حامد

جلس يسترجع ذكريات ذلك اليوم السيء الذي مر به حين تم اقتياده و زميلين له كالمجرمين إلى قسم الشرطة. كان حتى تلك اللحظه من أشد المدافعين عن التغيير الذي حدث فى مصر فى الاونة الأخيرة يبرر القمع العنيف و عودة سطوة الأمن و يرى أن هذا هو الحل الوحيد لاستقرار هذا البلد
بعد تجربته تلك أيقن أنه لا عيش له فى مصر و أن عليه ان يسافر بعد ان يكمل الشهرين القادمين و أن السفر أكرم له من بلد يتناوب على حكمه "اللصوص و الحمقى و القتله" كما يقول.
تضخمت فى عينيه كل العيوب و كل الصعاب التى يلاقيها فى بلده. صار أكثر حنقا على نظام اجتماعى يسحق أطباءا مثله و يعلى من شأن السفله.
كان من الواضح أنه لم يتعاف بعد من ذلك الجرح الغائر الذي ضرب أعماقه و تسائل بينه و بين نفسه عن حال زملائه المحبوسين إذا كانت خمس ساعات فعلت به ذلك فماذا يفعل من قضوا خمسة أشهر حتى اليوم هل تخف مرارة الاعتقال عنهم نظرا "للوهم" الذي يعيشون فيه و ظنهم "الزائف" بعدالة و قدسية ما يدافعون عنه.
إنهم فى نظره لا يختلفون كثيرا عن الحشاش الذي انفصل عن الزمان و المكان و يتحمل كل قبيح فى حياته و هو يظن أنه يحلق فى السماء, هم يظنون انهم يعيشون لمرضاة الله و ان قتلاهم فى الجنة و سجنهم محنة الهية سيكافئون عليها كأبطال الاساطير او كشهداء بدر و أحد...يالسذاجتهم.
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on October 06, 2014 11:16 Tags: ثورة_مصر, سبعة_زيرو, سياسة
No comments have been added yet.