كتب فلسفة ومقارنة أديان discussion

عن الكتاب ((هذا كتاب في حوار بين الفلسفة والعقيدة وهو قصة طالب يسمى (حيران) طرأ عليه الشك فطرد من جامعته في بيشارو فأرشده أبوه إلى اللحوق بشيخه الموزون الذي يقيم قرب سمرقند في بلدة (خرتنك) التي فيها مقام الإمام البخاري، فلحق بالشيخ ولقيه وشكا إليه ما يجد فأمره أن يشتري دفتراً يدوّن فيه حوار الرحلة الطويلة التي لا بد منها للخروج من الشك فيبدأ الحوار في التعريف بالعلم والفلسفة والفرق بينهما والميتافيزيقيا، ثم يناقش آراء الفلاسفة كالمعلم الأول وفيتاغور وبارمنيدس وديمقريطس وفلاسفة المسلمين كالفارابي وابن سينا والرازي، وعقد فصلاً بين "دارون والجسر" وتكلم في الحظوظ والمصادفة ثم تكلم في الآيات الكونية: السماء والقطاره الإنبيق (الماء) والهواء والنفس البشرية ومساكن الجن... ثم أوصاه وصيته))
لمؤلفه / نديم الجسر

دخلت هذه المجموعة منذ فترة ليست بالبعيدة، لكن رغم ذلك لم اجد اي مواضيع نقاشية رغم هذا الاهتام الذي احد اهم ركائزه هو النقاش والحوار الواعي ...
وانا في هذا الموضوع اطرح كتاب قصة الايمان الذي اعتبر اهم ماقرات في هذا الباب للنقاش والتحاور حول الكتاب ومواضيعه لاخوتي المهتمين ...

ما اجمل هذا الكتاب..كنت اظن انه من الصعب "جدا" على الدين ان يواجه العلم والفكر والفلسفة.تقول هيباتيا "من يومن بالدين يكفر في الفلسفة" وكنت اصادقها على هذا الرأي..

مع ذلك استغرب كيف يمكن أن يتفق الدين مع الفلسفة , لان الفلسفة هي بحر من الشكوك و التساؤلات او كما اعتقدها , بينما الدين فهو مدجج بالمسلمات

اتفق,,يجب ان تهز الاشجار لتسقط الثمار الفاسدة.. وهذا هو دور الفلسفة..

كيف نعرف الفاسدة من الصالحة منها .. اعتقد ان هذا يعتمد على تقدير كل شخص .. و لا اعتقد ان كل الاشخاص سيقومون بتمييز نفس الثمار الفاسدة او الصالحة ر ..
جمال الفلسفة في كونها لا تدعي اي حقيقة مطلقة و لا تفرض على الناس اتباع اي مذهب او اي فكرة مهما بدت صحيحة و لا تهددهم بأي عقاب ان هم امتنعوا عن ذلك .. عكس الاديان , اركز هنا على الاديان السماوية

هذا ما نسميه بحرية التفكير و الاعتقاد التي تغيب عند الاديان.
لا معنى للحرية في حضور تهديد , فما بالك اذا كانت طبيعة هذا التهديد هو عذاب جهنم ابدي و بئس المصير

حوار جميل اشكركم عليه ...
يقول نديم الجسر في كتابه على لسان الشيخ الموزون "الفلسفة بحر على خلاف البحور، يجد الراكب فيه الخطر والزيغ في سواحله وشطآنه، والأمان والإيمان في لججه وأعماقه"
حقيقة في البدايات كنت ارى الفلسفة مثل ما يشيع عنها معظم الناس.. الحاد ومخالفة للايمان.. ومن واقع الايمان بمخالفته تصبح مخالفة للعقل السليم رغم انها نتاج العقل السليم ذاته ..
لكن عندما بدات بقراءة الفلسفة والتدرب على فنونها ايقنت ان وراءها خير عميم حجب عن البشر ببعض الشكوك التي بثها من تخبطت سفنه وزوارقه في شطىنها ولم يمخر يوما عباب بحورها ..
وقد عزز هذا الكتاب هذا المعنى بصورة جميلة وراقية وواعية
ولذا بت لا ارى شيء فيه متعة ولذة ونشوة بالمعرفة كابواب الفلسفة.. تعزز الايمان .. وتساعد العقل على ادراك العلم ... وتحليل ظواهره .. وربط اسبابه باسباب حياتنا ...
زودني هذا الكتاب بحصيلة معرفية وروحية عالية عززت الاعتقاد باهمية الفلسفة واشاحت ما تبقى من لثام حول المسلك القويم في المضي فيها ..

Siham wrote: "مع ذلك استغرب كيف يمكن أن يتفق الدين مع الفلسفة , لان الفلسفة هي بحر من الشكوك و التساؤلات او كما اعتقدها , بينما الدين فهو مدجج بالمسلمات"

كلام رائع فعلا فالفلسفة والدين طريقتين مختلفتين تماما في التعامل مع المشكلة الوجودية للانسان فالدين عبارة عن مجموعة من الافكار والعقائد الثابتة التي تعتمد على الايمان والتصديق الغيبي اما الفلسفة فهي (وان كان من المستحيل وضع تعريف واحد لها) نوع من التفكير المنظم القائم على معرفة عقلية او تجريبية وهي نشاط مستمر ومتغير.
ولكن هناك فكرة شائعة تساوي بين طريقة او(صيغة ايمان الفلاسفة والايمان الديني التقليدي وهي فكرة خاطئة تماما ومن المعروف ان الكثير من الفلاسفة (خاصة القدامى منهم) كانو مؤمنين -دينيا- ولكن بشكل مختلف تماما عن العقيدة الدينية التقليدية فابن عربي والحلاج واسبينوزا وهيجل وكيركجارد امثلة واضحة جدا على اختلاف صيغة الايمان الفلسفي عن الايمان التقليدي.
فمن المعروف ان الروح المطلق عند هيجل يختلف تماما عن الرب في العقيدة المسيحية التقليدية وكذلك اسبينوزاالذي يعتبر ان الاله هو عينه قوانين الطبيعة التي تبقي الجسر معلقا.
الدين والفلسفة طريقتين مختلفتين للتعبير عن جوانب محتلفة في الانسان ولا يمكن افتعال تطابق تعسفي بينهما بتسخير احدهما لخدمة الاخر.
ان الدين هو علاقة الانسان بالروحي والمقدس واي خلط له بجوانب اخرى من المعرفة الانسانية او المجالات العملية يؤدي لمغالطات تضر الدين والانسان معا.