Alaa Al Aswany's Blog

January 24, 2013

مقالة علاء الأسواني فى جريدة المصرى اليوم :… حوار بين شاب ثوري ومواطن طيب ………

 


مقالة علاء الأسواني فى جريدة المصرى اليوم


22 يناير 2012


 


… حوار بين شاب ثوري ومواطن طيب ………


 


تم الحوار بالصدفة ، كان الشاب الثوري جالسا على مقهى في وسط البلد وقد وضع على المائدة أمامه لافتات تحمل شعارات سياسية وعلى المائدة المجاورة جلس رجل خمسيني أصلع راح يشرب الشاى بالنعناع ويدخن الشيشة في تلذذ واضح ..


 


تطلع الرجل الى الشاب ثم سأله بأدب :


ـــ لا مؤاخذة ..ممكن أعرف ايه اللافتات دي ..؟!


ـــ دي لافتات حنرفعها يوم الجمعة 25 يناير في المظاهرات بمناسبة الذكري الثانية للثورة



 


ــ هو أنت من شباب الثورة ..؟!


ــ أنا واحد ضمن عشرين مليون مصري قاموا بالثورة


 


 


ــ بصراحة أنا ماشتركتش في الثورة . تفرجت عليها في التليفزيون . أنا واحد من اللى بيقولوا عليهم حزب الكنبة .كنت ضد مبارك طبعا وفرحت لما تنحى لكن عمري ما مشيت في مظاهرة .. بأقولك ايه يابني مش كفاية علينا مظاهرات ؟! . احنا عاوزين استقرار .عاوزين عجلة الانتاج تدور


ـــ الاستقرار لا يمكن يحصل الا لما الناس يحسوا بالعدل ثم ان التظاهر السلمي من حقوق الانسان .كل الدول الديمقراطية فيها مظاهرات يوميا واقتصادها لم يتأثر . نظام الاخوان زى نظام مبارك بيرمي فشله على شماعة المظاهرات


 


ــ طيب ممكن تقول لي الهدف من مظاهرات يوم الجمعة ..؟!


ــ سنتظاهر لأن شيئا لم يتغير بعد عامين من الثورة بل على العكس تغيرت أشياء كثيرة الى الأسوأ حكم الاخوان زى نظام مبارك . نفس الاستبداد والظلم والقمع والغلاء والفقر والبطالة . . الاعتداء على القضاء ومحاولة استغلاله . ارهاب الكتاب والصحفيين ومحاكمتهم بتهم زائفة مثل اهانة الرئيس وازدراء الأديان . المحاكمات العسكرية للمدنيين .الاعتقال والتعذيب في الأقسام . هات لي شيء واحد تغير عن أيام مبارك .


 


 


ــ لكن الرئيس مرسي بقى له ستة اشهر فقط في الحكم وهو بيقول اصبروا واعطوني فرصة .


 


ــــ اسمع يا حاج . الانسان لما يوعد مش المفروض يوفي بوعده ..؟!


 


ــ طبعا


 


ــ لو أنا وعدتك عشر مرات وكل مرة أخلف وعدى . هل لو وعدتك بعد كده تصدقنى ..؟!.


 


ــــ لا طبعا لو صدقتك أبقى عبيط .


ـــ أهو أنت قلت بنفسك . الشعب المصري مش عبيط . على فكرة أنا في الانتخابات الرئاسية برغم اني ضد الاخوان عصرت على نفسي ليمونة وانتخبت مرسي ضد شفيق . قلت لنفسي الاخوان مهما كانت عيوبهم حيبقوا أرحم من نظام مبارك لكن للأسف طلعوا الاتنين حاجة واحدة . . كنت أتمنى ان الرئيس مرسي يكون كما وعد رئيسا لكل المصريين لكنه أثبت أنه رئيس للاخوان فقط وبقية المصريين لا يهمونه في قليل أو كثير


 


ــ الاخوان بيقولوا لازم ننتظر أربع سنوات قبل ما نحكم على الرئيس مرسي


 


ــ بص يا حاج .افترض اني اتفقت معك اني أوصلك بسيارتي الى الساحل الشمالي ثم أخذتك في الاتجاه العكسي الى طريق الصعيد .هل ضروري انك تنتظر لغاية لما نوصل الصعيد عشان تعترض …؟!


فكر الرجل قليلا ثم قال :


 


ـ لا طبعا . لازم أطلب منك ترجعني فورا لطريق الساحل اللى اتفقنا عليه يا اما تنزلنى من السيارة .


 


ـ هى دى حالة مصر بالضبط .. مرسي بدل ما ينفذ وعوده بينفذ تعليمات مكتب الارشاد وهو غير مهتم بأى حاجة الا مصلحة الاخوان . مرسي يعمل على تمكين جماعته من الدولة بحيث يستحيل بعد ذلك خلعهم من الحكم . لا يمكن ننتظر أربع سنوات حتى يتم تنفيذ مخطط مكتب الارشاد.. اما أن يعدل مرسي أو يرحل . ..


 


ـ ما تنساش انه رئيس منتخب.


 


ـ صحيح الرئيس مرسي منتخب لكنه أخل بشروط انتخابه . أنت تنتخب الرئيس وفقا للقانون فاذا جاء هذا الرئيس ودهس القانون بقدمه وحصن قراراته ضد القانون وسمح بحصار المحكمة الدستورية العليا حتى لا تصدر أحكاما ضد اللجنة التأسيسية الباطلة التى شكلها .. اذا فرض الرئيس المنتخب علينا نائبا عاما بالمخالفة للقانون واذا طلب هذا النائب العام من المحامي العام حبس مواطنين أبرياء حتى لا يحرج الرئيس يبقى نثق ازاى في النائب العام أو في الرئيس نفسه .. اذا فرض الرئيس على الشعب دستورا لا يمثل الا جماعة الاخوان عن طريق استفتاء مزور .. اذا فعل الرئيس المنتخب كل ذلك فلابد أن يفقد شرعيته قطعا لأن الشرعية مستمدة من احترام القانون والحاكم عندما يهدر القانون يبقى غير شرعي ..


 


 


ـ ممكن أسألك سؤال و ما تزعلش منى ..؟!


 


ـ تفضل


 


ـ هو أنت علماني شوية ..؟!


 


ـ قصدك ايه بالضبط بكلمة علماني ..؟!


 


ـ بصراحة امام الجامع اللى بأصلى فيه بيقول ان كل اللى بيعارضوا الرئيس مرسي من العلمانيين الرافضين لشرع الله وأعداء الاسلام .. بس أنت شكلك ابن حلال


 


ابتسم الشاب وقال :


 


ـ اذا كان المسلمون الأوائل انتقدوا تصرفات عمر بن الخطاب وأبي بكر رضى الله عنهما يبقى احنا مش من حقنا نعارض مرسي .؟!. كلمة علماني معناها فصل الدين عن السياسة يعنى ممكن تبقى علماني ومسلم ملتزم . حضرتك طبعا تعرف سعد زغلول ومصطفى النحاس وجمال عبد الناصر ..؟


 


ـ دول زعماء مصر العظام


 


ـ كلهم كانوا علمانيين . مش معنى كده انهم ضد الدين بالعكس كانوا بيعتزوا باسلامهم لكن كان رأيهم اننا لايمكن نبنى دولة ديمقراطية حديثة على أساس ديني .


 


.سكت الرجل وبدا عليه التفكير بينما قال الشاب :


 


ـ احنا الحمدلله مسلمين و نريد تطبيق شرع ربنا لكن المصريين ما كانوش كفار قبل ما يحكمهم الاخوان . معظم القوانين الموجودة في مصر مطابقة للشريعة الاسلامية وهذا رأي وزير العدل أحمد مكي وهو ينتمى فكريا الى الاخوان المسلمين بالاضافة الى أن الاخوان هدفهم الأساسي السلطة وليس الشريعة ..


 


ـ ازاى ..؟


 


ـ فيه مشروع اسمه الصكوك الاسلامية سمعت عنه ..؟


 


ـ بصراحة ما ركزتش فيه.


 


ـ الاخوان عاوزين يؤجروا مصر مفروشة . أى واحد اجنبي يدفع يبقى من حقه يمتلك أى شيء في بلدنا حتى لو كان السد العالى أو قناة السويس


 


ـ يا نهار أسود


 


هكذا هتف الرجل بانزعاج وشرح له الشاب مشروع الصكوك الاسلامية ثم قال :


 


ـ مشروع الصكوك الاسلامية رفضه مجمع البحوث الاسلامية وأكد انه مخالف للشريعة ومع ذلك الاخوان مصممون على تنفيذ المشروع بالرغم من مخالفته للشريعة .. يبقى الاخوان يهمهم تطبيق شرع الله ..؟


ـ أعوذ بالله .بصراحة أشكرك لأنك شرحت لي الوضع . فعلا المفروض تحاولوا بكل طريقة توقفوا المشروع ده لأنه خطير .. ازاى نبيع بلدنا ياناس ..؟!


 


 


ـ الصكوك الاسلامية واحدة من كوارث كتيرة عملها حكم الاخوان في ستة أشهر . .. الاخوان اعتدوا على حقوق المصريين وفرضوا عليهم دستور المرشد بالعافية عن طريق استفتاء مزور . بعد عامين من الثورة لسه المصريين بيموتوا في القطارات والعمارات بتقع عليهم لأنها بدون ترخيص لسه بيتحاكموا عسكريا وبيتعذبوا في الأقسام .. لسه المصري في الخارج مالوش قيمة ولا كرامة . . نجلاوفا وأحمد الجيزاوي وغيرهم كثير اتحبسوا واتجلدوا ظلم في السعودية . مرسي قلب الدنيا عشان 11 اخواني اعتقلوا في الامارات بينما المعتقلون المصريون في كل دول الخليج ولا بيسأل عنهم مرسي ولا بيعمل لهم حاجة .. ..


 


 


ـ لماذا لا تغيرون حكم الاخوان عن طريق الانتخابات ..؟! .


 


 


ـ أى انتخابات ديمقراطية في العالم لها شروط من أهمها الشفافية وتكافؤ الفرص .. أين هي الشفافية والاخوان والسلفيون ينفقون ملايين أثناء الانتخابات من أموال مجهولة المصدر وهم يرفضون خضوع ميزانيتهم لاشراف الدولة .اذا لم نعرف من أين ينفق الاخوان والسلفيون فلا شرعية لأى انتخابات ثم أى انتخابات هذه التى تجرى وفقا لقانون يضعه مجلس الشوري الباطل بناء على تعليمات مكتب الارشاد ..


 


 


ـ يعنى أنت رأيك نقاطع الانتخابات ..؟!


 


ـ لقد أعلنا عن شروط لنزاهة الانتخابات لو لم تتحقق سنقاطعها .


 


ـ كلامك مقنع لكن تفتكر ان المظاهرات ممكن تجيب نتيجة ..؟!


 


ـ المظاهرات دي هي اللي خلعت مبارك وحاكمته ووضعته في السجن


 


ـ يعنى أنتم عاوزين تخلعوا مرسي ..؟!.


 


 


ـ احنا عاوزين حقنا .. حقنا نعمل دستور يعبر عن المصريين كلهم . حقنا اننا نتعامل بكرامة واحترام . حقنا ان يكون فيه عدل وحرية . حنستمر في الثورة لغاية لما نحقق أهدافها . لازم مرسي يحترم الشعب المصري ويلغى الدستور المشوه ويعطي المصريين حقهم في كتابة دستورهم . اما اذا رفض مرسي ذلك فلابد أن يرحل ..


 


سكت الرجل المسن وتأمل الشاب لحظة ثم قال بود :


 


ـ انت عندك كم سنة ..؟!


 


ـ عندى 28 سنة وخريج هندسة القاهرة قسم مدني دفعة 2007 ..


ـ طيب يابنى أنت شاغل نفسك في المظاهرات والاحتجاجات وبتعرض نفسك للخطر .ممكن تنضرب أو تموت لاقدر الله أو على الأقل يعتقلوك ويعذبوك .. ما فكرتش انك تسيبك من وجع القلب ده وتشوف لك عقد عمل في الخليج ..تروح هناك تكسب وتكون نفسك وترجع بعد كم سنة تعيش في ملك ..


 


 


ابتسم الشاب بحزن ثم نظر بعيدا كأنما يبحث عن كلمات مناسبة وقال :


 


ـ بص ياحاج أنا اشتركت في الثورة من أول يوم وشفت الشباب بيموت جنبي . أنا شلت على كتفى ده شهداء وشفت ناس كثير فقدوا عيونهم من الخرطوش .. كان القناصة بيضربونا بالرصاص . دائرة الليزر كانت بتلف علينا وكل مرة تقف تنطلق رصاصة في دماغ واحد منا ويقع وسطنا . أنا كان ممكن أموت في أى لحظة لكن ربنا أراد للشهداء أنهم يموتوا وسابنى عايش لأجل أقوم بالمهمة اللى استشهدوا من أجلها .الشهداء ماتوا وهم بيحلموا بالعدل والحرية والكرامة وأنا حأستمر في الثورة لغاية لما حقق حلمهم ..


 


ساد الصمت لحظة ثم قال الرجل المسن :


 


ـ بصراحة أنت وزملاؤك شباب شجعان وعندكم حق تتظاهروا .


 


ـ اذا كنت مقتنع بكلامنا يبقى تنزل معنا يوم الجمعة .


 


ـ أنا عمرى ما مشيت في مظاهرة .


 


ضحك الشاب وقال :


 


ـ ولا يهمك . انزل معي المظاهرة وأنا حاخلي بالي منك


 


ضحك الرجل والشاب وراحا يتفقان على موعد ومكان اللقاء في مظاهرات الجمعة .


 


 


الديمقراطية هي الحل


 


العنوان الإليكتروني


[email protected]


 

5 likes ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on January 24, 2013 10:55

January 10, 2013

مقالة علاء الاسواني فى جريدة المصرى اليوم : … أن تكون مسلما في بريطانيا ..! …….

 


مقالة علاء الاسواني فى جريدة المصرى اليوم


8 يناير 2013


… أن تكون مسلما في بريطانيا ..! …….


 


أن تكون مسلما في بريطانيا معناه أن تدرك مبكرا أنك مختلف ، عندما تخرج وأنت تلميذ من الفصل في حصة الدين تطاردك نظرات الفضول والدهشة من زملائك الصغار . عندما تذهب لتأخذ درس الدين في مكان آخر مع بضعة تلاميذ مسلمين مثلك . بعد ذلك ستصاحب التلاميذ المسلمين وتحتمى بهم حتى لا يسخر أحد من دينك أو يسيء معاملتك . أن تكون مسلما في بريطانيا يعنى أن كثيرين لا يحبون ديانتك ولا يعترفون بها وبالتالي ما أن تنط…ق باسمك الذى يدل على دينك حتى تصفعك غالبا ردود فعل سلبية تتراوح بين المعاملة الباردة والكراهية الصريحة … أن تكون مسلما في بريطانيا معناه أنك اضافي ، هامشي ، زائد عن الحاجة ، مشكوك في أمرك ، نادرا ما ينتبه أحد الى حقوقك وكرامتك . معناه أنك ستضطر الى الدراسة والعمل في أعيادك الدينية لأن الدولة ، ذرا للرماد في العيون ، تعترف لك بعيد واحد فقط وتعتبره عطلة رسمية أما بقية أعيادك الدينية فهي بالنسبة للدولة أيام عادية لاتعيرها أى اهتمام خاص.. تذكر كم مرة ذهبت يوم العيد الى محاضرة مهمة أو اجتماع في العمل . كم مرة فسدت بهجة العيد على أولادك لأن لديهم يوم العيد امتحانا . . أن تكون مسلما في بريطانيا معناه أن تبذل كل مجهودك في الدراسة و أنت تعلم أنك غالبا لن تحصل على الدرجة النهائية حتى لو كانت من حقك .أثناء الامتحانات الشفوية في الجامعة ما أن يقرأ الممتحن اسمك المسلم حتى يربد وجهه ويعطيك درجة أقل من زملائك .حتى لو حصلت على أعلى الدرجات فسوف تتحايل ادارة الجامعة لتمنع تعيينك معيدا لأنك مسلم . الذين يمنعونك من حقك في التعيين غالبا متدينون يؤدون فرائض دينهم لكنهم ببساطة يعتبرونك كافرا ولا يمكن أن تتمتع بنفس حقوقهم . أن تكون مسلما في بريطانيا يعنى أن تعد نفسك للهجرة في أى وقت ، عليك أن تختار أسماء أولادك ودراستهم بحيث تلائم البلد الذى قد تضطر للهجرة اليه اذا تعرضت لاعتداء من المتطرفين . أن تكون مسلما في بريطانيا معناه أنك لن تصل أبدا الى مناصب عليا في الدولة . مهما بلغت كفاءتك لن تكون أبدا رئيسا للجمهورية أو رئيسا للوزراء أو قائدا للجيش أو مديرا للمخابرات . لماذا ..؟! لأنك مسلم وبعض رجال دين الأغلبية يعتقدون أن الله قد حرم تعيينك في المناصب العليا كما أن الدولة في بريطانيا ، بصراحة ، لا تثق بك تماما . أنت في نظر الدولة مشروع خائن قد يتصل بالأعداء في أى لحظة لأن الأعداء لهم نفس دينك . أن تكون مسلما في بريطانيا معناه أن تعاني بشدة من أجل بناء مسجد تمارس فيه دينك . سوف يمنعك من بناء المساجد الدولة والمتطرفون . الدولة تضع قوانين مقيدة تجعل من بناء المساجد مهمة صعبة للغاية وتمنع تجديد أو ترميم أى مكان في المسجد ( حتى لو كان دورة مياه ) الا بعد أخذ موافقات عديدة من السلطات .. أضف الى ذلك أن المتطرفين في بريطانيا يعتبرون بناء أى مسجد اعتداء صارخا على دينهم وكرامتهم .. ما أن تشرع في بناء المسجد حتى يهب مئات المتطرفين فيهاجمونه ويحرقونه ويعتدون عليك وعلى أهلك وأولادك وهم يلعنونكم لأنكم كفار ، كل هذا سيحدث لأنك تريد بناء مكان لعبادة الله وسوف يتركهم رجال الشرطة يفعلون ما يريدون ثم يصلون متأخرين ليكتبوا محضرا بعد فرار الجناة .. أن تكون مسلما في بريطانيا معناه أنك معرض في أى لحظة للتهجير من الحي الذى تسكنه .. يكفى أن يرسل اليك المتطرفون تهديدا بالقتل ويمهلونك يوما أو يومين حتى تغادر . عندئذ سيكون عليك أن تأخذ أهلك وأولادك وتترك بيتك الى أى مكان بعيد . واذا ذهبت تستنجد برجال الشرطة سيقولون لك:


ـــــ ننصحك بأن تغادر بيتك لفترة لأننا بصراحة عاجزون عن حمايتك


اذا كنت مسلما في بريطانيا فأنت معرض في أى وقت لمذبحة ، قد تدهسك مدرعات الجيش اذا تظاهرت من أجل حقوقك وقد تكون خارجا من المسجد مع زملائك يوم العيد فيهجم عليكم المتطرفون ويقتلونكم أو قد يتشاجر تاجر مع زبون (ويكون أحدهما مسلما ) في الحي الذى تسكنه فيتحول الأمر فورا من نزاع تجاري الى حرب دينية . عندئذ سيهجم المتطرفون على بيوت المسلمين ويحرقونها وقد يقتلونكم وسوف يأتي رجال الشرطة متأخرين كالعادة ويقبضون على بعض المهاجمين ولكن مهما بلغ عدد قتلى المسلمين فان القتلة غالبا سيأخذون أحكاما مخففة أوتتم تبرئتهم . اذا كنت مسلما في بريطانيا وشاء حظك العاثر أن تسكن في قرية أو منطقة عشوائية فقيرة .. فيكفى جدا أن يقف أحد الجيران تحت نافذتك ويصرخ :


ــ هذا الكافر يشتم ديننا على فيسبوك


هذه الجملة ستكون اشارة الهجوم لجيرانك المتطرفين الذين سيحاصرون بيتك ثم يعتدون عليك وعلى أسرتك وهم يصيحون بشعاراتهم الدينية . سيحدث ذلك مع أنك لم تهاجم دينهم على فيسبوك كما أن كثيرين من المعتدين عليك لا يعرفون معنى فيسبوك أساسا . بعد كل مذبحة جديدة سيخرج المسئولون في الدولة ليغطوا دماء الضحايا الأبرياء بالكلمات الجميلة وقبلات المودة ، سيقولون ان التحقيقات ستأخذ مجراها وأن المجرمين لن يفلتوا من العدالة ثم يؤكدون أن هذا الحادث المؤسف لن يؤثر أبدا على الوحدة الوطنية وأن المسلمين يعيشون في بريطانيا في منتهى الأمان والانسجام .. أن تكون مسلما في بريطانيا معناه أن تتعود على سماع اهانات لدينك في كل مكان ، في التليفزيون و الشارع والمترو ، سوف تشاهد رجال دين الأغلبية وهم يؤكدون أن دينك أنت المسلم ضلال وكفر ويحذرون أتباعهم من التعامل معك والاختلاط بأسرتك أو الترحم على موتاك حيث أن الرحمة لا تجوز عليكم أنتم المسلمين لأن مآلكم حتما الى جهنم وبئس المصير، بل انهم سيمنعون أتباعهم من تهنئتك في أعيادك الدينية لأن هذه التهنئة ستكون دليلا على اعترافهم بدينك الذى هو كفر صريح . أن تكون مسلما في بريطانيا معناه أن تشاهد أحد المتطرفين وهو يمزق كتابك المقدس أمام الكاميرات ويقول انه سيدفع أحد أحفاده الى التبول عليه . عليك أن تتقبل هذه الاهانة العلنية وسوف يطلق سراح هذا المتطرف بعد محاكمة شكلية وسوف يتجمع أنصاره خارج المحكمة لينهالوا على دينك بالمزيد من السخرية والتجريح . ، في بريطانيا من حق أى شخص أن يطعن في دينك لأنك مسلم أما لو انتقدت أنت دين الأغلبية سيقبض عليك فورا ويلقى بك في السجن أعواما طويلة بتهمة ازدراء الأديان . هنا ستكتشف أن ازدراء الأديان في بريطانيا يقتصر على من يطعن في دين الأغلبية أما دين الأقلية فهو مستباح تماما من الممكن لأى شخص أن يطعن فيه ويسخر منه ويمزق كتابه المقدس بدون أى مشكلة ..أن تكون مسلما في بريطانيا يحتم عليك أن تسأل عن دين الفتاة فبل أن تقع في حبها حتى لا تنتهى قصة حبك بمأساة . لو أحببت فتاة على غير دينك فان آلاف المتطرفين سيعتبرون حبك اعتدءا جسيما على شرفهم لايغسله الا الدم . سيهاجم المتطرفون بيتك وبيوت المسلمين في الحي ويحرقونها ويعتدون بالضرب عليك وقد يقتلونك ، كل ذلك لأنك تجرأت على حب فتاة من دينهم مع أنهم لايعرفون فتاتك ولا تهمهم في شيء ولو أنهم قابلوها في الأحوال العادية في الشارع قد يتحرشون بها جنسيا . لكنك في رأيهم مسلم كافر لا يجوز لك أبدا أن تنجس فتاة من دينهم . .. أن تكون مسلما في بريطانيا سيمنعك من التعبير عن معتقداتك في الأماكن العامة . ستركب المترو فتجد كثيرا من الركاب يقرأون من كتابهم المقدس بصوت عال جدا لكنك لو فعلت نفس الشيء ستجد الركاب يعترضون عليك وقد يضربونك .ستجد الآخرين يقسمون بمقدساتهم الدينية بينما لو أقسمت أنت بالهك سينزعج مستمعوك ولذلك سوف تمتنع عن القسم وتكتفى بكلمة " صدقنى " …سوف تجد الآخرين يضعون شعاراتهم الدينية في كل مكان ، على السيارات والشرفات ومداخل البيوت وفي المصاعد لكنك لو وضعت شعاراتك الدينية مثلهم ستحاصرك نظرت الكراهية والاحتقار . أن تكون مسلما في بريطانيا معناه أن ترى قطاعا من المواطنين يطالبون يتطبيق شريعة دينهم عليك واذا اعترضت وحاولت أن تفهمهم أن لك دينا آخر وبالتالي من غير المعقول أن يطبقوا عليك شريعة دين لا تؤمن به … سيردون عليك قائلين :


ــ بريطانيا بلدنا وسوف نطبق شريعتنا واذا لم يعجبك اذهب الى أى بلد آخر


اذا كنت مسلما في بريطانيا عليك أن تتقبل أن تكون حرية العقيدة في اتجاه واحد فقط . .. اذا تحول مواطن مسلم الى دين الأغلبية فان الدولة تهنئه وتفرح به وتذلل له العقبات جميعا أما اذا حدث العكس وتحول مواطن الى دين الأقلية فعليه أن يهرب الى الخارج بأقصى سرعة لأنه لو بقى في بريطانيا قد يقتله المتطرفون طبقا لما يعتبرونه واجبا دينيا .


أخيرا ، لو كنت مسلما في بريطانيا .أرجوك .لا تحزن من كل هذا الظلم ولا تكره بلادك ولا تتركها . تذكر كم كانت بريطانيا بلادنا جميلة ومتسامحة قبل أن تغزوها الأفكار المتطرفة المدعومة بأموال النفط . تذكر اننا في بريطانيا عشنا دائما معا ، أكلنا وشربنا واجتزنا لحظات السعادة و والأوقات الصعبة ودافعنا عن الوطن بأرواحنا ودمائنا . تذكر أنه مقابل كل متطرف هناك عشرة أشخاص متسامحين نشأوا على احترام عقائد الأخرين وهؤلاء يعانون من اعتداءات المتطرفين مثلك تماما..لا تهاجر من بريطانيا التى تحبها . ابق فيها ودافع عنها . اثبت مكانك وضع يدك في يدنا حتى نحرر بلادنا المتحضرة من العصابة المتطرفة الهمجية التى تسعى الآن للاستيلاء عليها


 


************************


عزيزي القاريء حدث في المقال السابق خطأ مقصود ..


من فضلك استبدل بكلمة " بريطانيا " كلمة " مصر " واستبدل بكلمة " مسلم " كلمة " قبطي " واستبدل بكلمة " مسجد " كلمة " كنيسة ".. ثم اقرأ المقال من جديد لتعرف معنى أن تكون قبطيا في مصر الآن … بعد ذلك أتمنى أن تتصل بكل الأقباط الذين تعرفهم لتهنئهم بعيد الميلاد المجيد


الديمقراطية هي الحل


 


 


العنوان الإليكتروني


[email protected]


 


 


 

1 like ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on January 10, 2013 10:51

January 3, 2013

مقالة علاء الاسوانى فى جريدة المصرى اليوم: من أين تنفقون..؟!

 


مقالة علاء الاسوانى فى جريدة المصرى اليوم


1 يناير 2013


علاء الأسواني يكتب: من أين تنفقون..؟!


 


عزيزي القاريء اذا كنت تعمل طبيبا أو مهندسا ولديك عيادة أو مكتب خاص.. هل يجوز مثلا أن تتصل تليفونيا آخر العام بمصلحة الضرائب وتخبرهم بأنك خسرت في عملك هذا العام وبالتالي لن تدفع الضرائب..؟


 


أم أن القانون يلزمك بأن تقدم دفاتر مصروفاتك وايراداتك لتراجعها مصلحة الضرائب وتثبت أرباحك وتقدر الضرائب المستحقة عليك..؟.. هل يجوز أن تعتبر تقديم حساباتك للضرائب انتهاكا لأسرارك ..؟ هل يمكن أن ترفض حق مصلحة الضرائب في أن تعرف كم كسبت من عملك ..؟!


 


هذه الأسئلة اجابتها بديهية: من حق الدولة أن تعرف أرباح المواطنين في أعمالهم حتى تقدر الضرائب المستحقة عليهم وتحصلها منهم.. اذا كان هذا حق الدولة على المهنيين الذين يكسبون لينفقوا على أولادهم فما بالكم بالسياسيين الذين يعملون بالعمل العام ويترشحون للمجالس النيابية والذين يتم اختيارهم لمناصب الدولة العليا..؟


 


أليس من حق الدولة ومن واجبها أن تراقب تمويل هؤلاء السياسيين وأحزابهم وجمعياتهم..؟ أليس من حق المواطن أن يعرف مصدر تمويل من سيكون نائبا عنه في البرلمان أو رئيسا للوزراء او رئيسا للجمهورية..؟، إن كشف مصادر تمويل الأحزاب والسياسيين حق أصيل للدولة ومواطنيها . في مصر ظهرت عندنا حالة غريبة بعد الثورة .


 


الأحزاب المصرية كلها تخضع لاشراف الدولة وتعلن عن مصادر تمويلها وتنشر ميزانياتها في الصحف الا جماعات الاسلام السياسي فالمسئولون عنها يرفضون بشدة أن يعلنوا عن مصادر تمويلهم بينما هم ينفقون ملايين الجنيهات أمام أعيننا كل يوم.


 


الاخوان والسلفيون يشترون مئات المقرات في محافظات مصر بأموال مجهولة المصدر . يكفى أن نعرف ان الاخوان المسلمين لديهم 1375 مقرا في أنحاء مصر بل ان مقر الاخوان الرئيسي في المقطم ــ وحده ــ تم بناؤه بتكلفة 30 مليون جنيه.


 


أثناء الانتخابات نرى الاخوان والسلفيين وهم يوزعون آلاف الأطنان من المواد الغذائية مجانا على الفقراء من أجل شراء أصواتهم بل انهم أحيانا يدعمون سعر أنابيب البوتاجاز بطريقة تعجز الدولة عنها.


 


ثمة أدلة قاطعة نراها كل يوم تؤكد أن ميزانية الاخوان والسلفيين تقدر بمئات الملايين من الجنيهات لكنهم لايقولون أبدا من أين يحصلون على هذه الأموال الطائلة . لقد طالبنا قيادات الاخوان والسلفيين مرارا بالكشف عن مصادر تمويلهم وفي كل مرة ينتابهم الغضب ويردون علينا بسيل من الشتائم والاتهامات .. اذا طالبت بحقك كمواطن في معرفة مصدر تمويل الاخوان والسلفيين ، ستتحول فورا في رأيهم الى علماني فاسق معاد للاسلام ورافض لشرع الله وعميل للغرب والصهيونية العالمية.. انهم يتحدون الدولة ويضربون بقوانينها عرض الحائط عندما يرفضون الكشف عن تمويلهم . .. قال أحد قيادات الاخوان مرة : " نعم عندنا مليارات الجنيهات ولن نقول من أين حصلنا عليها .لا دخل لأحد بأموالنا . موتوا بغيظكم ..؟! "


 


هذا المنطق شاذ ومرفوض لأننا لا نتحدث عن مخالفة بسيطة بل جريمة سياسية وجنائية.. السؤال هنا: هل الدولة مهملة وغافلة عن تمويل الاخوان والسلفيين أم أنها متغافلة ومتواطئة معهم..؟


 


ثمة مؤشرات على تواطؤ واضح من الدولة .. قبل الثورة كانت الجمعيات السلفية تستأذن وزارة التضامن الاجتماعي من أجل الحصول على تمويل من شخصيات وجمعيات خليجية وكانت وزارة التضامن كثيرا ما ترفض السماح للجمعيات بقبول التمويل لأسباب أمنية، بمعنى أن جهات الأمن كانت تكتشف أن هذا التمويل سيستعمل لأغراض سياسية فتوصى وزارة التضامن برفضه .. بعد تنحى مبارك تحالف الاخوان والسلفيون مع المجلس العسكري لتبادل المنافع.


 


العسكر كانوا يحتاجون الى فصيل منظم يدعمهم ويضمن لهم استمرار امتيازاتهم والاخوان والسلفيون كانوا يريدون الانتخابات أولا حتى يحصلوا على الأغلبية في البرلمان ليكتبوا دستور مصر على هواهم بعيدا عن بقية القوى الوطنية .. نتيجة لهذا التحالف تجاهل المجلس العسكري تماما مراقبة مصادر تمويل الاخوان والسلفيين .


 


في يوم 21 فبراير 2011 وافقت وزارة التضامن الاجتماعى على تمويل ورد من الخليج الى جمعية سلفية بمبلغ 296 مليون جنيه ،


 


وهو مبلغ هائل لا يتفق اطلاقا مع أهداف الجمعية الخيرية وقد فشل المسئولون عن الجمعية في تفسير أوجه انفاق هذا الملغ فقالوا انهم أنفقوا 30 مليون جنيه في أغراض كفالة اليتيم ورعاية الفقراء أما بقية المبلغ فقال المسئولون عن الجمعية أنهم أنفقوه في " أغراض تنموية مختلفة " وهو كما نرى مصطلح مبهم ومطاط ولا يحتاج المرء لذكاء كبير ليدرك أن هذه الاغراض التنموية المختلفة ليست بعيدة عن دعم الأحزاب السلفية أثناء الانتخابات ..


 


نذكر هنا أن هذا المبلغ الهائل 296 مليون جنيه ورد من شخصيات خليجية معروفة وأنه دفعة واحدة من التمويل المستمر لجمعية سلفية واحدة فقط .ولنا هنا أن نقدر حجم المليارات التى تنهمر على الاخوان والسلفيين بينما ظلت الدولة المصرية طوال الفترة الانتقالية تغمض عينيها حتى لا يحرج المجلس العسكري حلفاءه من الاخوان والسلفيين .


 


مرة واحدة حاولت الدولة المصرية أن تراقب تمويل الاخوان والسلفيين عندما شكل وزير العدل الأسبق المستشار محمد الجندي لجنة قضائية للتحقيق في التمويل الخارجي لكن المدهش أن هذه اللجنة بعد أن كشفت عن مبلغ 296 مليون جنيه التى حصلت عليه الجمعية السلفية المذكورة .قررت اللجنة فجأة اغلاق ملف تمويل جماعات الاسلام السياسي الى الأبد وحصرت جهودها في مراقبة تمويل منظمات المجتمع المدني وأحالت المسئولين عنها الى المحاكمة الشهيرة التى تم تهريب المتهمين الأميريكيين فيها بايعاز من المستشار عبد المعز ( الذى قام مرسي بتكريمه بعد ذلك ).


 


الباب مفتوح اذن على مصراعيه لأموال ضخمة تنهمر على الاخوان والسلفيين من مصادر لا يريدون الكشف عنها أبدا . وهم يستعملون هذا المال كما شاهدنا جميعا من أجل شراء أصوات الفقراء والمحتاجين . وقد حدث هذا التمويل الضخم برضا المجلس العسكري ثم وصل الاخوان الى السلطة فصار الوضع أكثر تعقيدا لأنه لا يمكن أن نتصور أن مرسي سيأمر بمراقبة تمويل الجماعة التى ينتمى اليها والتى دفعت به الى السلطة . نحن لا نتهم أحدا بالخيانة ولا نشكك في وطنية أحد لكن القضية خطيرة فعلا ولا يمكن السكوت عليها وذلك للأسباب التالية:


 


أولا: في الدول الديمقراطية جميعا يتم تجريم أى تمويل خارجي لأغراض سياسية . هذا التجريم قاطع بدون أى استثناء واذا ثبت أن أحد السياسيين تلقى أموالا من الخارج ليستعملها في حملته الانتخابية فان مصيره المحتوم سيكون العزل من منصبه والسجن.


 


المجال يضيق عن ذكر القضايا التى تم فيها التحقيق مع مسئولين في دول ديمقراطية لاتهامهم بتلقى أموال من الخارج لأغراض سياسية .. نحن اذن بصدد جريمة سياسية وجنائية انتبهت لخطورتها الدول الديمقراطية جميعا ولايمكن أن نقبل ارتكابها في مصر اذا كنا نريد أن نبني ديمقراطية سليمة.


 


ثانيا: تدفق أموال مجهولة المصدر على الاخوان والسلفيين ينسف مبدأ مهما في الديمقراطية : تكافؤ الفرص . الانتخابات النزيهة لا تتحقق فقط بانعدام التزوير وانما تتحقق عندما يمنح المرشحون كلهم فرصة عادلة متساوية لكى يعرضوا برامجهم وأفكارهم وتتحقق عندما يختار الناخب مرشحه بحرية بعيدا عن الرشاوي الانتخابية وتتحقق عندما يعرف الناخب مصدر أموال كل مرشح وكيف حصل عليها .


 


لا يمكن قبول نتائج أية انتخابات اذا استمر الاخوان والسلفيون في انفاق ملايين لا نعرف مصدرها من أجل استغلال فقراء مصر وشراء أصواتهم الانتخابية . في ظل هذه الظروف حتى لو لم يحدث تزوير في صناديق الانتخاب فلن تكون الانتخابات ديمقراطية أبدا لأنها لن تعبر ارادة الشعب الحقيقية وانما ستعبر عن استغلال الاخوان والسلفيين لحاجة الناس من أجل الوصول الى السلطة بأى طريقة وأى ثمن .


 


ثالثا: ان استعمال أحزاب الاسلام السياسي لأموال مجهولة المصدر يقضى على سيادة الدولة وكرامتها ويعرضها للخطر لأنه يسمح لأطراف خارجية بالتحكم في مجريات الأمور في مصر…


 


نتمنى هنا أن نعى درس لبنان ونتذكر ما حدث لهذا البلد العظيم منذ السبعينيات عندما تدفقت الأموال من أطراف خارجية لتعيد تشكيل لبنان كما تحب الاطراف الممولة حتى انتهى لبنان الى الحرب الاهلية . نحن لا نتهم الاخوان والسلفيين بالعمالة لا سمح الله لكننا مع احترامنا لهم نتساءل : اذا كان الاخوان والسلفيون لديهم مصادر مشروعة للتمويل فلماذا لا يعلنون عنها ولماذا يرفضون الكشف عن ميزانيتهم للرأى العام واخضاعها لرقابة الدولة …؟


 


واذا افترضنا أن تمويل الاخوان والسلفيين يتدفق عليهم من هيئات أو حكومات في الخليج فهل نحن من السذاجة بحيث نعتبر هذه الهيئات الممولة جمعيات خيرية ..؟


 


هناك مثل أميركي يقول : "I PAY I SAY . " أنا أدفع أنا آمر…


 


من المنطقى أن تكون للهيئات الممولة للاخوان والسلفيين أهداف سياسية تحرص على تحقيقها في مصر..؟!


 


اذا افترضنا أن هذه الاموال تتدفق على جماعات الاسلام السياسي من دول خليجية فلا بد أن ندرك أن بعض العائلات الحاكمة في الخليج تتخذ موقفا عدائيا من الثورة المصرية منذ بدايتها وحتى اليوم..


 


هذه الأنظمة الخليجية ترى في الثورة المصرية خطرا داهما على استقرارها في الحكم .


 


وهم يعلمون أن الثورة لو نجحت في مصر وأقامت دولة ديمقراطية سليمة فان النموذج الذى ستقدمه مصر سيؤدي في نهاية الى سقوط أنظمة خليجية عديدة ..


 


هل نتصور مثلا أن هذه الأنظمة الخليجية تمول جماعات الاسلام السياسي من اجل انجاح الثورة أم أنها تدفع هذه الملايين من أجل احكام قبضة الاسلاميين على السلطة مما يبعد عنها خطر الثورة ..؟!


 


ان الكشف عن مصادر تمويل الاخوان والسلفيين واجب وحق أصيل للدولة وللمواطن في مصر ..


 


 اذا كانت الثورة تنضج و تتعلم من أخطائها فلا يمكن دخول انتخابات البرلمان القادمة ونحن لا نعرف من ينفق على من والا فان ما حدث في الانتخابات من قبل سيحدث من جديد وسوف نرى أصوات الفقراء يشتريها الاخوان والسلفيون عيانا جهارا بأموال لانعرف مصدرها . قبل أن يغضب الاخوان والسلفيون منا عليهم أن يضربوا نموذجا في النزاهة والاستقامة ويكشفوا للرأى العام عن مصادر تمويلهم ….


 


قبل أن تشترك القوى الوطنية في أى انتخابات قادمة يجب عليها أن تجد اجابة لهذا السؤال :


 


ما هي مصادر تمويل الاسلام السياسي في مصر ..؟!


 


أيها الاخوان والسلفيون من أين تنفقون ..؟


 


الديمقراطية هي الحل


 

1 like ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on January 03, 2013 03:46

December 27, 2012

مقالة علاء الاسوانى فى جريدة المصرى اليوم : كيف تكذب وتحتفظ بوضوئك؟!

 


مقالة علاء الاسوانى فى جريدة المصرى اليوم


25 ديسمبر 2012


كيف تكذب وتحتفظ بوضوئك؟!


 


الواقعة مسجلة بالفيديو: وزير الإعلام الذى ينتمى إلى الإخوان المسلمين ذهب يوم الاستفتاء ليدلى بصوته، ولما كانت طوابير الناخبين أمام الباب الرئيسى ممتدة لمسافات طويلة، دخل الوزير إلى اللجنة الانتخابية من باب خلفى، وأدلى بصوته فى لحظات، بينما الناخبون ينتظرون فى الخارج لساعات حتى يدخلوا اللجنة. أثناء خروج الوزير سألته صحفية شجاعة:


 


ــ لماذا لم تدخل اللجنة من الباب الرئيسى مثل بقية المواطنين؟!


 


أجاب الوزير بلا تردد:


 


ــ أنا دخلت من الباب الرئيسى ولم أدخل من الباب الخلفى.


 


هكذا كذب الوزير أمام الكاميرات والصحفيين بلا أدنى حرج. هذا الكذب من وزير فى بلد ”ديمقراطى” كان سيشكل فضيحة ربما تؤدى للإطاحة به، لكننا فى مصر التى يحكمها الآن مرشد الإخوان فسوف يظل الوزير الإخوانى فى منصبه مادام المرشد راضيا عنه. الغريب أن الوزير متدين، وهو بالتأكيد يحرص على أداء الصلاة وهو غالبا كان متوضئا وهو يكذب. السؤال هنا: ألا ينقض الكذب الوضوء..؟ ألا يعلم الوزير المتدين أن الكذب حرام، وأن الله لن يقبل صلاته إذا كان كاذبا..


 


هذا السؤال لا يختص به الوزير الكاذب فقط وإنما كل قيادات الإخوان المسلمين، بمن فيهم محمد مرس%

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 27, 2012 03:50

December 19, 2012

مقالة علاء الاسوانى فى جريدة المصرى اليوم : حوار غاضب في المقر السري

 


مقالة علاء الاسوانى فى جريدة المصرى اليوم


18 ديسمبر 2012


حوار غاضب في المقر السري


 


هذا المقر السري لا يعرفه إلا الرجل الأول وبعض المقربين منه وهو عبارة عن قبو كبير في عمارة على أطراف منطقة التجمع الخامس.. القبو له مدخل منفصل يمنع سكان العمارة من رؤية الداخلين إليه وله مخارج تمكن المجتمعين من الهرب في أى لحظة.. يستعمل الرجل الأول المقر في اجتماعاته السرية المهمة.


 


استعمله مثلا عندما تفاوض مع عمر سليمان نائب مبارك من أجل انهاء الثورة وفض المتظاهرين في التحرير مقابل امتيازات طلبها لجماعته واستعمله عندما عقد صفقة الخروج الآمن لأعضاء المجلس العسكري.. بالأمس فتح الرجل الأول المقر السري وأضاء النور ثم عبر ردهة طويلة والرجل الثاني يمشي خلفه ولما دخلا الى الحجرة الرئيسية.. جلس الرجل الأول الى المكتب وجلس الرجل الثاني على المقعد أمامه ثم دار بينهما الحوار التالي:


 


رجل 1 ــــ أنا جبتك هنا لأجل نتكلم في المصيبة


رجل 2 ــــ فعلا مصيبة


 


رجل 1 ـــ كيف تطلع نتيجة الاستفتاء في عشر محافظات أن نصف المصريين رافضين الدستور.


رجل 2 ـــــ أنا فعلا مستغرب


 


رجل 1 ــــ مستغرب لأنك فاشل


رجل 2 ــــ أنا أرفض هذا الوصف


 


رجل1 ــ أنت فعلا فاشل.. هذه الحقيقة.. احنا اخترناك لمنصبك ويبدو أننا أخطأنا في الاختيار


رجل 2 ـــ أنا لم أسع الى هذا المنصب وانما فضيلتك كلفتنى به.. لا أستطيع أن أكمل الحوار بهذا الشكل.. سأستأذن الآن وأرجع لما تكون أعصاب فضيلتك هدأت


 


رجل 1 ـــ اقعد


رجل 2 ــ أنا مصر أستأذن


 


رجل 1 ـــ وأنا مصر انك تقعد.. لا تغضب.. أنت تعلم كم أحبك في الله.. سامحنى على كلامي العنيف لكن الموقف صعب ..


رجل 2 ـــــ أنا أتقبل من فضيلتك أى شيء لكن يعز على اتهامي بالفشل . ـ يشهد الله اننى لم أقصر ..عملنا الترتيبات كلها وأنا راجعتها بنفسي .. استمارات الاستفتاء عملناها من غير أختام . اخواننا دخلوا كمراقبين في معظم اللجان .. الاخوات لفوا على ستات البيوت وقدموا مساعدات عينية ومالية .صرفنا مبالغ كبيرة على مساعدات الناخبين الفقراء . زيت وسكر وأرز وكروت شحن.. جبنا موظفين من عندنا بدل القضاة في لجان كثيرة ..استأجرنا آلاف الأتوبيسات لنقل الناخبين بعد الاتفاق معهم .. خطة العمل الموضوعة نفذناها بكل دقة.


 


رجل 1ــــ امال ايه اللى حصل ..؟!


رجل 2 ـــ اللى حصل مفاجأة . حاجة غريبة ما لهاش تفسير .. ملايين الناس نزلت وهي مصرة ترفض الدستور ..


 


رجل 1 ــ الأقباط طبعا


رجل 2 ـــ مش اقباط فقط . ملايين الناس العاديين للأسف . كانوا مشحونين ضدنا بطريقة عمري ما شفتها . ناس بتكرهنا فعلا . حاولنا نزهقهم . تركناهم في طوابير ساعات ومع ذلك فضلوا واقفين مصرين على دخول اللجان وحرروا محاضر وعملوا مشاكل


 


رجل 1ــــ أنا مش قادر أصدق .كيف يرفضنا نصف المصريين ونحن نمثل الاسلام . احنا الاسلام . معقول المصريين يرفضوا الاسلام ..؟!. معقول المصريين ما يصدقوش خطباء المساجد وهم بيقبلوا أيديهم ..؟!


رجل 2 ـــ الحمد لله لازالت لرجال الدين قداسة . لولا خطباء المساجد لكانت النتيجة أسوأ . يجب ألا ننسى أن النتيجة جاءت نعم للدستور


 


رجل 1 ــ نعم بأغلبية قليلة جدا اذا وضعناها مع الترتيبات والمبالغ التى أنفقناها . يتبين أننا في حالة اخفاق مزري .


رجل 2 ــــ دعاية الاعلام المغرض عملت تأثير سيء .


 


رجل 1 ـــ أنا استدعيتك لأجل نأخذ قرارات . لازم نستعرض الموقف ونضع الحلول . لن نمشي من هنا قبل أن نتفق على ما يجب عمله


رجل 2 ـــ تحت أمرك .


 


رجل 1 ـــ أنا جبت لك ملخص لتعليقات الصحف الأجنبية . ابقى اقرأها على مهلك . الاعلام الغربي كله بيقول اننا انهزمنا سياسيا من نتيجة الاستفتاء .احنا بنقدم أنفسنا للعالم على أننا أغلبية وان الشعب في يدنا نقدر نحركه كما نريد في أى وقت . بنقول للعالم ان الليبراليين ليس لهم أى وجود في الشارع . . بعد نتيجة الاستفتاء لا يمكن أحد يصدقنا. اذا كان نصف الشعب صوت ضدنا يبقى الليبراليين عندهم شعبية زينا بالضبط . أنت مقدر خطورة الموقف ..؟!


رجل 2ــــ مقدر


 


رجل 1ـــ في الداخل عندنا مشكلة أخرى خطيرة .كنا بنقنع شبابنا أن كل انسان يرفض الدستور يبقى علماني وضد الدين . الآن لازم تحصل لهم بلبلة وتشكك لأن نصف الشعب رفض الدستور .


رجل 2 ـــ فعلا هناك احباط بين شبابنا من نتيجة الاستفتاء .الصبح أحد قيادات الشباب سألنى : معقول نصف الشعب المصري بقى ضد الدين ..؟!. ماعرفتش أرد عليه ..


 


رجل 1 ــــ لو شبابنا فضل في حالة تخبط ممكن يفقد ثقته فينا


رجل 2 ـــ ربنا يستر


 


رجل 1ــــ..أنا وضعت خطوط عامة لمهمات يجب أداؤها من هنا لغاية يوم الاستفتاء الثاني .. المعركة حياة أو موت . لو طلعت النتائج زى الدور الأول تبقى بالنسبة الينا ضربة ساحقة لن نفيق منها قبل سنوات .


رجل 2ـــ أنا جاهز لتنفيذ كل ما تأمر به فضيلتك .


 


رجل 1ــــ أولا لابد من محاربة الاعلام الفاسد المضلل ..


رجل 2ــــ اتخذنا عدة اجراءات في هذا الموضوع . . وزير الاعلام بدأ فعلا في استبعاد كل العناصر التى لديها موقف عدائية منا . بالنسبة للقنوات الخاصة احنا بنراجع تراخيصها وموقفها القانوني . أول ما نلاقي مخالفة بنتخذ اجراء قانوني ضدهم فورا . ..


 


رجل 1 ــــ كل ده مش كفاية .. لابد من تقويم الاعلاميين المنحرفين بكل الطرق .


رجل 2 ـــ أنا متفق مع فضيلتك . هم ليسوا فقط منحرفين وانما معادون للاسلام كارهون لشرع الله . احنا بعثنا رسالة قوية لهؤلاء . طبعا فضيلتك سمعت عن الاعتصام الأخير والهجوم على جريدة الوفد . أول الغيث قطرة باذن الله


 


رجل 1 ـــ بصراحة أنا تابعت الاعتصام ما عجبنيش . أولا المعتصمون ضربوا شخصيات مشهورة وهاجموا جريدة الوفد علنا فأعطوا للناس فكرة اننا بلطجية وده أكبر خطأ . اذا كنتم عاوزين تأدبوا واحد يبقى لازم الحادثة تكون بعيدة عنا . ثانيا الرجل اللى قاد الاعتصام ده أنا غير مقتنع به أساسا


رجل 2 ــ أظنه رجلا مخلصا ولا أزكي على الله أحدا


 


رجل 1 ــ حتى لو كان مخلصا للأسف ضرره أكثر من نفعه لأنه أهوج وبيرتكب حماقات . في كل مرة يدعو الناس الى اعتصام وبعدين يرجع بيته ينام ويسيبهم ينضربوا ..


رجل 2ـــــ هو بيقول ان ركبته بتوجعه ما يستحملش نومة الشارع


 


رجل 1ــ طبعا ركبته لازم توجعه من وزنه الثقيل . واضح انه بيأكل بعنف . ازاى وهو في الاعتصام يذبح كل يوم خروف عشان يأكله مع أصحابه . قل له لما يعتصم مش ضروري يأكل لحم ضاني . يبقى يأكل الطواجن دي في بيته ولما يعتصم كفاية عليه سندوتشات .لما الشعب الجعان يشوفهم كل يوم بياكلوا خروف يقوم يتعاطف معهم على أى أساس …؟!


رجل 2ــــ الاخوة على اتصال به وأنا هأنقل له ملاحظات فضيلتك


 


رجل 1 ــــ اسمع . أنا عاوزك تجيب من الأمن تقارير عن أصحاب الصحف والقنوات الفضائية . كلهم رجال أعمال وحتلاقي عليهم مخالفات .حد يتصل بهم ويبقى الكلام واضح .. اما أن يوقفوا الهجوم علينا واما نتقدم ببلاغات وطبعا النائب العام حيحيلهم للمحاكمة .


رجل 2ــ فكرة ممتازة .


 


رجل 1 ــــ المهم تنفذها بسرعة . موضوع آخر مهم في الدورة الثانية من الاستفتاء لازم نضاعف عدد الشباب . لازم يكونوا في كل لجنة


رجل 2 ــــ مجلس حقوق الانسان طلع تصاريح لعدد كبير من الاخوان حتى يحضروا داخل اللجان مع ان ده مخالف القانون . لو زودوا التصاريح حيكون موقفهم محرج . .


 


رجل 1 ـــ قل للاخوان في المجلس ان دى رغبتي . لازم يطلعوا ضعف التصاريح . أى مشكلة احنا حنتعامل معها .


رجل 2 ــ حاضر


 


رجل 1 ـــ الموضوع الثالث الترتيبات على الأرض . لازم نضاعف المجهود . الأخ فهد بعث لنا اليوم اثنين مليون دولار .


رجل 2 ــ محتاجين أكثر بكثير


 


رجل 1 ــــ اعتبر الميزانية مفتوحة .. الناس كلها لازم تنزل تؤيد الدستور ..لازم نوصل لكل بيت .. لازم نساعد الفقراء .. سنوزع عليهم احتياجاتهم كلها وهم عمرهم ما يخذلونا ..اصرف و لاتهتم بالتكاليف


رجل 2 ــ سأتخذ الاجراءات لمضاعفة الكميات


 


رجل 1 ـــ احنا عندنا خريطة لكل دائرة في مصر .. لوقدرنا نحشد الناس الصبح بدري في أول اللجنة . يبقى أخذنا الأصوات المطلوبة .بعد كده اللى هاييجي خليه يستنى في طوابير . بالطريقة دى نحــقق أغلبية باذن الله


رجل 2 ـــ باذن الله . هل تكلفنى فـــضيلتك بأى مهمة أخرى


 


رجل 1 ــــ عاوزك تقول كلمة في التليفزيون ترحب بها في النتيجة وتقول انك مستعد تقبل اختيار الشعب مهما كان . عاوزين الاخوة الكتاب والاعلاميين الشرفاء يهيئوا الرأى العام ان الدستور في أى بلد ممكن يتم اقراره بأغلبية ضئيلة .


رجل 2 ــ بدأوا فعلا في التمهيد جزاهم الله خيرا .


 


رجل 1 ــ همتك وربنا معنا . سأتولى بنفسي الاتصال بالأمريكان . سأتصل بهيلاري كلينتون اليوم أو غدا على أقصى تقدير . سأشرح لها أننا لازلنا الأغلبية ولازلنا بمقدورنا السيطرة على الشارع . لازم أؤكد لها ان اتفاقنا ساري واحنا بننفذه . لو ما أثبتناش قوتنا قدام الأمريكان سيتخلون عن دعمنا في أى لحظة .


رجل 2 ـــ بالتوفيق ان شاء الله .


 


رجل 1 ــ لا تغضب ان كنت تكلمت معك بعصبية


رجل 2 ـــ فضيلتك تعلم أننى لا يمكن أغضب منك .أستأذن من فضيلتك لأن لدى اجتماع في القصر


 


رجل 1 ــ تفضل .بالتوفيق ان شاء الله


 


كان هذا نص الحوار الذى دار بين الرجلين في المقر السري


 


عزيزي القاريء .. من الرجل الأول ومن الرجل الثاني .؟!.. إذا توصلت الى الاجابة الصحيحة برجاء ارسالها على عنواني الاليكتروني ولك هدية قيمة.


 


الديمقراطية هي الحل.


 


 

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 19, 2012 03:56

December 15, 2012

مقالة علاء الأسواني فى جريدة المصرى اليوم : … من يعالج الرئيس…؟!…..

 


مقالة علاء الأسواني فى جريدة المصرى اليوم


11 ديسمبر 2012


… من يعالج الرئيس…؟!…..


 


 


تم عقد الاجتماع في فيللا مرشد الاخوان . جاء الرئيس مرسي


 


والمهندس خيرت الشاطر مبكرا قبل أذان الفجر . كانا متوضئين فأمهم



فضيلة المرشد وأدوا الصلاة وجلسوا يرددون التسابيح والأدعية ثم دعاهم


 


المرشد الى الافطار . كانت المائدة عامرة : فول مدمس وبيض مسلوق


 


وبيض أومليت وفطير مشلتت ساخن وعسل أبيض وعدة أنواع من الجبن


 


أهمها جبن قريش فلاحي طازج. أكل الثلاثة بشهية ثم ذهبوا الى حجرة


 


مكتب المرشد الفخمة حيث بدأوا الاجتماع فورا وهم يحتسون القهوة .. قال المرشد :


 


ــ أريد أن أستمع الى تقييمكما للموقف ..


 


بادر الشاطر قائلا :


 


ــ بالنسبة للموقف الدولي :الادارة الأمريكية تدعمنا وقد اتصلوا بي وقالوا


 


انهم سيصدرون تصريحا ضد العنف الذى حدث أمام القصر الرئاسي فقلت


 


لهم أهم شيء أن يكون البيان عاما وليس فيه ادانة للاخوان .الأمريكان


 


وافقوا . بالنسبة للموقف بالداخل . شباب الاخوان جاهزون للتعامل مع أى تجمعات ضد الرئيس .


 


لمس المرشد نظارته وقطب جبينه وقال :


 


ـــ هل أعداد الشباب كافية ..؟!


 


ضحك الشاطر وقال :


 


ــ طبعا . شباب الاخوان وحوش . الواحد منهم يضرب عشرين عيل من العلمانيين


 


بدا الرضا على المرشد وقال :


 


ــ وأنت يامرسي ما رأيك ..؟


 


تنحنح الرئيس وقال :


 


ــ يافضيلة المرشد سيادتك دائما ترى ما لا نراه . ربنا سبحانه وتعالى يلهمك الصواب للاسلام وللمسلمين .


 


ابتسم المرشد بعطف وقال :


 


ــ أنا حاسس يا مرسي انك عاوز تقول حاجة


 


قال الرئيس مرسي بصوت خافت :


 


ـــ يافضيلة المرشد أنا الحقيقة لم أكن أتوقع ان الاعلان الدستوري يتسبب في كل هذه المظاهرات ..حاولت أمتص الغضب وأعلنت الاعلان الدستوري الجديد . لكن المظاهرات لا زالت في كل مكان .


 


قاطعه المرشد بحدة :


 


ــ هذا غضب الباطل يامرسي . نحن على حق وهم على باطل . لقد مكنا الله من حكم مصر أخيرا . لن نسمح للعلمانيين كارهي الدين بتولي السلطة أبدا . مصر الآن تدخل عصر الخلافة المباركة


 


هز الشاطر رأسه مؤيدا وقال :


 


ــ انهم يحاربون شرع الله .والله لن نترك الدستور لهم أبدا ولو متنا جميعا دونه . عارف مين عاملين كل هذه الضجة .فلول مبارك على شوية أقباط وشيوعيين ملحدين . كلهم بلا قيمة .احنا حنكسب اى انتخابات وأى استفتاء مهما عملوا . الناس في مصر عاوزة الدين . الدين معنا . مهما كان موضوع الاستفتاء الناس بتشوف الدين فين وتؤيده


 


ابتسم الرئيس مرسي وتمتم :


 


ـــ طبعا . طبعا .


 


قلب المرشد في الأوراق أمامه وقال :


 


ـــ الشرطة متقاعسة يامرسي عن حماية مقرات الاخوان


 


قال الرئيس :


 


ــ لقد عقدت اجتماعا مع وزير الداخلية وقد وعدنى خيرا باذن الله


 


بان الغضب على المرشد وصاح :


 


ـــــ كلام فارغ . تم حرق أكثر من عشرين مقر للاخوان المسلمين .. وزير الداخلية اما فاشل أو متواطيء .


 


سأل الرئيس مرسي :


 


ــ هل ترى يافضيلة المرشد أن نعين وزيرا آخر للداخلية


 


مسح المرشد بكفيه على وجهه ( وهذه عادته عندما ينفعل ) ثم تنهد وقال :


 


ـــ لا . أى تعديل وزاري الآن سيعطى رسالة سلبية وقد يثير عداوة لواءات الداخلية . ننتظر قليلا وما أن تهدأ الأمور يجب أن يتغير هذا الوزير . الآن . لقد أعد اخوانكم خطة لتأمين المقرات .. أريد أن أستمع الى ملاحظاتكما ..


 


مد المرشد يده بنسختين من الخطة الى الرئيس مرسي والشاطر .. راحا يطالعان الخطة


 


.ساد الصمت ثم قال الشاطر :


 


ــ الأعداد المطلوبة كبيرة . سنضطر لاستدعاء الاحتياطي


 


هز المرشد رأسه وقال :


ـ


ـــ افعل ما تراه ضروريا


 


استمر الرئيس مرسي في القراءة ثم مد يده بالورق الى المرشد وقال :


 


ــ أظن هناك خطأ في اسم مسئول طنطا


 


تناول المرشد النسخة لكنه تطلع الى يد الرئيس وقال :


 


ـــ.أنت انجرحت يا مرسي …؟


 


نظر الرئيس مرسي الى يده اليمنى فلاحظ بقعة دم . عندئذ بان الانزعاج على وجهه وقال :


ــ غريبة . أنا مش فاكر اني انجرحت ..


 


قال الشاطر مطمئنا :


 


ــ تلاقيك خبطت في حاجة وأنت مش واخد بالك


 


ــ لا . دى بقعة غريبة فعلا


 


كانت مساحتها مثل قطعة نقود كاملة الاستدارة في منتصف راحة الكف تماما وكان الدم جافا لونه داكن .نهض الشاطر بسرعة وخرج من المكتب ثم عاد حاملا قطن طبي وزجاجة مطهر . تناول الرئيس قطعة القطن وغمسها في المطهر وراح يدعك بقعة الدم بقوة عدة مرات لكنها لم تزول . استأذن الرئيس وهرع الى الحمام ووضع يده اليمنى تحت الماء الساخن وراح يدعك يده بالصابون لكن بقعة الدم ظلت كما هي . لم تتأثر بشيء . عندئذ أحس الرئيس بجزع . استأذن من المرشد وركب سيارته وطلب من السائق أن يتجه بسرعة الى المستشفى الخاص الذي يملكه طبيب صديقه وزميله في مكتب الارشاد . عندما أخبر السائق أفراد الحراسة بالأمر جاءوا يطمئنون على صحة الرئيس لكنه أخفى يده اليمنى وابتسم بصعوبة وأكد لهم أن الأمر بسيط وأنه بخير والحمدلله . بعد نصف ساعة دخل الرئيس على عجل الى مكتب الطبيب وبادره قائلا :


ـــ أنا لقيت على يدى بقعة دم مش عارف جاءت منين


ارتدى الطبيب قفازا جراحيا وكشف على الرئيس ثم أمسك بيده ووضعها تحت المصباح الطبي وراح يفحصها بعناية وفي النهاية غمس قطنة في محلول طبي له رائحة نفاذة وأخذ يدعك بقعة الدم بقوة لكنها ظلت ثابتة لم تتأثر . ألقى الطبيب بالقطنة جانبا وقال :


ـــ يا دكتور مرسي حالتك غريبة فعلا . الدم لا ينزف من جرح عندك . الدم لازق في يدك ومش بيطلع .


ردد الرئيس بصوت مضطرب :


ــ أنا مستغرب جدا .


ــ وأنا أيضا الحالة بالنسبة الى غير واضحة .


ــ والعمل ..؟!


ــ العمل انك تستحمل لغاية الصبح . أنا راح أكلم أستاذ أوعية دموية في ألمانيا لأني بصراحة أول مرة أشوف حالة زى كده


هنا انفعل الرئيس قائلا :


ــ ما أقدرش أنتظر . أنا عندى اجتماع مع الوزراء الساعة السابعة وبعد كده عندى خطاب لازم أسجله في التليفزيون . لايمكن أتعامل مع الناس ويدي عليها دم .


بدا الأسف على وجه الطبيب ثم أطرق وقال بصوت خافت :


ــ سيادة الرئيس ما باليد حيلة . الحالة غريبة وسوف نعمل تحاليل كثيرة هنا وفي الخارج حتى نفهم ماحدث ليدك


أحس الرئيس أنه لافائدة من الحوار . شكر الطبيب وتوجه الى مكتبه في قصر الاتحادية . بعد ذلك مضى النهار كما كان مخططا . مقابلات مع مسئولين مصريين وأجانب ثم اجتماع مجلس وزراء وبعد ذلك خطبة في التليفزيون سجلها لتذاع في اليوم التالي .خلال كل هذه المقابلات كان الرئيس يضم يده اليمنى ويبعدها عن نظر من يحدثه حتى لا يلاحظ بقعة الدم . عندما عاد الرئيس الى بيته كان من الصعب أن يخفى الأمر عن زوجته . حكى لها فانزعجت وتناولت يده وراحت تقلبها ثم حاولت ازالة بقعة الدم فوضعتها في الماء الساخن و دعكتها بقطعة من الليف وحجر خفاف الذى يستعمل في تنظيف الكعوب على أن البقعة لم تتأثر . ظلت مستديرة ، داكنة ، راسخة في منتصف كف الرئيس كأنها تسخر من محاولات ازالتها . يئست زوجة الرئيس من ازالة البقعة فانسحبت وهي تتمتم وتستغفر الله ثم عكفت على قراءة القرآن وقد تملكها حزن جعل الدموع تنسال على وجهها .. أخذ الرئيس حماما ساخنا حاول أثناءه ألا يفكر في البقعة لكنه رغما عنه كان يتطلع اليها بين الحين والآخر ويتمنى أن تكون زالت أو حتى انكمشت قليلا لكن البقعة ظلت كما هي. طوال الليل لم يستطع الرئيس أن ينام . انتابته هواجس سوداء . انه لايخاف الموت لأنه قدر الله . اذا كانت بقعة الدم عرضا لمرض خطير فان أجله سينتهى في موعده . انه يخاف من انتشار الخبر . اذا استمرت هذه البقعة على يده سيلاحظها الجميع وستكون فرصة لخصومه من أجل الهجوم والتجريح . استغرق الرئيس في التفكير وعاد فتذكر كل ما حدث في اليوم السابق فلم يجد أنه اختلط بشخص مجروح ولم يلامس الدم بأى شكل من الأشكال . ما أن سمع أذان الفجر حتى توضأ وصلى ثم أمر بايقاظ سائقه وأفراد الحراسة وارتدى ثيابه وتوجه الى فيللا المرشد فوجد عنده خيرت الشاطر .. سلم الرئيس بسرعة عليهما وألقى بنفسه على المقعد . تطلع اليه المرشد وابتسم وقال :


ـــــ اخبارك ايه . ان شاء الله تكون يدك خفت . قال الرئيس مرسي بصوت خافت : .


ـــــ ياجناب المرشد أنا تعبت . بقعة الدم على يدي لا تزول أبدا. الدكتور قال انها حالة غريبة أول مرة يشوفها . .


صمت المرشد قليلا وبدا كأنه يفكر ثم قال :


ــ أظنك أحسن تسافر تشوف دكتور في أمريكا أو أوروبا


لم يبد الرئيس متحمسا للفكرة . قال بصوت خافت :


ــ يافضيلة المرشد . أنا خايف يكون ربنا بيعاقبنى على الناس اللى ماتت


سأل الشاطر بنبرة مستنكرة :


ــ ربنا يعاقبك ليه ..؟!


رد المرشد بحزم :


ــ الناس اللى ماتت كان منهم شباب اخوان .


قال الرئيس


ــــ طبعا يافضيلة المرشد .ربنا يرحمهم ونحسبهم شهداء باذن الله . لكن أنا حاسس انى السبب . لو كنا تصرفنا بطريقة مختلفة كان ممكن الشهداء يعيشوا


بدا المرشد وكأنه يكظم غيظه وقال بصوت عال:


ــ يا دكتور مرسي . افهم .القرارات اللى أخذناها كانت ضرورية من أجل تمكيننا واحباط مخطط العلماننين أعداء الاسلام .


قال الشاطر :


ـــ كنت عاوزنا نسيبهم يستولوا على الحكم يا مرسي ..؟!


هز الرئيس رأسه وقال :


ــ لا طبعا . عندكم حق .


ابتسم المرشد وقال بهدوء :


ــــ كل ما نأخذه من قرارات لارضاء الله ورسوله . نحن لسنا طلاب سلطة مثل غيرنا والحمدلله


. هز الرئيس مرسي و سكت ثم تطلع الى يده اليمنى .كانت بقعة الدم لاتزال كما هي .


الديمقراطيةهي الحل


 


العنوان الإليكتروني


[email protected]


 


 

2 likes ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 15, 2012 03:36

November 27, 2012

مقالة علاء الأسواني فى جريدة المصرى اليوم : … أسئلة وأجوبة عن الأزمة ……..

 


مقالة علاء الأسواني فى جريدة المصرى اليوم


27 نوفمبر 2012


… أسئلة وأجوبة عن الأزمة ……..


 


1 ـــ لماذا تعارضون الاعلان الدستوري الذى أصدره الرئيس مرسي ..؟!


 


 


ــــ لأنه يعطي الرئيس صلاحيات شبه الهية يعطل بها القانون ويفعل ما يشاء بلا أدنى رقابة أو محاسبة . الرئيس مرسي بهذا الاعلان قد ألغى ارادة الشعب التى حملته الى الرئاسة وتحول الى ديكتاتور وكل ديكتاتور ه…و بالضرورة عدو للثورة التى قامت أساسا من اجل ارساء دولة القانون .


 


2 ـــ لماذا لا تسمحون للرئيس مرسي بصلاحيات مطلقة مؤقتة لمدة شهور قليلة ..؟! ..


 


ـــــ لا يوجد ديكتاتور مؤقت. كل الحكام المستبدين زعموا أنهم مضطرون الى اجراءات استثنائية بشكل مؤقت ثم استبدوا بالسلطة الى الأبد . فلنتذكر هنا كيف تعهد الضباط الأحرار عام 1952 بالعودة الى ثكناتهم بعد ستة أشهر وظلوا في الحكم سنوات طويلة . اذا سمحت لأى حاكم بتعطيل القانون يوما واحدا سيتحول الى ديكتاتور الى الأبد ..


 


 


3 ــ ألايمكن أن يكون الرئيس مرسي مضطرا الى اجراءات استثنائية من أجل محاربة النظام القديم وحماية الثورة ..؟!


 


ــــــ الحرية وسيادة القانون واحترام ارادة الشعب كل هذه المباديء تشكل غاية انسانية في حد ذاتها . أى انجاز يأتي عن طريق الاستبداد مرفوض كما أن كل الأنظمة الاستبدادية عبر التاريخ أدت في النهاية الى فشل وكوارث . اننا نعاني من انهيار الحياة في كل المجالات نتيجة لاستبداد مبارك فلايمكن أن نقبل باستبداد مرسي .


 


ان الرئيس مرسي والاخوان المسلمون لم يحاربوا النظام القديم وانما تواطئوا معه لمصلحتهم على حساب الثورة .


 


من الذى حشد الناس من أجل الموافقة على تعديلات مبارك على دستور 71 ..؟!


 


من الذى تحالف مع المجلس العسكري ورفض أن يكون الدستور أولا وأصر على الانتخابات أولا حتى يتمكن الاسلاميون من كتابة الدستور على هواهم ..؟! ..


 


من الذى اتهم الثوار بالبلطجة وسخر من البنات اللاتي هتك الجنود أعراضهن في مذبحة مجلس الوزراء ..؟!


 


من الذى وصف المطالبين بالدستور أولا بأنهم شياطين الانس ووصف أعضاء المجلس العسكري القتلة بأنهم قرة الأعين ..؟!


 


الاخوان المسلمون هم من تواطئوا وعقدوا الصفقات مع العسكر على دماء الشهداء .


 


ماذا فعل الرئيس مرسي خلال خمسة أشهر من حكمه .؟!.


 


لقد استعان بوزير الداخلية أحمد جمال الدين المسئول عن مذبحة محمد محمود الى أودت بحياة سبعين شهيدا . الرئيس مرسي هو الذى وفر خروجا آمنا للمشير طنطاوي والفريق عنان المسئولين سياسيا على الأقل عن كل المذابح التى راح ضحيتها مئات من الأبرياء .


 


الرئيس مرسي أبقى على جهاز أمن الدولة المسئول عن اهدار آدمية ملايين المصريين . الرئيس مرسي استعان بوزراء مبارك وبرجال الأعمال الفلول الذين نهبوا الشعب المصري وكونوا ثروات هائلة من قوت الفقراء . اذا أراد الرئيس مرسي تحقيق أهداف الثورة لكان قد فعل لكنه في الواقع يعمل لمصلحة الاخوان وليس لمصلحة الثورة ..


 


في النهاية فان الرئيس مرسى وعد كثيرا ولم ينفذ وعوده قط وبالتالي لا يوجد سبب لأن نصدقه عندما يزعم انه سيكون ديكتاتورا لفترة قصيرة . اذا كان لم يصدق في السابق قط فهو بالتأكيد لن يصدق هذه المرة .


 


 


4 ــ لماذا أعلن الرئيس مرسي الاعلان الدستوري ..؟!


 


الرئيس مرسي ينفذ تعليمات مكتب الارشاد الذى رأى أن مصلحة الجماعة ستتحقق باسترضاء النظام القديم وليس محاربته . .. لقد أراد الاخوان المسلمون ابقاء أجهزة الدولة كماكانت أيام مبارك على شرط أن يكون ولاؤها للاخوان بدلا من ولائها للمجلس العسكري ومبارك . لذلك أبقى الرئيس مرسي على جهاز أمن الدولة ووضع على رأسه اللواء المسئول عن ملف الاخوان كما أبقى الرئيس مرسي على وزارة الاعلام ووضع على رأسها مسئولا اخوانيا حتى يدير الاعلام لحساب الاخوان . كانت حسابات مرشد الاخوان أن عقد صفقة مع النظام القديم ستمكن الاخوان من الاحتفاظ بالسلطة الى الأبد ثم اكتشف مرشد الاخوان أن النظام القديم يتآمر ضد الاخوان ..


 


اكتشف أن هناك أجهزة تعمل على نشر الفوضى من أجل التخلص من الرئيس مرسي .عندئذ كان لابد لمرشد الاخوان من ضربة استبقائية يحمى بها الرئيس الاخواني . ..


 


لذلك أعلن مرسي الاعلان الدستوري ليعطل القانون ويحتفظ بالسلطة كما يشاء .. هناك أيضا اللجنة التأسيسة للدستور التى ستحكم المحكمة الدستورية العليا ببطلانها لثاني مرة مما سيؤدى الى تشكيل لجنة متوازنة تكتب دستورا جديرا بمصر ..


 


بينما مرشد الاخوان يريد أن يحتفظ باللجنة التأسيسية الحالية لكى تكتب دستورا يمكن الاخوان من الاحتفاظ بالسلطة الى الأبد . ان هذا الاعلان الدستوري الاستبدادي يأتي في سياق صراع على السلطة بين الاخوان والنظام القديم . الثورة في رأيي غير معنية بهذا الصراع .كل ما نسعى اليه أن نمنع صناعة ديكتاتور جديد .


 


 


5 ــــ كيف يخرج الرئيس من هذا المأزق ..؟!


 


الحل الوحيد أن يتراجع الرئيس عن الاعلان الدستوري ويعود الى احترام القانون واذا قضت المحكمة الدستورية ببطلان مجلس الشوري واللجنة التأسيسية يجب على رئيس الدولة أن يحترم القانون ويقوم بتفيذ أحكام القضاء فورا .واذا أصر الرئيس مرسي على الاعلان الدستوري الديكتاتوري يكون قد فقد شرعيته . لاشرعية لرئيس يدهس القانون بقدمه حتى لو كان منتخبا ..


 


 


6 ــ من المسئول عن وصول الاخوان الى الحكم .. أليسوا هؤلاء الثوريون الذين دعموا مرسي ضد الفريق شفيق ..؟


 


ــــ أنا شخصيا لم أنتخب مرسي ودعوت الى مقاطعة الانتخابات في مقال منشور في المصري اليوم .. لكننى في نفس الوقت أتضامن بالكامل مع الثوريين الذين انتخبوا مرسي ، هؤلاء أرادوا حماية الثورة ومنع عودة النظام القديم ممثلا في احمد شفيق تلميذ مبارك ورجله المخلص . . كان الاختيار بين الاخوان والنظام القديم فاختار الثوريون الاخوان وهم يعلمون مدى انتهازيتهم لكنه كان الاختيار الوحيد المتاح لحماية الثورة .


 


لقد نجح الرئيس مرسي بأصوات المصريين الذين لا ينتمون للاخوان وغالبا لا يحبونهم لكنهم انتخبوا مرسي من أجل اسقاط شفيق .لا أرى في دعم الثوريين لمرسي ضد شفيق ما يستوجب الاعتذار اطلاقا فقد كانت هذه الطريقة الوحيدة لمنع نظام مبارك من العودة . ان الذين يتوجب عليهم الاعتذار في رأيي هم مرشحو الرئاسة الثوريون الذين رفضوا التوافق على مرشح واحد للثورة لأنهم تسببوا في تفتت أصوات الثوريين فرسبوا جميعا في الدورة الأولى ووقعنا في هذا الاختيار البائس بين مرشح الاخوان ومرشح الثورة المضادة . ان الذين لازالوا يعتبرون أحمد شفيق مناسبا لرئاسة مصر ، مع احترامي الكامل لرأيهم ، لا يعترفون بالثورة المصرية أو هي لا تهمهم كثيرا .


 


فلا يمكن أن تقوم ثورة ضد نظام مبارك ثم ننتخب أحد أعمدة النظام الذى قامت ضده الثورة ..


 


 


7 ـــ لقد انتخب شفيق 12 مليون مصري .هل كل هؤلاء لا يعترفون بالثورة ..؟!


 


الذين لا يعترفون بالثورة عددهم أكبر من ذلك . لقد قام بالثورة المصرية عشرون مليون مصري واذا أضفنا اليهم عشرين مليونا من المتعاطفين نجد أن من ينتمى الى الثورة أقل من نصف الشعب المصري . هذا قد حدث في كل الثورات لأن عشرة في المائة من الشعب كفيلة باحداث الثورة ومصر قدمت عشرين في المائة لكن علينا أن نفهم أن أربعين مليونا من المصريين فاجئتهم الثورة على غير توقع وكثيرون منهم لم يفهموا الثورة ولم يكونوا في حاجة اليها وليس لديهم أدنى استعداد للتضحية من أجلها .


 


من هنا أعتقد أن الذين انتخبوا شفيق لا تهمهم الثورة ، لا أتصور أن أحدا اشترك في الثورة من الممكن أن ينتخب مبارك آخر .. لكنى أستثنى الاقباط من هذا الحكم لأنهم أقلية تم ترويعها عمدا أو جهلا من جماعات الاسلام السياسي فكان من الطبيعي أن يدفعهم خوفهم على حياتهم وحقوقهم الانسانية الى انتخاب أى شخص يمنع الاخوان من الوصول الى الحكم . معظم الاقباط الذين أعرفهم لم يكن شفيق اختيارهم الأول وانما انتخبوا مرشحا ثوريا في الدورة الأولى . فلما أصبح الاختيار بين الاخوان والنظام القديم اختاروا النظام القديم لأنهم في حالة خوف أتفهمها ولا يمكن أن يحس بها الا من يعيش كأقلية دينية في بلد قمعى يعاني من التطرف الديني مثل مصر .


 


 


8 ـــ ما العمل الآن ..؟!


 


ــــ يجب أن يناضل المصريون جميعا من اجل اسقاط الاعلان الدستوري الديكتاتوري . يجب أن نستعمل كل وسائل الضغط حتى يتراجع الرئيس مرسي عن الاستبداد.. ولكن علينا أن نمتنع عن العنف تماما لأنه سيؤدى بنا الى كوارث . هذه الثورة العظيمة يجب أن تظل سلمية كما يجب أن نرى المشهد المختلط بوضوح .


 


ان الذين يعارضون الاعلان الدستوري نوعان من المصريين : ثوريون وفلول نظام مبارك .. انهم يقولون نفس العبارات ويتخذون نفس المواقف لكن لأهداف مختلفة تماما .. الثوريون يريدون الغاء الاعلان الدستوري من اجل بناء دولة القانون التى قامت من أجلها الثورة اما الفلول فيريدون هدم كل شيء في مصر واحداث حالة من الترويع والانفلات الأمنى تمهيدا لتدخل الجيش وعودة النظام القديم .


 


 


9 ــــ الفلول مواطنون مصريون فلماذا نحرمهم من المشاركة السياسية .؟!.


 


ــ أنا لا أنادي بحرمانهم لكنى اؤكد انهم اعداء للثورة وانهم الآن يعملون على اعادة نظام مبارك الى الحكم . اما كونهم مصريين فذلك لا يعفيهم من المحاسبة السياسية .. الذين عذبوا الأبرياء وقتلوهم وفقئوا اعينهم وهتكوا أعراض زوجاتهم أمامهم .كل هؤلاء مصريون فهل ننسى جرائمهم .


 


 


10 ـــ هل فشلت الثورة المصرية ..؟!


 


ــ الثورة تغير انساني بالأساس يؤدى الى نتائج سياسية . الثورة معناها تغليب المعنى على المصلحة . الثورة معناها أن مجموعة من الناس ، في لحظة معينة ، تصبح على استعداد للموت من أجل الكرامة والحرية .


 


هذا السلوك النبيل نادر مما يفسر أن الثورات الحقيقية قليلة عبر التاريخ الانساني ..


 


التغير الانساني هو انجاز الثورة الحقيقي .المصريون كسروا حاجز الخوف ولن يعودوا الى الخلف أبدا .


 


الانجازات السياسية للثورة تأخرت وتعثرت نتيجة لتواطؤ العسكر والاخوان وتشرذم القوى الثورية . لكن الثورات عادة ما تستغرق أعواما طويلة حتى تشيد الدولة الديمقراطية . لقد خلعنا مبارك في أقل من ثلاثة أسابيع ولو قارنا هذا الانجاز بتاريخ الثورات الأخرى سنفخر بثورتنا .


 


الثورة مستمرة حتى تنتصر وتحقق أهدافها باذن الله


 


الديمقراطية هي الحل


 


 


العنوان الإليكتروني


[email protected]

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on November 27, 2012 04:14

November 20, 2012

مقاله علاء الاسوانى فى جريدة المصرى اليوم : قبل أن تقطعوا أيدينا !

 


مقاله علاء الاسوانى فى جريدة المصرى اليوم


20 نوفمبر 2012


قبل أن تقطعوا أيدينا !


 


‘هل أنت مسلم ..؟! ..” اذا كنت مسلما لماذا تعارض تطبيق شرع الله ..؟! ” إن من يرفضون تطبيق الشريعة ليبراليون وشيوعيون عملاء الغرب وأعداء الاسلام فهل أنت منهم ..؟! ..


 


هذه الأسئلة التي يتوجه بها الإخوان والسلفيون الى الناس ( خصوصا البسطاء منهم ) لكى يؤثروا في عواطفهم الدينية ويحشدونهم في مظاهرات ويدفعونهم إلى اتخاذ المواقف التي تحقق المكاسب السياسية لجماعات الإسلام السياسي ..


 


والحق أن هذه الطريقة في مناقشة الشريعة غير أمينة، إذ أن أى مسلم قطعا يحب أن يطبق شريعة الاسلام. لكن يجب أولا أن نشرح للناس الفرق بين الشريعة والفقه . الشريعة هي المباديء الثابتة التى أنزلها الله علينا . الفقه هو العلم الذى يمكننا من فهم الشريعة وتطبيقها على حياتنا اليومية . الشريعة إلهية ثابتة لا تتغير أبدا لكن الفقه إنجاز بشري يتغير بتغير الزمان والمكان .


 


شريعة الإسلام بالتأكيد تدعو إلى الحق والخير والعدل والمساواة . إن مايدعو الإخوان والسلفيون إلى تطبيقه ليست مباديء الشريعة التى أنزلها الله وإنما أحكام فقهية كتبها بشر مثلنا يصيبون ويخطئون وكثير من هذه الأحكام كانت مناسبة للمجتمع في القرن العاشر لكنها لم تعد ملائمة للمجتمع في القرن الحادي والعشرين . إن الإخوان والسلفيين يسيطرون على لجنة كتابة الدستور من أجل تطبيق الأحكام الفقهية القديمة بأى وسيلة. بعد أن اتفق الليبراليون والأقباط والاسلاميون على المادة الثانية التي تؤكد أن مباديء الشريعة هي المصدر الرئيسي للتشريع ..


 


عاد الاخوان والسلفيون ووضعوا مادة في مسودة الدستور تقول : ”مباديء الشريعة تشمل أدلتها الكلية وقواعدها الأصولية والفقهية ومصادرها المعتبرة في مذاهب أهل السنة والجماعة ”.. هذه المادة ببساطة تحيل مباديء الشريعة الى الأحكام الفقهية وتدفع بمصر إلى خطر محقق.


 


ولقد بحثت عن أحد المصادر المعتبرة في مذاهب أهل السنة والجماعة فلم أجد خيرا من كتاب ” فقه السنة ” للمرحوم الشيخ سيد سابق ( 1915 ـــ 2000 ) .( صادر عن دار الفتح للاعلام العربي في ثلاثة أجزاء ) . هذا الكتاب باعتراف الجميع من أهم كتب الفقه وأرفعها مكانة ، أضف الى ذلك أن الشيخ سيد سابق كان من القيادات التاريخية لجماعة الاخوان المسلمين حتى أن كتاب فقه السنة قد صدر بمقدمة كتبها المرحوم الشيخ حسن البنا ( مؤسس جماعة الاخوان المسلمين ) أشاد فيها بالكتاب واعتبره انجازا عظيما يستحق به مؤلفه ثوابا من الله.


 


فلا يستطيع أحد من الاخوان أو السلفيين أن يجرح في كتاب ” فقه السنة ”.. عرض الشيخ السيد سابق في كتابه لمذهب الجمهور من أهل السنة والجماعة في شتى نواح الحياة .أعتذر هنا لأنني سوف أستعمل كلمة كافر للاشارة الى المواطن القبطي فهكذا فعل معظم الفقهاء وهكذا فعل الشيخ السيد سابق نفسه ..


 


فيما يلي بعض الأمثلة من الكتاب :


 


أولا : اذا افترضنا أن لصا مسلما سرق صيدلية مملوكة لصيدلي قبطي .. في هذه الحالة اذا كان الشهود على واقعة السرقة أقباطا فانه لا تجوز شهادتهم لأن رأى جمهور الفقهاء يؤكد أنه لاتقبل شهادة غير المسلم على المسلم … يقول الشيخ سابق ( الجزء الثالث صفحة 380):


 


” يشترط في قبول الشهادة أن يكون الشاهد مسلما فلا تجوز شهادة الكافر على المسلم الا في الوصية أثناء السفر ( عند الامام أبي حنيفة ) … أى أنه اذا كان المسلم مسافرا وحضره الموت ولم يجد الا قبطيا ليبلغه بوصيته ، هذه الحالة الوحيدة التى تقبل فيها شهادة القبطى على المسلم . فيما عدا ذلك لا تقبل شهادة القبطى على المسلم اطلاقا .. نستطيع أن نتخيل الفوضى التى سوف يحدثها هذا الحكم الفقهى اذا طبق في مصر .. سيكون بامكان أى مسلم أن يعتدى على أملاك الأقباط وكنائسهم وهو مطمئن الى أن كل الذين سيشهدون على ارتكابه الجريمة من الأقباط الكفار وطبقا لرأى جمهور الفقهاء لا يجوز قبول شهادتهم على المسلم حتى لو ارتكب جريمة .


 


ثانيا : شرب الخمر محرم على المسلمين وعقوبته الجلد ثمانين جلدة ( بعض الفقهاء قالوا أربعين جلدة فقط ) .. هذا الحكم معروف الا أن الفقهاء يذهبون الى وجوب تطبيق حد الخمر على غير المسلمين أيضا .. يكتب الشيخ سابق ( الجزء الثاني صفحة 493 ) ” لا يشترط الاسلام في تطبيق حد الخمر فالكتابيون الذين يتجنسون بجنسية الدولة المسلمة ..مثل الأقباط في مصر ..وكذلك الكتابيون الذين يقيمون مع المسلمين ( مؤقتا ) مثل الأجانب .. هؤلاء يقام عليهم الحد اذا شربوا الخمر في دار الاسلام … ”


 


لنا أن نتخيل ماذا سيحدث اذا طبقنا هذا الحكم .. فالقبطي الذى يشرب البيرة سوف يقبض عليه ويجلد ثمانين جلدة . هل لنا أن نتفاءل بمستقبل السياحة في مصر .؟!. عندما ندعو السائح الأوروبي أو الأميركي لزيارة مصر يجب أن نحذره لأنه لو أحضر زجاجة نبيذ معه الى مصر وشرب منها مع الأكل مثلما يفعل في بلاده قد يقبض عليه ويجرد من ثيابه ويتم جلده وفقا لهذا الحكم الفقهي . كم من الأجانب على استعداد لخوض هذه المخاطرة من أجل قضاء اجازتهم في مصر ..؟! .


 


ثالثا : القذف هو الاتهام بالزنا والخوض في الأعراض بالسوء .. هذه جريمة في الفقه الاسلامي وعقوبتها الجلد ثمانين جلدة لكن الغريب أن جمهور الفقهاء اعتبروا اسلام المجنى عليه شرطا أساسيا لاقامة الحد على من قذف في حقه .. يقول الشيخ سابق في كتابه ( الجزء الثاني صفحة 535 )


” الاسلام شرط في المقذوف ( المجنى عليه ) فلو كان المقذوف من غير المسلمين لم يقر الحد على قاذفه عند جمهور العلماء ، واذا كان العكس فقذف النصراني أو اليهودى المسلم فعليه ما على المسلم : ثمانون جلدة ..”


 


من يستطيع أن يتحدث بعد ذلك عن حقوق المواطنة والمساواة أمام القانون . اذا سب القبطى المسلم يتم جلده ثمانين جلدة واذا سب المسلم القبطى لا يجوز جلده . وكأن الكرامة الانسانية حكر على المسلمين فقط أما الأقباط فهم مخلوقات بلا عرض ولا كرامة . .


 


رابعا : الدية غرامة مالية على من ارتكب القتل الخطأ أو شبه العمد .. لكن هذه الدية ، طبقا لرأى جمهور الفقهاء ، تختلف باختلاف الجنس والدين .. دية المرأة المسلمة المقتولة نصف دية الرجل المسلم المقتول ودية القبطي المقتول نصف دية الرجل المسلم المقتول أما دية المرأة القبطية المقتولة فتبلغ نصف دية المرأة المسلمة المقتولة ( أى ربع دية الرجل المسلم المقتول ) .. هذا حكم جمهور الفقهاء كما يؤكد الشيخ سابق في كتابه ( الجزء الثالث صفحة 60 و 61) .. ونحن اذا طبقنا هذا الحكم الفقهي نكون قد اعترفنا بأن الحياة الانسانية ليس لها القيمة ذاتها عند الناس جميعا ، فحياة الرجل المسلم أغلى من المرأة المسلمة وحياة القبطى أرخص من حياة المسلم وحياة المرأة القبطية أرخص من الجميع ( لأن بها العيبين فهى امرأة وقبطية ) . هل يمكن قبول هذا المفهوم ونحن في القرن الواحد والعشرين ..؟!. وهل تتحمل الدولة المصرية العقوبات الدولية التى ستنهال عليها اذا طبقت هذا الحكم الذى يخالف كل معاهدات حقوق الانسان التى وقعت عليها الحكومات المصرية المتعاقبة.


 


خامسا : في جريمة القتل يجب تطبيق القصاص على القاتل وبالتالي ينفذ فيه حكم الاعدام .. الا أن من شروط القصاص أن يكون المقتول مسلما أما اذا كان المقتول كافرا قبطيا فان القاتل لا يطبق عليه القصاص .. يقول الشيخ سابق (في الجزء الثالث صفحة 25) ”من شروط القصاص أن يكون المقتول مكافئا للقاتل حال جنايته ، بأن يساويه في الدين والحرية فلا قصاص على مسلم قتل كافرا أو حر قتل عبدا لأنه لا تكافؤ بين القاتل والمقتول .. بخلاف ما اذا قتل الكافر مسلما أو قتل العبد حرا فانه يقتص منهما ..


 


بعض الفقهاء خالفوا هذا الرأى لكن الرأى الغالب عند جمهور الفقهاء من أهل السنة والجماعة أن المسلم لايقتل بغير المسلم ولو أننا طبقنا هذا الحكم الفقهي فان المصري المسلم اذا قتل قبطيا بالرصاص أو ضربه حتى مات .. لا يجوز في هذه الحالة اعدام القاتل المسلم لأن القاعدة أنه لايقتل المسلم اذا قتل غير المسلم .. ماذا تكون حالة المجتمع اذا تم تطبيق هذا الحكم الفقهي وكيف ندعي بعد ذلك أننا نعيش في دولة يتساوى فيها المواطنون اذا كان المسلم لايجوز اعدامه اذا قتل قبطيا بينما يعدم القبطى اذا قتل مسلما..


 


هذه بعض نماذج من أحكام فقهية يريد الاخوان والسلفيون أن يطبقوها في مصر . وكلها من صنع فقهاء عاشوا واجتهدوا لاستنباط هذه الأحكام لتوافق المجتمعات القديمة لكنها لو طبقت اليوم في مصر لقضت على المجتمع قضاءا مبرما لارجعة فيه ولقامت في مصر حرب أهلية أو لتم تقسيم مصر بين المسلمين والأقباط كما حدث في السودان…. أكرر أننا لسنا ضد الشريعة الاسلامية لأن شريعة الله هي العدل والحق لكننا ضد تطبيق أحكام فقهية قديمة كانت مناسبة من ألف سنة لمسلمين عاشوا في مجتمعات تختلف ظروفها تماما عن ظروفنا اليوم.


 


اذا أردنا أن نطبق الشريعة الاسلامية بشكل صحيح يجب أن يجتهد فقهاؤنا أولا من أجل استنباط أحكام فقهية جديدة تناسب عصرنا الحديث أما أن نتعسف على الدين وعلى أنفسنا ونطبق أحكاما فقهية قديمة فنحن نسعى بذلك الى تمزيق المجتمع وتدمير بلادنا وندفع مصر الى الوراء عدة قرون .. فيا أيها المتطرفون المتلهفون على قطع الأيدي والرجم والجلد … أتمنى أن تراجعوا أنفسكم وتفكروا مرة واحدة في أن تطبيق الشريعة هدفنا جميعا لكن الأحكام الفقهية القديمة لم تعد


تناسب العصر الذى نعيش فيه.


 


انكم بتطرفكم وجمود أفكاركم تسيئون للاسلام وتدفعون بنا الى كارثة محققة وواجبنا مسلمين وأقباطا أن نمنعكم من ذلك .وسوف نمنعكم باذن الله ونحمى بلادنا من تطرفكم .لن نعترف بالدستور المشوه الذي تفرضونه على المصريين.


 


الثورة مستمرة حتى تتحقق الدولة المدنية الحديثة .سوف نتقدم نحو المستقبل ولن نعود أبدا إلى ظلام الماضي.


 


الديمقراطية هي الحل


 


[email protected]

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on November 20, 2012 10:47

November 13, 2012

مقاله علاء الاسوانى فى جريدة المصرى اليوم : ما عاش يا أستاذ علاء!

 


مقاله علاء الاسوانى فى جريدة المصرى اليوم


13 نوفمبر 2012


ما عاش يا أستاذ علاء!


 


حدث ذلك من ثلاثين عاماً: كنت أبدأ محاولاتى الأدبية فكتبت قصة قصيرة وأردت أن أنشرها فى مجلة ”صباح الخير”. ذهبت إلى الأستاذ لويس جريس، رئيس التحرير آنذاك، فأحالنى إلى المسؤول الأدبى للمجلة الأستاذ علاء الديب. أحسست برهبة وأنا ألتقى بواحد من أهم الأدباء المصريين. رحب بى الأستاذ علاء، فتغلبت على خجلى ومددت يدى له بالقصة فدعانى للجلوس وبدأ فى قراءتها فورا، ولما فرغ تطلع إلىّ وقال:


 


ـــ القصة جيدة ولكن لدى بعض الملاحظات، هل تحب أن تسمعها…؟!


 


ــــ طبعا


 


على مدى ساعة كاملة شرح لى الأستاذ علاء دروساً مفيدة فى الكتابة. قال لى إن مشكلة الكتابة العربية هى الكلام الزائد. يجب أن تكتب بالضبط ما تقصده. نصحنى بأن أستعمل علامات الترقيم بحرص. قال جملة لا أنساها:


 


ـــ نحن نكتب كما نتكلم. كل توقف أو إبطاء أو إسراع فى إيقاع الكتابة يجب أن يحمل معنى.


 


خرجت من مكتب الأستاذ علاء وأنا مندهش من أن أديباً كبيراً مثله يعطى من وقته ساعة كاملة لكاتب ناشئ لا يعرفه أحد. نُشرت القصة فى مجلة ”صباح الخير” وبعد أعوام قليلة أصدرت مجموعتى القصصية الأولى وما إن أرسلتها إلى الأستاذ علاء حتى كتب عنها مقالا جميلا يشيد بها. كانت فرحتى عارمة، فقد كانت إشادة الأستاذ علاء ومازالت بمثابة شهادة ميلاد لأى كاتب شاب. اقتربت من الأستاذ علاء وشرفت بصداقته على مدى ربع قرن. يحتاج الحديث عن هذا الرجل إلى كتاب كامل. الأستاذ علاء روائى كبير له تجربة خاصة وفريدة استطاع بها أن يكسر الحاجز بين النثر والشعر، وأنجز مشروعه الروائى فقدم عالما إنسانيا فريدا بلغة مصقولة صافية لا أعتقد أنها توفرت لسواه، من أهم ما كتب علاء الديب رواية ”زهر الليمون” الشهيرة، وروايات ”أطفال بلا دموع” و”قمر على المستنقع” و”عيون البنفسج” وهى ثلاثية مدهشة فذة فى تعبيرها عن غربة الإنسان المصرى فى عصر الانفتاح… بالإضافة إلى إنتاجه الأدبى العظيم مارس الأستاذ علاء النقد التطبيقى على مدى خمسين عاما فى زاويته الأسبوعية ”عصير الكتب”.


 


كل أسبوع يقدم قراءة نقدية بسيطة وعميقة لنص أدبى. يتوجه إلى القارئ العام ليثقفه ويشرح له أسرار فن الأدب. أجيال متعاقبة من المصريين والعرب تعلموا قراءة الأدب وتذوق الفن بفضل علاء الديب. أذكر أننى كنت أقرأ ”عصير الكتب” كل أسبوع ثم أسارع بقراءة الكتاب الذى عرضه الأستاذ علاء لأتعلم كيف أتذوق النص الأدبى. دور عظيم آخر اضطلع به علاء الديب هو اكتشاف المواهب الأدبية وتقديمها، ما إن يقرأ الأستاذ علاء نصاً لكاتب موهوب حتى يكتب عنه ويبادر بالاتصال ويدعمه بكل جهده… معظم الأسماء اللامعة فى عالم الأدب قدمهم علاء الديب لأول مرة وتتلمذوا عليه، وهو شأن الكبار دائما لا يذكر أبداً فضله على تلاميذه، يأتون إليه كطيور صغيرة فيرعاهم ويعلمهم الطيران، وما إن يحلقوا عاليا حتى يطمئن عليهم ويلتفت إلى غيرهم ممن يحتاجون إلى مساعدته. الأستاذ علاء من القلائل الذين عرفتهم فلم أجد تناقضا بين ما يقولون وما يفعلون. إنه يعيش تماما مثلما يكتب.


 


تعلمت من الأستاذ علاء كيف نفصل الخاص عن العام. رأيت ذلك أكثر من مرة: يكون الأديب صديقا للأستاذ علاء ثم يصدر كتاباً لا يعجب الأستاذ علاء فلا يكتب عنه، والعكس صحيح، يكون الكاتب على خلاف شخصى مع الأستاذ علاء ثم يصدر كتابا يعجب به فيكتب مشيدا به.. رأيت كيف يتعفف الأستاذ علاء وينأى بنفسه عن كل صراعات المثقفين وتقاتلهم على المصالح الضيقة. رأيت فى الأستاذ علاء نموذجا للكاتب الحقيقى الذى لا يسعى إطلاقا إلى الشهرة أو الثروة. لا يحب الأستاذ علاء الأضواء والكاميرات، ويضيق بكل ما هو مصطنع متكلف، وله واقعة شهيرة عندما أفلح أحد المعدين فى إقناعه بالظهور فى التليفزيون لمناقشة روايته العظيمة ”زهر الليمون”. وما إن بدأ التسجيل حتى فوجئ بالمذيعة تسأله:


 


ــ ممكن تلخص لنا الرواية من فضلك..


 


فتطلع إليها الأستاذ علاء وقال:


 


ــ حضرتك بتناقشى رواية لم تقرئيها..؟


 


لم ينتظر الإجابة وإنما فك الميكروفون المعلق بثيابه وانصرف من الأستوديو وسط ذهول العاملين. يعتبر الأستاذ علاء الكتابة واجبا يؤديه وليست حرفة يبيعها.. رأيت الأستاذ علاء مراراً وهو يرفض مناصب يلهث وراءها آخرون من كبار الكتاب. رأيته يتعامل بندية وكرامة مع أكبر المسؤولين فى الدولة وأصحاب ملايين ينحنى أمامهم الجميع. إنه نموذج لإنسان استغنى بالفن عن كل ما عداه، فمنحه استغناؤه صلابة لا تتوفر لكثيرين. يلخص الأستاذ علاء فلسفته فى الحياة قائلا:


 


ـــ كل هذه الأضواء وهذه الضجة ستذهب هباء. سنموت جميعا ولن يتبقى منا إلا ما يستحق البقاء. لو أنك قضيت عمرك كاتبا ولم تضف سوى جملة واحدة مفيدة إلى الأدب العربى تكون قد أنجزت شيئا كبيرا…


 


.. على أن ما أضافه علاء الديب ليس جملة وإنما بناء شاهق. حديقة جميلة زرعها علاء الديب بحب ودأب فأثمرت زهورا رائعة من كل نوع. سيظل الأدب العربى مديناً لهذا الرجل بأعماله الجميلة الخالدة وبمقالاته النقدية التى علَّمت الأجيال، وبتقديمه لأهم المواهب الأدبية فى مصر والعالم العربى على مدى نصف قرن. لو كان علاء الديب فرنسياً أو إنجليزياً وفعل ربع ما فعله للأدب لكان محل التقدير الفائق من الدولة..


 


ماذا فعلت الدولة المصرية لعلاء الديب..؟ مرة واحدة أرادت وزارة الثقافة أن تضفى بعض المصداقية على جوائز الدولة التى تعطيها للمحاسيب والحبايب فاختارت أسماء قليلة محترمة مثل الأستاذ علاء الديب والدكتور جلال أمين. فيما عدا هذا لم يلق الأستاذ علاء من الدولة إلا المشاكل والتصرفات الصغيرة. منذ سنوات احتاج الأستاذ علاء إلى جراحة فى القلب وأعلن المسؤولون أن علاجه سيكون على نفقة الدولة (وهذا أبسط حقوقه كمواطن).. فشلت العملية نتيجة إهمال شنيع فى المستشفى، وأجرى الأستاذ علاء عمليتين أخريين تركتا أثرا سيئا على صحته إلى اليوم. الغريب والمشين أن المسؤولين تقاعسوا عن دفع مصاريف العلاج وقام مدير المستشفى بأخذ توقيع الأستاذ علاء وهو مريض على تعهد بتسديد أتعاب المستشفى، ولما تقاعست وزارة الثقافة تحركت دعوى جنائية ضد الأستاذ علاء وأصبح مهددا بالحبس وهو مريض، وتدخل تلاميذ الأستاذ علاء ومحبوه وأجروا مفاوضات شاقة مع وزارة الثقافة حتى دفعت تكاليف العلاج.


 


هكذا تعامل الدولة المصرية واحداً من أهم الأدباء العرب. تجربة أخرى للأستاذ علاء مع الدولة لما صدرت جريدة ”القاهرة” ألح رئيس تحريرها الأستاذ صلاح عيسى على الأستاذ علاء لكى يكتب مقاله النقدى كل أسبوع ويشرف على القسم الأدبى. ولأن الأستاذ علاء يمارس الكتابة باعتبارها واجبا ثقافيا وليست حرفة يتكسب منها فقد استجاب لإلحاح صلاح عيسى، وقبل أن يعمل فى جريدة ”القاهرة”. بالإضافة إلى مقاله الأسبوعى طالما رأيت الأستاذ علاء غارقا فى فحص عشرات الأعمال للأدباء الشبان، يجمعها كل أسبوع فى ملف كبير يقرؤها بعناية ويفرزها ويدوِّن ملاحظاته عليها ويرشح ما يصلح للنشر.. ظل الأستاذ علاء سنوات يبذل هذا الجهد الكبير فى جريدة ”القاهرة” مقابل أجر تافه لا ترضى به سكرتيرة حسناء فى مكتب أى مسؤول، وهو الذى كان يستطيع بسهولة أن يحصل على مبالغ طائلة لو أنه وافق على الكتابة فى مجلات الخليج أو الصحف الخاصة التى طالما سعت إليه، لكن الأستاذ علاء كعادته لا يهتم بالمال ويحس برضا حقيقى مادام يؤدى شيئا مفيدا للثقافة..


 


ثم تغير رئيس مجلس إدارة جريدة ”القاهرة” وجاء شخص لم يسترح إليه علاء الديب فسارع بتقديم استقالته وأبلغنى بذلك تليفونيا وهو يضحك، فهنأته على الاستقالة لأننى كنت أستحثه على ترك جريدة ”القاهرة” منذ فترة طويلة. يبدو أن استقالة الأستاذ علاء أغضبت رئيس مجلس الإدارة الجديد. الذى شأنه شأن الموظفين يريد أن يشعر بأنه المتحكم الأوحد فى كل من يعمل معه. أدلى رئيس مجلس الإدارة بتصريحات يخالف فيها الحقيقة ويزعم أنه استغنى عن خدمات الأستاذ علاء. إذا كان الأستاذ علاء هو الذى تقدم باستقالته فلماذا يصر رئيس مجلس الإدارة على توجيه الإساءة إلى هذا الكاتب العظيم..؟! لا يجوز هنا أن نرد على هذا الشخص، لأن من لا يعرف قيمة علاء الديب لا يعرف شيئا عن الثقافة المصرية. لكن السؤال: لماذا ينعم كبار المبدعين بالتكريم فى الدول الديمقراطية بينما يعانون من التهميش والمضايقات فى الأنظمة الاستبدادية..؟!


 


الإجابة أن الأنظمة الاستبدادية تستعمل دائما أهل الثقة وليس أهل الكفاءة. معظم المناصب فى الدولة المصرية يحظى بها لواءات على المعاش أو موظفون مطيعون خبيرون بإرضاء الرؤساء وتدبير المكائد للتخلص من المنافسين. من الطبيعى أن ينزعج هؤلاء المسؤولون العاطلون عن الكفاءة من كبار المبدعين، لأنهم يحسون أمامهم بالضآلة. لو كنت لواء فى الجيش وخرجت على المعاش ثم عينوك مديراً للأوبرا فلابد أن تكره علاء الديب، لأنه فى كل لحظة سيذكرك بأنك أخذت منصبا لا تستحقه..


 


أضف إلى ذلك أن النظام الاستبدادى عادة ما ينظر إلى المبدعين بتوجس، وهو لا يأمن لهم إلا إذا تحولوا إلى أبواق للحاكم، أما أن يقبض المثقف على الجمر ويظل مخلصا لمبادئه، مثلما فعل الأستاذ علاء، فلابد أن يثير ذلك كراهية المسؤولين فى الدولة. لا يحتاج علاء الديب إلى وزارة الثقافة ولا مناصبها ولا مكافآتها لأن تقديره يأتى من الناس وليس من رئيس مجلس إدارة جريدة ”القاهرة” ومن هم على شاكلته. عندما بلغ فيكتور هوجو عامه الثمانين فكر الفرنسيون فى أفضل طريقة لتكريمه، ودعت الصحف كل من قرأ مؤلفات هوجو إلى المرور تحت شرفته، فتدفق عشرات الألوف من البشر على مدى اليوم ليعبروا له عن حبهم. لو طبقنا هذه الفكرة ودعونا تلاميذ علاء الديب وقراءه ومحبى فنه لامتلأت ضاحية المعادى، حيث يسكن، بآلاف مؤلفة من البشر أثر فيهم وعلَّمهم هذا الفنان الكبير..


 


ما عاش من يسىء إليك يا أستاذ علاء..


 


الديمقراطية هى الحل.


[email protected]


 

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on November 13, 2012 03:51

November 6, 2012

مقاله علاء الأسواني فى جريدة المصرى اليوم : هل المرأة إنسان؟!

 


هل المرأة إنسان؟!


مقاله علاء الأسواني فى جريدة المصرى اليوم


6 نوفمبر 2012


 


أعرف فتاة فى العشرينيات محجبة ترتدى دائما ثيابا محتشمة، كانت تمشى فى الشارع فى عز النهار فإذا بشاب يتحرش بها بشراسة. حاولت أن تدفعه لكنه كان أقوى منها واستمر فى التحرش بها، لكن رجل الشرطة لحسن حظها كان يقف قريبا فقبض على الشاب واقتاده إلى قسم الشرطة.. فى طريقها إلى القسم فوجئت الفتاة بأن كل من قابلتهم، رجالا ونساء، يحاولون إقناعها بالتنازل عن المحضر الذى ستحرره ضد المتحرش حرصا على مستقبله، بل إن امرأة من الذين شهدوا الواقعة احتدت على الفتاة الضحية وقالت بغضب:


 


ــ حرام عليك. خلى الولد يعتذر لك وسيبيه يمشى بدل ما تضيعى مستقبله!


 


هؤلاء المواطنون يدركون أن الشاب تحرش بالفتاة، وهم لاشك لديهم بنات وأخوات لا يقبلون أن يتحرش بهن أحد. لكنهم جميعا يعتقدون أن الأمر لا يستدعى تحريك دعوى قضائية ضد المتحرش بل إنهم يعتبرون الحفاظ على مستقبل الشاب أهم بكثير من عقابه على الجريمة التى ارتكبها. لو كان هذا الشاب سارقا أو قاتلا هل كان المواطنون سيتسامحون معه بالقدر نفسه؟! لو كان هذا الشاب قبطيا أو بهائيا أو شيعيا وقال ما اعتبروه نقدا غير مقبول للإسلام هل كانوا سيتسامحون معه أم أنهم كانوا سيوسعونه ضربا ويصرون على محاكمته؟! الإجابة معروفة والمصريون غالبا لا يتسامحون فى أى نوع من الجرائم ما عدا التحرش الجنسى. إنهم يتسامحون مع المتحرش ويعتبرونه «عيل وغلط» ويقولون «حصل خير» و«الموضوع مش مستاهل». تسامح المصريين مع التحرش الجنسى لا يرجع إلى طيبة القلب وإنما يرتبط بنظرتهم للمرأة.. نقول إن المرأة نصف المجتمع وإنها الأخت والابنة والزوجة إلى آخر هذه الصياغات المستهلكة التى نكررها ليل نهار لكننا فى الواقع قلما نحترم المرأة فعلا. المواطنون الذين طالبوا الفتاة بالتسامح مع المتحرش لا يعتبرون التحرش جريمة حقيقية. كل ما فعله الشاب فى نظرهم أنه لمس جسد امرأة. إنهم لا ينظرون إلى الفتاة باعتبارها إنسانة أهينت مشاعرها وأهدرت كرامتها عندما تم التحرش بها. إنها فى نظرهم جسد تم الاحتكاك به من فوق الثياب مرة أو مرتين وانتهى الأمر، ومادامت البنت تحتفظ بغشاء البكارة فهى بخير لأن الرجل الذى سيتزوجها سيضمن أن أحدا لم يستعملها جنسياً قبله. إن التحرش الجنسى هو التطبيق العملى لاحتقارنا للمرأة. نحن لم نعد نحترم المرأة فى مصر وأقول لم نعد نحترمها لأن المرأة فى مصر شهدت ثقافة احترام حقيقية على مدى عقود. المرأة المصرية كانت رائدة فى التعليم والعمل والعمل العام حتى تسربت إلى مصر القراءة الوهابية للإسلام (المدعومة بأموال النفط) التى تختصر المرأة فى وظائف جسدها، ونشأت أجيال من المصريين لا يرون فى المرأة إلا أداة للمتعة يجب تغطيتها وفصلها عن الرجال حتى لا يقع أحد فى غوايتها. ونحن نرى الآن مشايخ السلفيين الوهابيين وهم يرفضون تحديد سن الزواج للمرأة فى الدستور، لأنهم يعتبرون أن من حق الرجل أن يتزوج بالمرأة حتى لو كانت طفلة فى العاشرة مادامت تطيق المعاشرة كما قال أحد شيوخهم. هؤلاء لا يفكرون أن الزواج يحتاج إلى نضج ذهنى ونفسى لا يمكن أن يتوفر فى طفلة حتى ولو بلغت جسديا.. المرأة بالنسبة إليهم ماكينة لذة من حق الرجل أن يستعملها مادامت لن تتلف أو تتعطل. إننى أسأل القراء الرجال: عندما ترى امرأة لأول مرة ماذا يثير انتباهك أكثر ذكاؤها وتعليمها.. أم صدرها وسيقانها؟! الإجابة معروفة. لقد تم نزع الطابع الإنسانى عن المرأة وهذا السبب الأساسى فى انتشار ظاهرة التحرش فى مصر. خلال الأعياد تظهر جماعات من الشبان، يجوبون الشوارع كالحيوانات الهائجة ليتحرشوا بأى امرأة يصادفونها.. وفقاً لدراسة أجراها المركز المصرى لحقوق المرأة فى العام 2008 وشملت 1010 نساء، تبين أن 98 فى المائة من النساء الأجنبيات و83 فى المائة من المصريات تعرضن للتحرش الجنسى.. هذه الظاهرة الهمجية غريبة تماما عن المجتمع المصرى وعادة ما يحاول البعض تفسيرها بحجج غير مقنعة :


 


يقولون مثلا إن التحرش يحدث نتيجة لارتداء النساء ملابس مثيرة.. هذا المنطق العجيب يلوم الضحية ويعتبر الجانى مضطرا لارتكاب الجريمة. إن ارتداء المرأة ملابس تكشف عن ذراعيها مثلا لا يبرر إطلاقا الاعتداء عليها ولا ينزع عنها الحق فى المعاملة المحترمة لأن الفرق بين الإنسان والحيوان هو أن الإنسان يستطيع السيطرة على شهواته، كما أن تبرير التحرش بارتداء أزياء مثيرة يقدم منطقا يصلح لتبرير الجرائم جميعا. بنفس المنطق لماذا نلوم من يسرق أموال الآخرين؟! إنه فقير لم يستطع مقاومة إغراء المال. ولماذا نلوم من يسرق سيارة فاخرة؟ إنه تمنى مثل هذه السيارة لكنه حرم من اقتنائها فلما رآها أمامه لم يستطع مقاومتها فسرقها.


 


مهما ارتدت المرأة من ملابس فإن التحرش بها جريمة همجية وضيعة. الغريب أن معظم النساء فى مصر مسلمات محجبات فلا مجال للحديث أصلا عن أزياء مثيرة. زى المرأة لا علاقة له إطلاقا بانتشار التحرش، وعلى من يجادل فى ذلك أن يجيب عن هذا السؤال:


 


خلال عقود من الزمن حتى السبعينيات من القرن الماضى كانت المرأة المصرية غير محجبة، وكانت النساء يرتدين ثيابا حديثة تكشف عن أجزاء من أجسادهن ويذهبن إلى الشواطئ وينزلن البحر وقد ارتدين المايوه الذى يكشف عن سيقانهن، وبالرغم من ذلك لم يكن هناك تحرش… لماذا صرنا نتحرش بالمحجبات والمنتقبات بينما لم نكن نتحرش بالنساء فى السبعينيات وما قبلها وهن يرتدين الفساتين القصيرة (المينى جيب)؟! الإجابة أننا كنا نحترم المرأة ونعتبرها إنسانا لا جسدا. كنا ننظر إلى المرأة باعتبارها إنسانا حدث أنه أنثى كما أن الرجل إنسان حدث أنه ذكر.. لا يمكن أن نحترم المرأة ونعتبرها كائنا له عقل وإدراك ومشاعر ثم نتحرش بها. من يتحرش بالمرأة يعتبرها جسدا يملكه الزوج أو الأب وحيث إن المتحرش لا يستطيع أن يشترى جسدا بعقد زواج ليفرغ فيه شهوته فإنه بمجرد أن يجد فرصة للمس نساء الآخرين والإفلات من العقاب لن يتردد فى التحرش بهن. تفسير آخر شائع للتحرش هو أنه نتيجة اختلاط الرجل بالمرأة. هذا أيضا غير صحيح… لقد عرف المجتمع المصرى اختلاط الرجل بالمرأة على مدى سنوات طويلة ولم يكن هناك تحرش. إن المجتمعات المغلقة التى تمنع النساء من الاختلاط بالرجال تزيد فيها نسبة التحرش على المجتمعات المختلطة.. عندما يمنع المجتمع الرجل عن رؤية النساء والتعامل معهن فى المدرسة والجامعة والعمل فعادة ما ينشأ الرجل جاهلا بالطريقة الصحيحة لمعاملة المرأة لأنه لم يتعود أن يراها زميلة له يحترمها وإنما تتحول المرأة فى نظره إلى أداة متعة محجوبة عنه ومن هنا غالبا ما يتحرش بها ليقتنص المتعة فى أول فرصة.. نراجع هنا إحصائية أشرفت عليها وكالة الأنباء العالمية «رويترز» فنجد أن السعودية تحتل المركز الثالث من بين 24 دولة فى قضايا التحرش الجنسى فى مواقع العمل. وقد بينت الدراسة التى شملت 12 ألف امرأة من دول مختلفة أن 16 فى المائة من النساء العاملات فى السعودية يتعرضن للتحرش الجنسى من قبل المسؤولين فى العمل.وهكذا تكشف الدراسة أن نسبة التحرش فى السعودية (16?) أعلى بكثير من الولايات المتحدة حيث كانت النسبة (8%) وأعلى من إسبانيا (6?) وألمانيا (5?) وبريطانيا (4%) بينما تأتى فرنسا والسويد فى ذيل القائمة حيث لا تزيد نسبة التحرش بالنساء فى العمل على (3?)، وهكذا يتأكد لنا أن المجتمعات المنفتحة تشهد تحرشا أقل بكثير من المجتمعات المغلقة.. بالطبع سيثور أتباع الإسلام السياسى ويتساءلون مستنكرين:


 


ـــ كيف تكون الدول الغربية التى تسمح بالعلاقات الجنسية خارج الزواج أقل فى التحرش من مجتمعاتنا الإسلامية حيث الناس متدينون بطبيعتهم؟! الإجابة أن التسامح مع العلاقات خارج الزواج لا يعنى إطلاقا التسامح مع التحرش والجرائم الجنسية.. المجتمع الغربى يعطى كل إنسان رجلا أو امرأة الحق فى أن يمارس الجنس متزوجا كان أو غير متزوج، وهو يعتبر أن العلاقات الجنسية من شؤون الحياة الخاصة لا يجوز محاسبة الناس عليها أو تقييمهم على أساسها. المجتمع هناك يقيم المرء بعمله وتعامله مع الآخرين ويترك له حياته الخاصة ملكا له وحده. أما حكاية أننا فى مصر شعب متدين بطبيعته فعلينا أن نعيد النظر فيها، كيف تتعرض 83 فى المائة من النساء فى مصر إلى التحرش ثم نزعم بعد ذلك أننا شعب متدين؟! نحن من أكثر الشعوب حرصا على مظاهر التدين ومن أقلهم عملا بمبادئ الدين.. كان المصريون قبل التأثير الوهابى أقل اهتماما بمظاهر الدين وأكثر عملا بمبادئه، أما الآن فنحن قد أخذنا من الدين الشكل والإجراءات وتركنا جوهر الدين.. مصريون كثيرون يحرصون على الصلاة والصيام والحج ويؤدون العمرة، لكنهم فى المعاملات المالية لا يتصفون بالأمانة، وهم يكذبون وينافقون رؤساءهم فى العمل ويسكتون عن الحق ويفعلون كل ما يحقق مصالحهم بغض النظر عن مدى مشروعيته الأخلاقية.التحرش الجنسى أحد أعراض مرض ثقافى أصاب المجتمع المصرى هو احتقار المرأة. هو اعتبار المرأة أنثى أولا وقبل أى شىء آخر. هو اختصار المرأة فى جسدها وعدم الاهتمام بمشاعرها وعقلها وكفاءتها كإنسان. هو اعتبار المرأة وسيلة متعة، للرجل أن يحصل عليها بعقد الزواج أو يختلس متعته منها فى الأماكن المزدحمة. المدهش أنه خلال الثورة المصرية عادت لنا نظرتنا المتحضرة للمرأة. ملايين النساء اشتركن فى الثورة وعلى مدى ثلاثة أسابيع لم يشهد ميدان التحرير أو ميادين الثورة فى المحافظات حادثة تحرش واحدة، وكأن مصر عندما ثارت عادت إليها تلقائيا كل صفاتها الحضارية.. لا يمكن أن نمنع التحرش الجنسى إلا إذا استعدنا احترامنا للمرأة. إلا لو رأيناها إنسانا مساويا للرجل فى الإمكانات والحقوق والأحاسيس والكرامة. عندئذ فقط لن نتربص بجسد المرأة ولن نحملق فى سيقانها وإنما سنكتشف ما هو أهم بكثير: أنها إنسانة.


 


الديمقراطية هى الحل


[email protected]


 

1 like ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on November 06, 2012 04:27

Alaa Al Aswany's Blog

Alaa Al Aswany
Alaa Al Aswany isn't a Goodreads Author (yet), but they do have a blog, so here are some recent posts imported from their feed.
Follow Alaa Al Aswany's blog with rss.