مقالة علاء الأسواني فى جريدة المصرى اليوم : … أسئلة وأجوبة عن الأزمة ……..

 


مقالة علاء الأسواني فى جريدة المصرى اليوم


27 نوفمبر 2012


… أسئلة وأجوبة عن الأزمة ……..


 


1 ـــ لماذا تعارضون الاعلان الدستوري الذى أصدره الرئيس مرسي ..؟!


 


 


ــــ لأنه يعطي الرئيس صلاحيات شبه الهية يعطل بها القانون ويفعل ما يشاء بلا أدنى رقابة أو محاسبة . الرئيس مرسي بهذا الاعلان قد ألغى ارادة الشعب التى حملته الى الرئاسة وتحول الى ديكتاتور وكل ديكتاتور ه…و بالضرورة عدو للثورة التى قامت أساسا من اجل ارساء دولة القانون .


 


2 ـــ لماذا لا تسمحون للرئيس مرسي بصلاحيات مطلقة مؤقتة لمدة شهور قليلة ..؟! ..


 


ـــــ لا يوجد ديكتاتور مؤقت. كل الحكام المستبدين زعموا أنهم مضطرون الى اجراءات استثنائية بشكل مؤقت ثم استبدوا بالسلطة الى الأبد . فلنتذكر هنا كيف تعهد الضباط الأحرار عام 1952 بالعودة الى ثكناتهم بعد ستة أشهر وظلوا في الحكم سنوات طويلة . اذا سمحت لأى حاكم بتعطيل القانون يوما واحدا سيتحول الى ديكتاتور الى الأبد ..


 


 


3 ــ ألايمكن أن يكون الرئيس مرسي مضطرا الى اجراءات استثنائية من أجل محاربة النظام القديم وحماية الثورة ..؟!


 


ــــــ الحرية وسيادة القانون واحترام ارادة الشعب كل هذه المباديء تشكل غاية انسانية في حد ذاتها . أى انجاز يأتي عن طريق الاستبداد مرفوض كما أن كل الأنظمة الاستبدادية عبر التاريخ أدت في النهاية الى فشل وكوارث . اننا نعاني من انهيار الحياة في كل المجالات نتيجة لاستبداد مبارك فلايمكن أن نقبل باستبداد مرسي .


 


ان الرئيس مرسي والاخوان المسلمون لم يحاربوا النظام القديم وانما تواطئوا معه لمصلحتهم على حساب الثورة .


 


من الذى حشد الناس من أجل الموافقة على تعديلات مبارك على دستور 71 ..؟!


 


من الذى تحالف مع المجلس العسكري ورفض أن يكون الدستور أولا وأصر على الانتخابات أولا حتى يتمكن الاسلاميون من كتابة الدستور على هواهم ..؟! ..


 


من الذى اتهم الثوار بالبلطجة وسخر من البنات اللاتي هتك الجنود أعراضهن في مذبحة مجلس الوزراء ..؟!


 


من الذى وصف المطالبين بالدستور أولا بأنهم شياطين الانس ووصف أعضاء المجلس العسكري القتلة بأنهم قرة الأعين ..؟!


 


الاخوان المسلمون هم من تواطئوا وعقدوا الصفقات مع العسكر على دماء الشهداء .


 


ماذا فعل الرئيس مرسي خلال خمسة أشهر من حكمه .؟!.


 


لقد استعان بوزير الداخلية أحمد جمال الدين المسئول عن مذبحة محمد محمود الى أودت بحياة سبعين شهيدا . الرئيس مرسي هو الذى وفر خروجا آمنا للمشير طنطاوي والفريق عنان المسئولين سياسيا على الأقل عن كل المذابح التى راح ضحيتها مئات من الأبرياء .


 


الرئيس مرسي أبقى على جهاز أمن الدولة المسئول عن اهدار آدمية ملايين المصريين . الرئيس مرسي استعان بوزراء مبارك وبرجال الأعمال الفلول الذين نهبوا الشعب المصري وكونوا ثروات هائلة من قوت الفقراء . اذا أراد الرئيس مرسي تحقيق أهداف الثورة لكان قد فعل لكنه في الواقع يعمل لمصلحة الاخوان وليس لمصلحة الثورة ..


 


في النهاية فان الرئيس مرسى وعد كثيرا ولم ينفذ وعوده قط وبالتالي لا يوجد سبب لأن نصدقه عندما يزعم انه سيكون ديكتاتورا لفترة قصيرة . اذا كان لم يصدق في السابق قط فهو بالتأكيد لن يصدق هذه المرة .


 


 


4 ــ لماذا أعلن الرئيس مرسي الاعلان الدستوري ..؟!


 


الرئيس مرسي ينفذ تعليمات مكتب الارشاد الذى رأى أن مصلحة الجماعة ستتحقق باسترضاء النظام القديم وليس محاربته . .. لقد أراد الاخوان المسلمون ابقاء أجهزة الدولة كماكانت أيام مبارك على شرط أن يكون ولاؤها للاخوان بدلا من ولائها للمجلس العسكري ومبارك . لذلك أبقى الرئيس مرسي على جهاز أمن الدولة ووضع على رأسه اللواء المسئول عن ملف الاخوان كما أبقى الرئيس مرسي على وزارة الاعلام ووضع على رأسها مسئولا اخوانيا حتى يدير الاعلام لحساب الاخوان . كانت حسابات مرشد الاخوان أن عقد صفقة مع النظام القديم ستمكن الاخوان من الاحتفاظ بالسلطة الى الأبد ثم اكتشف مرشد الاخوان أن النظام القديم يتآمر ضد الاخوان ..


 


اكتشف أن هناك أجهزة تعمل على نشر الفوضى من أجل التخلص من الرئيس مرسي .عندئذ كان لابد لمرشد الاخوان من ضربة استبقائية يحمى بها الرئيس الاخواني . ..


 


لذلك أعلن مرسي الاعلان الدستوري ليعطل القانون ويحتفظ بالسلطة كما يشاء .. هناك أيضا اللجنة التأسيسة للدستور التى ستحكم المحكمة الدستورية العليا ببطلانها لثاني مرة مما سيؤدى الى تشكيل لجنة متوازنة تكتب دستورا جديرا بمصر ..


 


بينما مرشد الاخوان يريد أن يحتفظ باللجنة التأسيسية الحالية لكى تكتب دستورا يمكن الاخوان من الاحتفاظ بالسلطة الى الأبد . ان هذا الاعلان الدستوري الاستبدادي يأتي في سياق صراع على السلطة بين الاخوان والنظام القديم . الثورة في رأيي غير معنية بهذا الصراع .كل ما نسعى اليه أن نمنع صناعة ديكتاتور جديد .


 


 


5 ــــ كيف يخرج الرئيس من هذا المأزق ..؟!


 


الحل الوحيد أن يتراجع الرئيس عن الاعلان الدستوري ويعود الى احترام القانون واذا قضت المحكمة الدستورية ببطلان مجلس الشوري واللجنة التأسيسية يجب على رئيس الدولة أن يحترم القانون ويقوم بتفيذ أحكام القضاء فورا .واذا أصر الرئيس مرسي على الاعلان الدستوري الديكتاتوري يكون قد فقد شرعيته . لاشرعية لرئيس يدهس القانون بقدمه حتى لو كان منتخبا ..


 


 


6 ــ من المسئول عن وصول الاخوان الى الحكم .. أليسوا هؤلاء الثوريون الذين دعموا مرسي ضد الفريق شفيق ..؟


 


ــــ أنا شخصيا لم أنتخب مرسي ودعوت الى مقاطعة الانتخابات في مقال منشور في المصري اليوم .. لكننى في نفس الوقت أتضامن بالكامل مع الثوريين الذين انتخبوا مرسي ، هؤلاء أرادوا حماية الثورة ومنع عودة النظام القديم ممثلا في احمد شفيق تلميذ مبارك ورجله المخلص . . كان الاختيار بين الاخوان والنظام القديم فاختار الثوريون الاخوان وهم يعلمون مدى انتهازيتهم لكنه كان الاختيار الوحيد المتاح لحماية الثورة .


 


لقد نجح الرئيس مرسي بأصوات المصريين الذين لا ينتمون للاخوان وغالبا لا يحبونهم لكنهم انتخبوا مرسي من أجل اسقاط شفيق .لا أرى في دعم الثوريين لمرسي ضد شفيق ما يستوجب الاعتذار اطلاقا فقد كانت هذه الطريقة الوحيدة لمنع نظام مبارك من العودة . ان الذين يتوجب عليهم الاعتذار في رأيي هم مرشحو الرئاسة الثوريون الذين رفضوا التوافق على مرشح واحد للثورة لأنهم تسببوا في تفتت أصوات الثوريين فرسبوا جميعا في الدورة الأولى ووقعنا في هذا الاختيار البائس بين مرشح الاخوان ومرشح الثورة المضادة . ان الذين لازالوا يعتبرون أحمد شفيق مناسبا لرئاسة مصر ، مع احترامي الكامل لرأيهم ، لا يعترفون بالثورة المصرية أو هي لا تهمهم كثيرا .


 


فلا يمكن أن تقوم ثورة ضد نظام مبارك ثم ننتخب أحد أعمدة النظام الذى قامت ضده الثورة ..


 


 


7 ـــ لقد انتخب شفيق 12 مليون مصري .هل كل هؤلاء لا يعترفون بالثورة ..؟!


 


الذين لا يعترفون بالثورة عددهم أكبر من ذلك . لقد قام بالثورة المصرية عشرون مليون مصري واذا أضفنا اليهم عشرين مليونا من المتعاطفين نجد أن من ينتمى الى الثورة أقل من نصف الشعب المصري . هذا قد حدث في كل الثورات لأن عشرة في المائة من الشعب كفيلة باحداث الثورة ومصر قدمت عشرين في المائة لكن علينا أن نفهم أن أربعين مليونا من المصريين فاجئتهم الثورة على غير توقع وكثيرون منهم لم يفهموا الثورة ولم يكونوا في حاجة اليها وليس لديهم أدنى استعداد للتضحية من أجلها .


 


من هنا أعتقد أن الذين انتخبوا شفيق لا تهمهم الثورة ، لا أتصور أن أحدا اشترك في الثورة من الممكن أن ينتخب مبارك آخر .. لكنى أستثنى الاقباط من هذا الحكم لأنهم أقلية تم ترويعها عمدا أو جهلا من جماعات الاسلام السياسي فكان من الطبيعي أن يدفعهم خوفهم على حياتهم وحقوقهم الانسانية الى انتخاب أى شخص يمنع الاخوان من الوصول الى الحكم . معظم الاقباط الذين أعرفهم لم يكن شفيق اختيارهم الأول وانما انتخبوا مرشحا ثوريا في الدورة الأولى . فلما أصبح الاختيار بين الاخوان والنظام القديم اختاروا النظام القديم لأنهم في حالة خوف أتفهمها ولا يمكن أن يحس بها الا من يعيش كأقلية دينية في بلد قمعى يعاني من التطرف الديني مثل مصر .


 


 


8 ـــ ما العمل الآن ..؟!


 


ــــ يجب أن يناضل المصريون جميعا من اجل اسقاط الاعلان الدستوري الديكتاتوري . يجب أن نستعمل كل وسائل الضغط حتى يتراجع الرئيس مرسي عن الاستبداد.. ولكن علينا أن نمتنع عن العنف تماما لأنه سيؤدى بنا الى كوارث . هذه الثورة العظيمة يجب أن تظل سلمية كما يجب أن نرى المشهد المختلط بوضوح .


 


ان الذين يعارضون الاعلان الدستوري نوعان من المصريين : ثوريون وفلول نظام مبارك .. انهم يقولون نفس العبارات ويتخذون نفس المواقف لكن لأهداف مختلفة تماما .. الثوريون يريدون الغاء الاعلان الدستوري من اجل بناء دولة القانون التى قامت من أجلها الثورة اما الفلول فيريدون هدم كل شيء في مصر واحداث حالة من الترويع والانفلات الأمنى تمهيدا لتدخل الجيش وعودة النظام القديم .


 


 


9 ــــ الفلول مواطنون مصريون فلماذا نحرمهم من المشاركة السياسية .؟!.


 


ــ أنا لا أنادي بحرمانهم لكنى اؤكد انهم اعداء للثورة وانهم الآن يعملون على اعادة نظام مبارك الى الحكم . اما كونهم مصريين فذلك لا يعفيهم من المحاسبة السياسية .. الذين عذبوا الأبرياء وقتلوهم وفقئوا اعينهم وهتكوا أعراض زوجاتهم أمامهم .كل هؤلاء مصريون فهل ننسى جرائمهم .


 


 


10 ـــ هل فشلت الثورة المصرية ..؟!


 


ــ الثورة تغير انساني بالأساس يؤدى الى نتائج سياسية . الثورة معناها تغليب المعنى على المصلحة . الثورة معناها أن مجموعة من الناس ، في لحظة معينة ، تصبح على استعداد للموت من أجل الكرامة والحرية .


 


هذا السلوك النبيل نادر مما يفسر أن الثورات الحقيقية قليلة عبر التاريخ الانساني ..


 


التغير الانساني هو انجاز الثورة الحقيقي .المصريون كسروا حاجز الخوف ولن يعودوا الى الخلف أبدا .


 


الانجازات السياسية للثورة تأخرت وتعثرت نتيجة لتواطؤ العسكر والاخوان وتشرذم القوى الثورية . لكن الثورات عادة ما تستغرق أعواما طويلة حتى تشيد الدولة الديمقراطية . لقد خلعنا مبارك في أقل من ثلاثة أسابيع ولو قارنا هذا الانجاز بتاريخ الثورات الأخرى سنفخر بثورتنا .


 


الثورة مستمرة حتى تنتصر وتحقق أهدافها باذن الله


 


الديمقراطية هي الحل


 


 


العنوان الإليكتروني


[email protected]

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on November 27, 2012 04:14
No comments have been added yet.


Alaa Al Aswany's Blog

Alaa Al Aswany
Alaa Al Aswany isn't a Goodreads Author (yet), but they do have a blog, so here are some recent posts imported from their feed.
Follow Alaa Al Aswany's blog with rss.