“قَـلْـبِي إِلَيكَ صَفِيَّ الرُّوحِ مُشْتَاقُ
سُـنُـونُ مَرّتْ وَلا رُؤْيا وَلا خَبَرٌ
بَـيْـنِـي وَبَـيْنَكَ أَحْدَاثٌ وَأَزْمِنَةٌ
بِرَغْمِهَا أَنْتَ فِي سَمْعِي وَفِي بَصَرِي
أَرَاكَ طَـوْداً بِـوَجْهِ الرِّيحِ مُنْتَصباً
نِـضْوٌ.. وَجَنْبَاكَ ضَمّا خَافِقَي أَسَدٍ
فِـي رِقَّـةٍ تَتَنَاهَى أَنْتَ ذُو عَجَبٍ
قَـلْـبِـي عَلَيْكَ كَظِيمٌ أَنْتَ عِلَّتُهُ
يَـا رَحْمَتَاهُ لأَهْلِ الحُبِّ كَمْ دَنِفُوا!
يَا دَوْحَةَ العُمْرِ قَدْ غَاضَتْ نَضَارَتُهَا
وَرَاعَـكِ الـبُـعْدُ عَنْ حُبٍّ لَهُ نَبَأٌ
مَـاذَا تَـذَكَّـر مِنْ أَهْلٍ وَمِنْ وَلَدٍ
وَدَمْـعَـةٌ تَـتَـنَـزَّى وَهْي غَالِيَةٌ
يَـا رُبَّ يَـوْمٍ قَـصِيرٍ فِي تَطَاوُلِهِ
قَدْ أَصْبَحَ اليَوْمَ ذِكْرَى فِي ضَمَائِرِنَا
لاَ زِلْـتُ أَحْيَا عَلَى وَعْدٍ عَلَى أمَلٍ
مُـصَمِّمُونَ عَلَى اللُقْيَا وَإِنْ كَرِهُوا
فَـإِنَّـنَـا مِـنْهُ نَسْتَوحِي مَسِيرَتَنَا
لِـذِكْـرِكُمْ فِيهِ إِحْرَاقٌ وَإِشْرَاقُ !
كَـمْ مَـسَّـنَا بِكُمُ ضُرٌ وَإِمْلاَقُ!
وَمُـهْـلِـكَـاتٌ وَأَبْوَابٌ وَأَغْلاَقُ
فَـالـرُّوحُ رَغْمَ سُدُودِ البَغْيِ سَبَّاقُ
مَـا عَـادَ يـثْنِيكَ إِرْعَادٌ وَإِبْرَاقُ
وَإِنْ تَـكَـالَـبَ دعَّـارٌ وفسَّاقُ
شُـعُـورُكَ العَذْبُ إِغْرَاقٌ وَإِغْدَاقُ
سِـوَى لِـقـائِكَ لاَ يُجْدِيهِ تِرْيَاقُ
وَكَمْ أَذَاقُوا مِنَ ا لوَيْلاتِ أَوْ ذَاقُوا!
وَاسَّـاقَـطَتْ مِنْكِ أَغْصَانٌ وَأَوْرَاقُ
َوالـحُـبُّ فِـي اللهِ مِيعَادٌ وَمِيثَاقُ
وَقَـدْ أَحَـاطَـتْكَ أَسْوَارٌ وَأَطْوَاقُ
هَذِي الدُّمُوعُ لِدَعْوى الحُبِّ مِصْدَاقُ
نَـهْرُ الهَوَى فِيهِ يَجْرِي وَهْوَ دَفَّاقُ !
لََـهَـا لَـهِـيبٌ وَتَضْرِيمٌ وَإِحْرَاقُ
مَـهْـمَـا تَقَاذَفَ هَذَا الليلَ آفَاقُ
وَعَـازِمُونَ عَلَى المَسْرَى وَإِنْ ضَاقُوا
بِـهِـمْ مُحِيطٌ .. لَهُمْ ربٌ وَخَلاَّقٌ”
―
سلمان العودة,
طفولة قلب