أكبر تجمع للقراء العرب discussion

14 views
مقهى القرَاء > معسكر رشيد

Comments Showing 1-1 of 1 (1 new)    post a comment »
dateUp arrow    newest »

message 1: by محمد (new)

محمد التواب (mohammedabdeltawab-goodreadscom) | 30 comments معسكر رشيد
كنا في أجازة العام الأول من المرحلة الثانوية وكان لنا معسكر ترفيهي في مدينة رشيد ولمدة أسبوع وكانت المرة الأولي التي سوف أغيب فيها عن بيتي وأمي لمدة أسبوع كامل بعيداْ عن اللحمة وصانية البطاطس في الفرن التي كانت أمي تطهوها من أجلي.
رشيد هي مدينة ساحلية جميلة تمتاز بالطراز الأسلامي القديم تراة في كل المنازل القديمة التي ترجع الي فترة الحملة الفرنسية أيام عمنا مينو وخالتنا زبيدة وعلي فكرة عرفنا أن زبيدة كانت موزة جامدة وكانت مربربرة متغذية صح وعمنا مينو كان متعود علي الستات المعصعصين فلما رأي اللحمة البلدي أقلع الجذمة وطلع يجري ورا خالتنا زبيدة ويقال إن زبيدة كانت مطلقة وكانت منتظرة حكم المحكمة في قضية خلع وكان والدهاا الشيخ أيقن أنها عادت إلي بيتة للأبد.
وأعتقد أن كتب التاريخ ذكرت أن أهل زبيدة ماصدقوا لأن كل اللي كان عاوزين يخطبوها منتظريين جواب القوي العاملة ومقدميين في مشروع مبارك للأسكان أو كانوا يظنون أن والدها الشيخ سوف يتحمل جميع مصاريف البيت بعد الجواز بزبيدة ولكن هيهات أن يصرف والدها قرش أبيض علي زبيدة مرة أخري.
تجمعنا جميعاْ من كل المدن في مدينة دمنهور حيث كنا ننتظر الحافلة لكي نستقلها إلي مدينة رشيد وقد وجدت الكثير من زملائي من مدرستي قادمين.
وكانت الحافلة متهالكة حتي أن عربات الكارو كانت تسبق حافلتنا وبالرغم أن المسافة لاتتجاوز الساعة لكنها مع حافلتنا إستغرقت أكثر من أربع ساعات.
كان المعسكر عبارة عن مدرسة قديمة وأماكن المبيت ماهي الا فصول المدرسة حيث كانت تفرش السراير والتي كان من الأفضل المبيت علي الأرض بدلاْ منها لأنك عندما تستيقظ من النوم لا تستطيع النهوض من فوق السرير لأنك تشعر أن الشلل قد أصاب جسمك كلة حتي اللسان نتيجة لعدم وجود سراير طبيعية في تلك الفصول.
في هذا المعسكر أكتشفنا مفاجأة رائعة حيث وجدنا شخصيتين نعتز بهما ونعتبرهما قدوة لنا مثل محمد رمضان في مسلسل حبيشة لأنهم كانوا مصدر إلهام لنا و مهمين لكل طالب يبحث عن طريق الضياع والتشرد نتيجة تاريخهم الحافل وهما زاهر وأبو السعود نري فيهما النموذج والقدوة في الصياعة وفخرا لنا أن نتمشي بجوارهم وعندما نريدهم نعلم أنهم في الحمامات حيث تبادل الأفكار والحوارات أثناء شرب السجاير كيلوباترا المحشية تبن فكنا كلنا نقضي معظم الوقت في الحمامات لشرب السجائر حيث كنا نشعر بالمتعة ونحن ندخن بجوار هما داخل الحمامات في المعسكر.
في أول يوم تم تجميعنا وتقسيمنا الي مجموعات وأختيار الشخص المناسب لكل وظيفة فعندما سأل مدير المعسكر من يمتلك الصوت الجميل ليكون المؤذن بلا تردد أخبرتة قائلاْ :
( زاهر يافندم صوتة كروان والناس في البلد بتسيب كل الجوامع وتقف علي باب الجامع بتاعة عشان يسمعوة والستات في البلكونات والدموع في عينيهم ولسانهم مابيقولش غير اللة وأكبر والله يافندم غير حلفان أنا لما بسمعة بحس بقشعرية في جسمي كلة وأكن الملايكة بتجري من حولية من شدة التأثر بدموع زاهر لما ينادي علي الصلاة)
أكملت كلامي لمدير المعسكر وأنا لا أستطيع أن أكتم ضحكاتي وأنا متخيل زاهر وهو ينادي إلي الصلاة بصوتة الأجش والسيجارة بيدة وهو يقف يحاول أن يتذكر باقي الأذان عندما كان يسمعة وهو مار بجوار المسجد.
(أما الأمام مافيش غير أبو السعود حلاوة صوتة زي عبد الباسط وحافظ القران كلة بافندم أقولك إية بس دة في صلاة الجمعة الناس كلها بتسيب الجوامع وتيجي علي جامع الشيخ أبو السعود عشان تسمع حلاوة صوتة بس)
فوافق مدير المعسكر من هنا ولقيت الأتنين بيجروا ورايا لأنهم ماشافوش المسجد الا من برة عشان جنب الكشك اللي بيبيع السجاير ولم أجد طريقة لكي أحمي نفسي منهم غير تهديدهم بإبلاغ مدير المعسكر في حالة تعرضي لأي أذي.
عندما جاء وقت الصلاة بحث المدير عن زاهر وأبو السعود وأخذ ينادي عليه من خلال الميكرفون قائلاْ :
(ياشيخ زاهر ياشيخ أبو السعود أنتم فين يا شيوخ عشان الصلاة فأخبرتة أنني أعرف مكانهم لابد أنهم في مكان ما يختمون القران ولا يشعرون بشيء من شدة خشوعهم في قرائة القرآن.
فذهبت الي الحمامات فوجد الأثنين يدخنان السجائر فأظهرت علامات الإندهاش أمامهم قائلاْ :
( الصلاة يا شيوخ الناس كلها مستنياك ياشيخ زاهر عشان تقيم الصلاة وعلي فكرة المدير حايطلع العفاريت عليكم)
فأجاب الشيخ زاهر قائلاْ :
(قولة بيصلوا في البلد وراجعين تاني ولا أقولك أقعد وخد سيجارة
فبلا تردد قولتلة حاضر يامعلم بس أنا عاوز بلمونت موش كيلوباترا ياشيخ)
في أول يوم في المعسكر أطلق المدير نداء الإستيقاظ في السادسة صباحاْ لكي يتجمع كل المعسكر في الفناء من أجل الطابور الرياضي ولكن المدير بعد نصف ساعة لم يجد سوي عشرة طلاب فقط في الفناء والباقي مازال في سبات عميق كأنهم أهل الكهف فلم يجدوا المشرفون غير وسيلة رش الماء علينا لكي نستيقظ والكل إستيقظ ماعدا الشيخ زاهر وأبو السعود أستخدموا معهم خراطيم المطافي لكي يوقظوهم من الغيبوبة التي كانوا فيها لأنهم قضوا الليل بأكملة علي المقهي يتنافسون مع باقي رواد المقهي في الدومينو مقابل المشاريب.
بالفعل تجمعنا جميعاْ في الفناء ظناْ منا أننا سنجتمع لمدة خمسة عشر دقيقة علي الأكثر ثما نعود إلي النوم مرة أخري لكن الصدمة الكبري لي عندما أعلن المشرف العام علي المعسكر أننا اليوم سنبدأ المارثون الصباحي حيث المعسكر بأكملة سيجتاز الكورنيش بأكملة والعودة وهذة المسافة تقدر بحوالي ثمانية كيلو متر.
كان السؤال المهم أننا لانستطيع أن نجتاز مائتين متر بسبب أن الغالبية مدمني سجاير لذلك وجدنا أحد أصدقائنا يطالب المشرف بصوت عالي قائلاْ :
(عاوزين عربية إسعاف ياريس عشان لو فطست منكم ألاقي حد ينجدي يامشرف)
بدأ المارثون وخرجنا للشارع نجري وللأسف الكثير منا كان لايملك ملابس رياضية فخرج الكثير منا بملابسة الداخلية ليجري في الشارع حتي أصطف الناس علي جانبي الطريق وظننا أنهم يشجعوننا ولكنهم كانوا يضحكون علي ملابسنا الداخلية خاصتاْ أنها كانت تتساقط منا أثناء الجري فلابد من إمساكها بأيدينا حتي لا تسقط وتكون فضيحة مدوية في الأوساط الرياضية.
بالنسبة لي عندما خرجت مع المارثون كان الهدف الرئيسي هو إيجاد ملجأ للهروب إلية وإنتظار المعسكر عن العودة والرجوع معة إلي مقر المعسكر داخل المدرسة.
بالفعل وجد حائط أسمنتي بجوار الطريق فقزت خلفة بسرعة حتي لايشعر بي أحد ولكن وجدت معي الشيخ زاهر وأبو السعود خلفة يجلسون.
فأبتسمت قائلاْ :
( أهلاْ الشيوخ كلها هنا دي هروبة مباركة بإذن الله)
كانت نوبة النوم الساعة التاسعة وممنوع التواجد خارج الفصول وكان يحدث تفتيش فكنا نضع المخدات ونغطيها بالملايات حتي يظنوا أننا في سبات عميق في حين أننا نتسامر علي المقهي المجاور ونلعب الطاولة علي المشاريب
وفي ليلة كان هناك فرح كبير بجوار المدرسة والشائعات صارت بين الطلبة عن راقصة سبحان اللة من الجمال والدلال وكانت النتيجة أن أكثر من مائة طالب خارج المعسكر والكل أستخدم حيلة المخدات والهروب من خلال السور حتي أن الفرح أمتليء بطلاب المعسكر مائة فرد لدرجة أن أبو العروسة قال مين دول هوا العريس مصاحب كل العيال دي ياخراب بيتي
أثناء تواجدنا في الفرح والزحام الشديد ونظرات زملائنا للراقصة حيث شعرنا للحظة أن الراقصة حاتولع مرة واحدة من العالم الجعانة دي وكان فاضل شوية حايمصمصوها وياخدوا العطم معاهم
أثناء ذلك كان هناك مرور بالعنابر حيث أكتشف المدير عدم تواجد أي فرد في المعسكر والمعسكر علي بكرة أبية خالي
أخذ يبحث حتي وصل الي الفرح فوجد المعسكر كلة في الفرح والشيخ زاهر وأبو السعود بيشربوا حشيش مع أبو العريس
فصعد المدير علي المسرح ممسكا الميكرفون قائلا يالا ياجذم علي المدرسة عشان الشيوخ الجذم دول يصلوا بينا الفجر
فأجبت يا باشا بقولك أية ماناخد العريس والعروسة والرقاصة معانا ونكمل الفرح في المعسكر
تمت


back to top