كل هذا الهراء question

الرواية صادمة جداً وهي بمثابة اتهامات كثيرة من الكاتب لكل من شارك في الثورة الذين صورهم كشواذ أو عاهرات وكلاب شوارع على حد وصفه ، أو إرهابيين أو شـ.. ! مثلما ذكر نصاً ، أو مجموعة من الفاشلين اجتمعوا لتنفيذها..
كمية الشتائم البذيئة في الرواية تفسد هذا العمل الجيد وتجعلك أحياناً تشعر بأنك تقرأ لسائق عربية كارو غير متعلم يوزع الشتائم المجانية على الجميع، كمية المشاهد الجنسية المصورة بحرفية وإتقان تعكس مهارة غير عادية في الوصف لكنها تخدش الحياء والضمير في آن واحد، وتجعلك هذه المرة تتخيل أنك تقرأ لمراهق أدمن مشاهدة الأفلام الإباحية..
نعود لموضوع الرواية وهو حكايات عن الثورة وعن أحداث مصر بعدها وقضية الأولترا في بورسعيد.. كل هذا جيد ولكنه لم يحمل أي شيء ضد السبب في كل هذا الفشل، لم يتم الإشارة حتى للحكام الذين أفسدوها وكانوا السبب الأكبر في تشاؤم عمر بطل الرواية ونظرته السودواية..
العمل في النهاية جيد على المستوى الأدبي بغض النظر عن الشتائم المتدنية، لكنه محبط جداً بالنسبة لجمهوره الشباب الذين اعتبروه معبراً عنهم بعد باب الخروج، ومنفر جداً بالنسبة لرواية تتحدث عن الثورة وعن مصر.. كان من الممكن أن تكون أكثر سودواية وديستوبية لا مانع ولكن بمعالجة أفضل من ذلك وبإدخال شخصيات محترمة لها تاريخ طيب وبنية صافية شاركت في الثورة بدلاً من التركيز على الشواذ والعاهرات والجنس والاغتصاب بشكل أكبر.
الربط بشكل عام بين الأحداث والشخصيات خاصة عمر ابن فخر الدين كان رائعاً، والأسلوب عظيم جداً واللغة سهلة ممتنعة، ولهذا كما يسمح رصيد الجيش بكشوفات العذرية، نسمح نحن بهذه الرواية لفشير وننتظر منه عملاً أخر مماثلاً لباب الخروج وبنفس قوته وتعبيره عن الشباب وثورتهم الضائعة، ولم لا يجعلها ثلاثية جديدة ؟