هذا المقال فيه حقائق غير مريحة لمن هو علماني مثلنا، لكن لا يوجد مشكلة في العالم يمكن مواجهتها من دون صراحة مطلقة مع الذات ومن دون الاعتراف بالواقع كما هو.
في مدارس الحكمة القديمة، الهدف الأساسي من خلق الكون هو أن الله – أو الجوهر – أراد أن يعرف حقيقة ذاته وأن يختبرها. هو لا يمكنه القيام بذلك إن كان ساكناً أزلياً وحيداً كلي القدرة، مغمض العينين في ظلمة سرمدية لا تتحرّك.
إذا كنت تتعلّم لتكون أسرع من الآلة، أو لتنافسها على الكفاءة، فهذا حائط مسدود. الذكاء الاصطناعي سيتفوّق عليك بكافة هذه الأمور. هنالك أمر واحد لا يمكن للذكاء الصناعي القيام به: تنمية ذاتك من خلال عمليّة التعلّم.
حين تصنع شيئاً، عليك دائماً أن تسأل نفسك السؤال التالي: هل أرتبط بما صنعته؟ هل يشبهني؟ هل لو لم أكن أنا من صنعه، كنت سأشعر به؟ إن كانت الإجابة نعم، فثق أنه يحمل شيئًا من روحك — وهذا يكفي.
لكي نتعلّم، علينا أولًا أن نسمح لأنفسنا بالراحة. يجب أن نتخلّى عن الشعور بالذنب عندما لا نفعل شيئًا. لأن هذا اللاشيء — حين يكون اختياريًا وهادئًا — هو ما يسمح للطاقة أن تعود وللتعلم أن يبدأ.
لست هنا لأقول لكم إن التعلّم سهل في منتصف العمر مثلما هو في الصبا، بل علينا أن نصارح بعضنا بأن التعلّم أصعب كلما تقدّمت بالعمر. رغم ذلك، هنالك مزايا بقدر ما هنالك صعوبات.
سأقول لكم شيئاً قد يفاجئكم: بداية التعلّم هي المرحلة الأسهل فيه.طبعاً يتعارض ذلك مع تلك الجملة التي تسمعونها في كلّ مكان "البداية هي الأصعب"، لكن ذلك غير صحيح.