلازمه مدى الحياة وتدخل معه قبرة
:يصف الكاتب قوقعته هذه
وعلى الرغم من ذلك، فإنني لم أستطع الفرح.لم استطع ان اضحك ضحكة واحدة من القلب.هل مات الفرح داخلي في زحمة الموت تلك؟ هل سأبقى هكذا؟ولماذا؟" " هل سأحمل بيادر العذاب والموت جاثمة على قلبي دائما لتخنق كل ما هو جميل بالحياة؟ لست أدري؟
قراءة لم تكن في الحسبان على الإطلاق أثناء حديثي مع صديقة إعلامية سورية حموية ذكرت لي ما كان من مجزرة حماة عام 1982 وتهجم قوات الملعون حافظ مرات الأسد على المدينة وقتل ما يقارب من 500 ألف مواطن سوري حموي ! حتى أنها ذكرت لي بعض الأحداث الشخصية جداً ونصحتنى بأن أقرأ في أدب السجون السوري فكانت هذه اليوميات أو الرواية - فأنا حائر جداً في تصنيفها - ... ويا لهول ما قرأت شعور مستمر بضيق التنفس كأنك تصعد جبلاً وشعور بالقشعريرة لا ينقطع حفلة إستقبال في سجن المخابرات ثم قضاء 12 عاما في الجحيم الأرضي سجن تدمر
أما بالنسبة للمؤلف : سواء كانت تجربة شخصية أم كتبها عن أحد الذين عاشرهم في الجحيم فهذا لا ينفي أن هذه الأحداث حدثت بالفعل وأن ماخفى كان أعظم وأما للألفاظ : فلم أتضايق منها بتاتا لأنها أولا كانت تناسب الوضع المأساوي في الجحيم وثانيا لأنني - للأسف - قرأت ما أهو كثر بذاءة بمراحل كانت من أسرع قراءاتي منذ فترة طويلة جدا فقد أنهيتها في حوالي 30 ساعة منفصلين وفي النهاية يحرق روحك النجسة كل ثانية يا حافظ ويحرق روحك النجسة كل ثانية يا بشار
القوقعة في هذه الأيام طعم آخر تعطيك نكهة أخرى ,, ودافعا كبيرا للمواصلة ..
تبدأ القوقعة بحلم الشاب الذي أحب وطنه .. فلم يفهمه الوطن, وأعطاه ثمنا لحبه 13 سنة, وتشريفة في ساحة السجن ..
سوزان.. أنا أحب بلدي مدينتي, أحب شوارعها وزواياها, هذه ليست رواية رومانسية, إنه شعور أصيل.. أحفظ العبارات المحفورة على جدران البيوت القديمة في حينا، أعشقها، أحن إليها، أما ثانيا فهو أنني أريد أن أكون مخرجا متميزا, وفي رأسي الكثير من المشاريع والخطط .. إن طموحي كبير.. في فرنسا سوف ابقى غريبا، اعمل كلاجئ لديهم, يتفضلون علي ببعض الفتات,, لا . لا أريد .. في بلدي أنا صاحب حق.. وليس لأحد ميزة التفضل عليّ, بقليل من الجهد أستطيع أن أثبت وجودي, هذا إذا نحينا جانبا حاجة الوطن لأمثالي هكذا بدأت الرواية .. لنرى بعد قليل من الصفحات أحلام السجين .. : - أحلم أن أستحم ولو لمرة واحدة فقط في حمام السوق, محاطا بالبخار وبالمياه الساخنة المتدفقة، والمكيس والمدلك - أحلم أن أقف على الرصيف أمام محل الفلافل، آكل سندويشة وأشرب العيران - أحلم أن أسير في شارع هادئ ظليل، سير شخص عاطل متبطل، لا يقصد مكانا محددا، وغير محدد بزمن معين - أحلم بأمي وهي توظني صباحا وأنا أرفض دلالا أن أستيقظ مغطيا رأسي باللحاف - أحلم بشخص, أي شخص .. يقول لي صباح الخير ليست القضية في خروجه من السجن ,, بل بشخصيته بعد الخروج .. إننا نتحدث عن 10000 شخص خرجوا بنفسيات محطمة, إما نرجسيين، أو يائسين، أو مجانين .. مصطفى هو حالة من عدة حالات .. رأينا مثلها الكثير الدكتور سمير، الدكتور زاهي، أبو حسين، أبو محمد, أبو سعد, وأخيرا نسيم ..
نسيم هو أقسى الشخصيات في هذه الرواية .. إنك تحقد على هذا الواقع لمجرد التحول السيء الذي طرأ على نسيم ,, وعلى الظلم الذي قاساه حتى بعد خروجه .. فاضطر للانتحار ..
يظهر مصطفى خليفة في الرواية كمخرج سينمائي بحق .. قدرة الرواية العالية على عرض المشهد - لا الصورة - هي ما يميزها .. هذا بجانب الحقائق الأليمة التي تحتويها .. والتي أرجوكم جميعا أن تصدقوها, فما لم نكن نصدقه أصبحنا نراه على شاشات التلفاز ويظهر تأثر الجانب بفرنسا ,, فحديثه دائما عن النساء، الإلحاد، الثروة ..
لكن .. ليشهد العالم .. أن سوريا التي كانت زمن كتابة الرواية .. كتب فيها: الموت ولا الذل هي نفسها التي قدمت لحد الآن 1000 شهيد و11000 رواية جديدة كالقوقعة .. ستحافظ على هذا العهد .. وسيبقى السوري بكلامه قائلا .. " الموت .. السجن .. الفقر .. الجوع .. العطش,, كله كله,, ولا الذل ..
بعد ما يزيد قليلاً على الشهر، ستكمل الثورة السورية عامها الأوّل. الشهداء؟ الجرحى؟ المعتقلون؟؛ الأعداد تزداد ربّما إلى حدٍّ يجعلني واثقًا بأن شخصا ما، شابًا أو طفلاً أو إمرأة، يقتل في هذه اللحظات بالذات في سوريا أو يعتقل أو تمتهن كرامته. عام كامل من الجيش العربي السوري البطل .. في حمص ودرعا والقامشلي وباب الزور وإدلب وحوران. عام كامل وهذا البلد الهائل يترنّح من وقع ضربات عائلة قذرة ونظام مجرم.
تراكمت السياسة على الشعب السوري، بدأ ملفُّه يتضخّم في الأمم المتحدة، وفي مكاتب السفراء. أصبح مقيمًا دائمًا في شريط الأخبار. السعودية تقتحم البحرين، ومن ثمّ يفقع ملكها خطابًا يدّعي فيه الاهتمام، بكل ما في العالم من حنان، بتضحيات الشعب السوري البطل. إيران تفتح جبهة دعم إقتصادي لهذا النظام، ليس مهمًا أن يموت الشعب، المهم أن يعيش النظام.
كهنة لبنان السياسيون، الطائفيّون المقنعون، الآتون من عمق الصحراء بكتب تراثهم البائس، والقطب الأوحد لهذا الكوكب الأزرق المدوّر. الكل يريد حصّة من دم السوريين، الكل يريد الوصول إلى مكان ما عبر السير على جثث الشهداء.
هذا الكتاب - والذي لم أكن قد خططت لقراءته هذه الأيام - جاء في وقته. جاء ليذكر بشيء قد يبدو ضئيلاً في هذا الهرم المتنامي من التفاصيل، الأنباء، التعليلات والنظريات والتوجيهات والأخذ والرد. جاء ليقول، بلغة عادية سلسة، لماذا ثار السوريّون، ولماذا، رغم كلّ شيء، يجب أن يسقط النظام السوري.
يروي مصطفى خليفة، المتخرّج من فرنسا، محنته مع وطنه. عاد إليه وقد ترك قطعة من قلبه في مقاهي باريس، ليظفر بالنصيب الأكبر من هذا القلب .. نصيب "الأسد" .. كما يقولون. في دمشق، انحنى ليقبّل تراب الشام، فبصقت الشام في وجهه.
غاب عن بلده، عن أهله، عن نفسه ثلاثة عشر عامًا ويزيد في ثنايا السجن الصحراوي (لم أقرأ إطلاقًا أوصافًا أشنع مما ورد في وصف هذا السجن - التكبيس، التأمين، البلديات، الشرّاقة، البصق، المحاكمات، العنابر، الساحة صفر، المرحاض، المساعد، الرقيب، المقدم) وسجون المخابرات وفروعها المتعددة والمتنافسة على إهانة لسوريين، وخرج إنسانًا آخر.
لأنّ هذا الكتاب انما يمثل صفحة في كتاب تعداده بالملايين، لأنّ هذا الكتاب يروي أحداثًا حقيقيّة، لأنّ هذا الكتاب لا زال معاصرًا، ولكلّ ما في الدنيا من عدالة وحق وكرامة وإنسانية، لذلك كله يجب أن يسقط النظام السوري.
بعد أن قرأت رواية "دروز بلغراد" لربيع جابر، صدمت بقراءة "القوقعة" لمصطفى خليفة. في الأولى يروي الكاتب قصة "خيالية" عن مسيحي تمّ إرساله مع جماعة من الدروز إلى بلغراد ليقضي 12 سنة في السجن، و في الثانية، سيرة حقيقية لسجين مسيحي اتهم بالانتماء إلى الإخوان المسلمين و قضى 12 سنة في السجن الصحراوي.
رغم الشبه الشديد بين الروايتين، إلا أنّ القصة الحقيقية أثرت في أكثر. ربما لأسلوبها المباشر مع ضمير "الأنا" الذي يصف مشاعره و تقلباته العاطفية و عذاباته الجسدية و النفسية... كما أنه توصل إلى دراسة نفسية السجناء من حوله الذين كان "يتلصص" عليه من داخل "القوقعة" المزدوجة التي كان سجينا فيها.
من الأشياء التي صدمتني/أدهشتني في الرواية : - عمليات قتل العمد التي يتعرض لها المساجين السياسيون بدون رحمة أو ضمير - رشوة أهالي المساجين مدير السجن بكيلو من الذهب للحصول على إذن بالزيارة - السجلات الذهنية التي كان يحفظها المساجين عن المعدومين و عائلاتهم و عناوين سكناهم - التشدد الأعمى الذي يحوّل بعض الأشخاص إلى وحوش متعطشة للدماء تتوق إلى إهدار دم كل كافر و لا تكلف نفسها عناء دعوته و ترغيبه في الإسلام. البطل أمضى 12 سنة في الحبس مع الإخوان المسلمين، لم يتحدث فيها إلا مع قليلين منهم، كانوا يفعلون ذلك سرا حتى لا ينهرهم رفاقهم! البطل حفظ القرآن كاملا، لكنه لم يجد في أخلاق الكثيرين ما يدعوه إلى الإسلام، في حين أنّه في السجن الجبلي حيث الشيعيون لم يهتم أحد بانتمائه و عاملوه بحفاوة. أما المسلمون فقد قضوا عليه بالعزلة التامة لسنوات، لم يتكلم خلالها مع أحد حتى كاد ينسى الكلام.
وكأن كرسي الحاكم لا يستوِي إلا بجلوسه على سجن هو قطعة من جهنم
السجن الصحراوي السوري.. السجن الحربي في مصر.. تزمامرت في المغرب وغيره وغيره من السجون العربية الغريب أني لم أبك في الرواية التي تحكي عن مسيحي أعتقل "خطئا" في سجن تدمر فاكتشفوا خطأهم بعد ثلاثة عشر عاما..
لم تذرف عيني دموعا.. وكأنني اكتسبت مناعة من كثرة القراءة في أدب السجون.. ولكن لازمتني مرارة في حلقي لاحقتني حتى في ساعات النوم.. أثارت طنين من الأسئلةفي رأسي.. .
هنا تسائل سعد أبو ثلاثة أبناء فقال:
- يا رب .. يا رب العالمين , أنا قضيت عمري كلو صايم مصلي وعم أعبدك , يا رب أنا ما بدي أكفر .. حاشا لله واستغفر الله العظيم .. بس بدي اسأل سؤال واحد : ليش هيك ؟ .."وبصوت عالي أقرب إلى الصراخ وهو يلتفت إلى الناس" .. ولك ليش هيك ؟؟ يا رب العالمين .. ليش هيك ؟؟ أنت القوي .. انت الجبار ! .. ليش عم تترك هــ الظالمين يفظعوا فينا .. ليش ؟ .. شو بدك تقول ؟ بدك تقول إن الله يمهل ولا يهمل ؟ .. طيب هــ الكلام مين بدو يرجِّع من أولادي ؟ .. يا الله ... أنت ترضى أنو أسعد ابن الخمس وعشرين سنة ينعدم على أيدي هــ الظلاّم ؟! قلي .. جاوبني .. ليس ساكت .. أنت .. انت .. استغفر الله العظيم استغفر الله العظيم ... يا رب ... لو كان عندك ثلاثة أولاد وراح يروحوا عـ الإعدام بلحظة واحدة .. شو كنت تعمل ؟ .. هاه ؟ .. طيب جاوبني على ها السؤال الصغير بس .. انت .. رب العالمين .. معنا نحن و إلا مع هـ الظالمين ؟! لحد الآن كل شي يقول ... أنك معهم .. مع الظالمين !! ... استغفر الله ... استغفر الله .. يا رب .. بعزتك وجلالك .. بس اسعد , بس رجِّع لي أسعد , لا تخليه يموت .. أنا ما عم قلك الثلاثة , بدي أسعد بس .. وانت قادر على كل شي !.
. . الآن.. كل ما يخطر ببالي هو الثورة السورية بعد 15 شهرا من الدماء.. بعد 20 ألف شهيد.. بعد أن تهدأ غبار الثورة السورية.. سنكتشف عشرات القواقع.. حينها لابد للعالم أن يعيد تعريف "الإنسان" من جديد
مالذي يجعلنا نتمسك بأرض هذا الوطن ! أهم الأقارب والأصدقاء أم أن جذورنا تضرب بعمق في ترابه فلا نستطيع الهرب أو الفرار ! ، أي وطن هذا الذي يعبد السلطة والمال ويمجد الظالم علي ظلمه أي شعب هذا الذي يغلق عينيه وأذنيه أمام ظلام الإستبداد وصراخ المعتقلين في دولة قارب عدد المعتقلين فيها من ال 60 ألف معتقل سياسي بلا أي تهمة واضحة أو صريحة تأتي رواية القوقعة لتكون القشة التي أنهرت شخصياً بعدها ، شخص يقتل ويعذب والأخر يسجن لمدة 13 عام ونصف من أجل نكته ! من أين نأتي بالقدرة علي تحمل هذا الوطن وما أقرب سوريا إلي مصر وما أقرب قلوبنا نحن العرب من الصلب حتي نتحمل كل هذا الهراء وكل تلك القسوة ، هي قصة مسجون قضي في السجن 13 عاماً بعد وصول رحلته من فرنسا علي أثر نكته القاها في سهرة من مئات السهرات التي قضاها مع أصدقائه عن الرئيس ونظام الحكم يعيش في قوقعته الشخصية فهو مسجون بقضية الإنتماء لجماعة إسلامية وهو المسيحي الوحيد في المهجع بل لم يترك فرصة إلا وصرح بإلحاده بشكل واضح وصريح ، يعاني من الإضطهاد الديني ومن النبذ داخل المهجع وفي خارجه يتعرض للتعذيب نتيجه انتمائه لتلك الجماعة التي تنبذه في الداخل ، هي قصة سجن تدمر ولمن لا يعلم سجن تدمر هو نفسه مسرح تلك المذبحة التي حدثت في عام 1982 فقط أصحاب القلب القوي هم من يستطيعوا البحث والحديث عن تلك المذبحة والحمدلله أنني لست منهم .
كالثقب الأسود ابتلعتني تلك الرواية كما لم تفعل رواية من قبل في قراءة متواصلة لم استطع ان اخرج منها لتلك الكتب المفتوحة مسبقا ولو لحظات لم استطع إخراجها من عقلي أثناء تناول الطعام او حتي عند نومي وفي الغالب لن أستطيع إخراج كل هذا السواد التي تركته تلك الروايه للأبد في النهاية دائما تأتي أغنية الكينج محمد منير كسؤال لا ينتظر الرد من وطن لما يمنحنا حق السؤال ولا حق إنتظار الرد
"إزاي ترضيلى حبيبتى أتمعشق إسمك و انتى عماله تزيدى فى حيرتى وما انتيش حاسه بطيبتى إزاى ؟ مش لاقى فى عشقك دافع ولا صدق فى حبك شافع إزاي أنا رافع راسك و انتى بتحنى فى راسى إزاى ؟ "
كل كتاب جديد أقرأه في أدب السجون يؤكد لي أننا نعيش في مستنقع يُدعى "الوطن العربي". .. من شدة صعوبة ما يُروى كنت أتمنى أن تكون خيالية أو على الأقل بعضها لكن للأسف كل ما ذُكر هنا حدث ويحدث وسيحدث في السجون العربية. .. "أنا أؤمن بقول يقول إن الإنسان لا يموت دفعة واحدة، كلما مات له قريب أو صديق أو أحد من معارفه فإن الجزء الذي كان يحتله هذا الصديق أو القريب يموت في نفس هذا الإنسان! ومع الأيام وتتابع سلسلة الموت، تكثر الأجزاء التي تموت داخلنا، تكبر المساحة التي يحتلها الموت. وأنا يا لينا أحمل مقبرة كبيرة بداخلي، تفتح هذه القبور أبوابها ليلاً، ينظر إلىّ نزلاؤها .. يحادثونني ويعاتبونني." .. يحكي "مصطفى خليفة" قصة اعتقاله حيث ترك باريس بعد حصوله على إجازة في الإخراج السينمائي وقرر العودة إلى وطنه "سوريا" لإيمانه أن بلاده بحاجة إليه أكثر من أى بلد آخر.
يتفاجأ باعتقاله في المطار فور وصوله إلى بلده دون أن يعرف تهمته. ولكم أن تتخيلوا كيف لشاب مسيحي الهوية وملحد المعتقد أن يُعتقل لمدة ١٣ عام بتهمة انضمامه لجماعة الإخوان المسلمين ؟! كيف أصبح الظلم لا يَعقل التهم التي يوجهها للمتهمين!!
بين التعذيب، والتجويع، وانتشار الأوبئة من التهاب السحايا إلى السل إلى الجرب، وإعدامات بدون محاكمات، وأرواح ليس لها ثمن!
بين المنع من الصلاة، إلى الإنتاهاكات الجسدية والنفسية!
كيف لبشر أن يتحمل كل هذا بل كيف استطاع أن يخط كل ذلك بهذه التفاصيل! .. سيرة صادقة، مؤلمة وتدمي القلب.
لا أنصح بها لمن لا يتحمل وصف مشاهد التعذيب أو الألفاظ النابية.
رواية من أدب السجون القاسي. رواية حقيقية مؤلمة جداً، حدثت في عهد حكم حافظ الأسد. لا أنصح بها لضعاف القلوب لما لها الأثر في تدمير النفسية. مصطفى خليفة شاب مسيحي، تخرج من فرنسا في الإخراج السينمائي، وخلال عودته إلى وطنه قبض عليه في المطار لسبب لا يعرفه، وفي السجن الصحراوي قضى السنين وآلاف الليالي، عاش أيامه متلصصاً على العزلة والموت البطيء والقهر والإذلال وعذاب الروح والجسد، بدأت مع دخوله إلى ذلك السجن ولم تنته إلا مع خروجه، غير أن الحرية التي نالها بعد ١٣ عاماً كانت مسلوبة ومغتصبة من قبل نظام الحكم.
أحداث الرواية تقشعر لها الأبدان، أحسست بالاشمئزاز والرهبة والخوف في كل أحداثها وبأساليب التعذيب التي لقبها الكاتب بـ "مسحة ابداعية بالتعذيب" والتي مارسها الضباط ضد المسجونين، أتمنى أن أقرأ عشرات الكتب والروايات حتى أنسى أحداثها الموجعة وأنسى بصقة الضابط في فم السجين مصطفى خليفة ليبلعها، واللوعة التي تركتها البصقة في نفسي لساعات طويلة.
أسلوب الرواية رائع في وصف الألم الإنساني والوحشية الانسانية. ترى.. كيف يعيش مصطفى خليفة؟؟ كيف يعيش كإنسان ذاق الذل والمهانة وأحقر أنواع التعذيب، وكيف يفكر؟؟
لا يسعك الا ان تتنهد تنهيدة طويلة حال انهائك لرواية القوقعة التي تروي يوميات سجين في معتقلات النظام السوري، وتستغرب درجة الوحشية التي من الممكن ان يصل اليها البشر، ولتدرك ان الانسان ليس مجرد سارق لاسمه (كما يقول د. عدنان) انما هو مغتصب لهذا الاسم اغتصابا. الرواية تجعلك تفهم هذه الارادة الجبارة للثوار السوريين رغم كل القتل والوحشية التي يواجهونها، فالسلطة هناك قتلت الانسان وحلمه بحياة كريمة منذ اكثر من اربعين عاما ولم يعد هناك ما يخسره منذ زمن بعيد، ولكنك في الوقت ذاته قد لا تستغرب لماذا تأخرت الثورة كل هذا الوقت رغم كل هذه الوحشية للنظام، فالمظلوم رغم ذلك لم يكن يجد حرجا في ظلم المختلف الاضعف منه!