Bloggers-Eg discussion

نلعب هنا بقى الحدوتة

تلك الأشياء تحدث دائماً

تتقلب في سريرك، تلعن تأثير البيت الأخضر الذي تسبب في إرتفاع حرارة غرفتك في عز ديسمبر، تزيح الغطاء من على جسدك بعنف يناسب غضبك، تجلس معتدلاً ثم تقوم لتشرب، تلك الأشياء دائماً قابلة للحدوث، الشئ الغريب حقاً هو أن ترى إحداهن في الصالة أثناء عودتك من المطبخ، ربما لا يتفوق على ذلك، سوى أن تفتح فاها قائلةً
"إزيك"

الأكثر غرابة بمراحل هو أن تردّ عليك كأنها هنا من زمن : عادي..إنت إزيك ؟
_ إنتِ إيه اللي جابك هنا ؟
= محمد!...إنت نسيت ولا إيه ؟
- نسيت إيه
أحك رأسي قليلا لأتذكر أي شئ
تنظر لي بدهشة غير متوقعة تماما بالنسبة لي
ماذا نسيت بحق الجحيم يستحق دهشة بهذا الحجم؟
أنظر إلى النافذة و أنا لا أزال أحك رأسي...
أنظر إليها مرة أخرى و أنا أقول في استسلام
مش فاكر أي حاجة يا هدى الحقيقة

_مش كنت مديني معاد هنا ؟؟
تتناسب الغرائبية عادةً بمرور الوقت، لا تكاد تنطق حتى يزداد الإبهام
_هنا فين ؟؟
_ في الشقة
_وحتى لو أنا مضروب على دماغي ومديكِ معاد في الشقة، دخلتِ إزاي
_إيه يا محمد السطل دا، أنا معايا نسخة من المفتاح
أحك رأسي بعنف مفكراً، ماهو أكثر الأسباب شيوعاً لوجود المفتاح في يد شخص لا تعرف سوى أن فتاة إسمها هدى تملك نسخة من مفتاح شقتك، ليست صاحبتك القديمة، وحتماً ليست أمك
من هي هدى على كل حال ؟؟

يظهر إننا كتبنا الكومنت في نفس الوقت :))
أنا أسحب لصالح كومنتك يا لستُ
أنا نبيل إنجليزي أصيل

فتحت ثغرك بإندهاش ثم فركت عينيك لتطرد آثار التعب. تتلفت يمينك ويسارك لتعلم أنها مجرد خيالات أول ليلة تقضيها وحدك منذ زواجك. لم تعتقد أبدا فى وجود الاشباح، وإن حدث، فلا يمكن أن تظهر لرجل بشنبات!

بالأمس سافرت زوجتك مع الأولاد إلى الإسكندرية بعد أن اكتشف مديرك فجأة أهميتك فى العمل وقرر عدم الإستغناء عنك.
كان عليك أن تظهر ترحيبك بالمهام الجديدة رغم مشاعرك الصارخة تجاه عملك، وتمضى ايام العيد فى أوضة ضيقة يسمونها "بالمكتب"، زجاجها مكسور، وحوائطها إسودت بفعل الزمن.
و فى عز شتاء ديسمبر

لم أكن لأخشى فتاة، والأكثر من ذلك أنها طيف، فقط فكرت هل رأيتها قبلاً، لا أتذكر،
_حنفضل واقفين كتير ؟؟
قالت بملل بادي
_طيب مش نتعرف
_بص يا محمد أنا عارفة إنك بتنسى بسهولة، بس دي خامس ليلة، لو كنت نسيت فعلاً يبقى في مشكلة حقيقية
خامس ليلة!!! كنت أعرف أشياء قليلة عن المشي أثناء النوم أو الهلاوس، لكن من خمسة ليالي كانت زوجتي تقبع بجواري، وأعتقد أنها كانت كفيلة بإيقاظ الجيران حتى الدور العشرون لو إكتشفت وجود فتاة إسمها هدى معها نسخة من مفتاح الشقة، وتعرفني بالإسم، وتنتظرني قرب الفجر في الصالة

نظرت لها مرة أخرى متأملا ملامحها الدقيقة ووجتني أستسلم للأمر الواقع و أجلس على الكنبة و أجلس بجوارها
خيم الصمت على المكان و كل منا كان يسترق بضع نظرات إلى الأخر
و إستمرت حالة الصمت القاتلة حتى رن جرس الباب فجأة و مع رنات الجرس تهاوى قلبي بين قدمي

- هاي يا جماعة
هكذا صاحت الحسناء التي فتحت الباب ودخلت بعد أن دقت الجرس. انتابتني رغبة قوية في الضحك من الدهشة والذعر: هناك امرأتان في شقتي، وكل واحدة معها مفتاح.. مفتاح لشقتي!
بدون تحكم في لساني وجدتني أقول لهما:
what the hell happened to the Egyptians?!

لكنني أعرف تلك الحسناء الجديدة
أنا متأكد أنني رأيتها من قبل ... نعم ... لقد رأيتها ... لكنني لم أرها وجها لوجه ... إنها بوبي فتاة الإعلانات الشهيرة
رأسي تؤلمني ... ما كل هذا الهراء ... من هؤلاء ... بل من أنا شخصيا
ظلت الأفكار تدور برأسي حتى صاحت بنا هدى
هيا بنا فعندنا موعد الآن عند الأستاذ وصفي المحامي
...
ركبنا نحن الثلاثة سيارة هدى و طوال الطريق ظللت أفكر في هؤلاء الألغاز الثلاثة ... هدى و بوبي و الأستاذ وصفي

يخرب عقلك يا رحاب
: D
: D : D

أعتقد دي آخر مرة حنلعب اللعبة المشئومة دي
: D

ليه مشؤومة.. دا طارق حتى دخل فيها المناظر اللى بتبيع
:P

ها نحن قد وصلنا عند الأستاذ وصفي المحامي الذي بادرنا بإبتسامة صفراء قائلا
قررت حاتعمل إيه مع مراتك الأولانية ولا لأ؟
و قبل أن أستوعب سؤاله أجابته بوبي
أيوه ... شوفلنا حل خليه يطلقها منغير ما تقعد في الشقة
الشقه ديه هي المكان الذي شهد ولاده حبنا
ثم نظرت إلى و هي تبتسب في رقة
كان العرق يتصبب من جبهتي رغم أننا في عز الشتاء
إستمر الصمت في المكان إلى أن تكلم المحامي قاءلا
طبعا ... ديه مسألة بسيطة خالص ... مش كده ولا إيه يا هدهودة؟

لذت بالصمت في انتظار أن ترد هدى، فأعاد وصفي السؤال وهو ينظر لي: بسيطة ولا إيه يا هدهودة؟
حملقت في وجهه: أفندم؟ حضرتك بتكلمني أنا؟ أنا هدهودة؟
تبادل وصفي وهدى والحسناء النظر باستغراب، ثم قال وصفي: معلهش.. أنا متخيل إن الكام يوم اللي فاتوا كان فيهم تغيرات كتير مرة واحدة.. وأكيد أعصابك متوترة من اللي حصل أول إمبارح. إنت نسيت إنك قدمت طلب في السجل المدني علشان تغير اسمك وتخليه هدهودة؟

جرررر ... إسمع إنت و هي ... مش أنا إل تشتغلوني بالشكل ده
هكذا صحت بعد أن سمعت تعليق المحامي
ساد الصمت للحظات ... ثم إنفجر الجميع في الضحك ... الجميع سواي
و نظر وصفي و هدى إلى ثم قال وصفي
إحنا بنهزر معاك
ثم إلتفت إلى هدى مرة أخري و قال لها
ياللا يا هدهودتي ... إشرحيله بقى الخطة إل إحنا إتفقنا عليها