عماد رشاد عثمان's Blog, page 4

ملحوظة : هذا المنشور مريض للغاية، ولا ينصح بقرائته لأي حد مش واخد باله من نفسه الفترة دي لئلا يصيبه منه شيء ..

أحيانا تتلبسني فكرة شريرة .. أو هكذا يجبرني ضميري على تصنيفها .. وتبقى مستحوذة عليّ .. ولا يمكنني إخراجها من عقلي إلا عبر سكبها على الورق مكتوبة .. وكنت دوما أعمد إلى إيرادها على لسان شخصية متخيلة في قصة لأتحرر من المسئولية تجاه الفكرة وأتبرأ منها بأريحية في مواقيت المواجهة .. ولأعاقب صاحب الفكرة من الشخصيات الحبرية إن شئت إنتقاما وتنفيذا للعدالة التي يتوقعها القارئ ..

أما اليوم فأنا...

هي كانت تقف هناك عند بوابة محطة القطار بالقاهرة ..
وأنا كنت أعدو مسرعا لعلي ألحق بالقطار، بعدما تجاوز فيلم “طائر الحسون” الموعد المتوقع لانتهائه .. أم تراني كنت استغل الفرصة فقط لأعدو .. لأحرك قدماي ..

أعدو من سينما زاوية بشارع عماد الدين نحو محطة القطار القريبة بميدان رمسيس
قد كنت لتوي بذلك الصباح أحدث زوجتي أن عملي كفيل بإصابتي بجلطة ! .. فهو يحمل جلوسا طيلة الوقت، وإنفتاح لانسكاب الانفعالات طيلة الوقت، وتعرضا دائما لتقلب مفرط للمشاعر التي تذهب حيثما ذهب بي العميل !
ترى هل يمكن لأعصابنا أن...

قد ضحكت حين رأتني أمد يدي سريعا لألتقط قهوتي..
لتخبرني أنني حين أشرب قهوتي فورا فإنني أغتال نصف متعتها باشتهاء بارد ..
– ” كم تبدو بغيضا كرجل شبق يتعجل في مطارحة الهوى ! ”

علمتني أن أدمن استنشاق الدخان المتصاعد من القهوة الساخنة..
– “تدخينه أشهي من تلك السيجارة !”

أخذت تعلمني من أين تُشرَب القهوة، فأخذت تقرب أنفها من الفنجان، شهيق طويل، وأنا أتأمل الدخان المتصاعد من الفنجان يتجمع ليلبي طلبها، تكتمه قليلا داخل صدرها، ثم تفرج عنه في تنهيدة
– “يالك من مجرم في حق دخان قهوة، كيف تتركه ليذوب بالعدم...

دعنا نتحدث عن فكرة خزعبلية للغاية.. لا أساس لها من المنطق مطلقا، ولكن دعني أوردها هنا لعلي أتمكن من ابتلاعها .. فلم تزل تلك الفكرة تراودني وأوقن أني مقتنع بها حتى النخاع دون أي سند منطقي..
وأنا هنا لا أوردها ذما لها أو تخليا عنها بل على العكس .. ترويجا لها ولمنحها وجاهة رغم تهافتها الظاهري..

يبدأ الأمر من قصتي مع الألم .. مع النقص .. مع التنغيص .. مع الافتقاد !
دوما هناك شيء ما يعكر ذلك الوجود الفردي الخاص ..
ولكني حين أمعن في ذلك الشيء الذي يعكر وجودي الخاص .. أجد أن كثير من تلك الأشياء تخدم...

كان المُلهم دكتور إرفين يالوم يسأل عملاءه إذا وصل لطريق مسدود ويريد أن يصنع رجة : ما هي العبارة التي تود أن تكتب على قبرك ؟

وقد تفكرت كثيرا فيها ولكن بعد بضعة دقائق وصلت لي الفكرة المركزية .. للعبارة التي أود أن تكون وصفا موجزا لحياتي .. بكل أبعادها

” على الأقل .. لقد حاول .. لا يمكن إنكار أنه حقا قد حاول”

At least .. he tried ,  it’s undeniable that he really tried ..

تفكر في السؤال .. واختر عبارتك

لا أخفي أنني قد جَبُنت قديما وانسحبت مبكرا من طريق موحش كنت أسير فيه وحيدا، طريق وعر ومقفر ومؤلم، ولكن الطريق يسكنني ، واتضح في النهاية أن خوفي هو ما دفعني لاتخاذ أزقة الأمان والإنتماء النسبي للطريق المزدحم المألوف وحركني لصناعة مواءمات واعتقاد مرقع قد انبنى على خرافات ، قد يبدو متناسقا محكما وأتمكن من ترويجه والمحاماة عنه بل والظهور بمظهر البطل العائد من ملاقاة الوحوش في الأحراش، ولكن الخوف لا يمكن أن يصنع إيمانا ولا يؤسس لرؤية، لذا هوى البناء وعاد الطريق المخيف يناديني ، لا أدري هل أضحى الي...

كتب يقول ”

كيف أنت يا طبيب .. لعلك بخير

ربما هي محض نوبة غثيان وجودي ، وربما هي نوبة قلق وازدراء للذات ، وربما هي إرهاصة اكتئاب .. سمها كما تشاء ..

فربما تكون غير ذلك .. ربما تكون حقيقية فقط !

لقد سرقوا منا الله يا صديقي، حين بالغوا في تنزيهه حتى فصلوه عنا، وأفرطوا في تعداد وصاياه حتى عزلوه في بقعة لا يصل إليها أحد، وتوسعوا في التخويف منه حتى امتلأت المسالك نحوه بأشواك الذنب واللوم،

فصرنا نرى أنفسنا في عينه دوما مقصرين وغير جديرين بمحبته ولا مستحقين لقربه، صارت العلاقة مع الله تعرينا وترهق...

كنت في بداية سلوك طريق التعافي أشكو يوما لصديق حيرتي ، وشعوري بالعجز عن إصلاح كل ذلك الركام الذي سببته بحماقاتي .. كما أشكو تلك الأمور التي أفسدها إهمالي وإنشغالي بذاتي ..
وكان يشغلني كثيرا ما الذي يمكنني أن أفعله لأساعد زوجتي وأبنائي وأحبتي ..
كنت غارقا لحظتها أيضا في التحكمية .. أظن أن بإمكاني التحكم في المآلات وتحويل المسارات وقهر النفوس على التغيير ..

فقابلني صديقي بابتسامته الرائقة وهدوء ذوي الخبرات قائلا بأريحية أستفزتني :
( لما واحد بس بيتعافى ، البيت كله بيبدأ يتعافى .. ركز في تعافيك...

٩ يوليو

لا مفاجآت

” وبكلمات بسيطة ولكن عميقة يمكن تلخيص البرنامج بأسره فيما اكتشفه أحد الأعضاء بنفسه حين قال (بدون الله لا أستطيع ، وبدوني لن يفعل الله شيئا) ، فهلا تتوجه إليه الآن ؟!”
الكتاب الأبيض ص ٩٦

حين جئت للزمالة كنت أظن أن لديّ علاقة جيدة بالله. وكم كنت متفاجئا حين أدركت ان علاقتي بالله كانت سطحية وضحلة. فلم أكن فقط أفتقد للإرتباط الأصيل بالله ولكني حاولت أيضا أن أتحكم به وأستخدمه في شئوني!. كانت علاقتي بالله ترتكز حول مدى إنصات الله لإرادتي. لقد أردت أن أكون أنا الإله. لقد أردت أن تو...

هذه الفترة توطدت علاقتي بالدعاء كثيرا ..
أشعر بالإمتنان لله لأني ببساطة أصبحت أجالسه كثيرا .. وأشاركه أشيائي الصغيرة وأمنياتي التي لا أخبر بها أحدا ..
لم أعد استحي من الله أن أطلعه على رغباتي أيا ما كانت .. وأوضحها بتفاصيلها كطفل يتمنى لعبة عيد لم تخرج بالأسواق يوما !
نبتت بيني وبين الرب ألفة ..
لم يعد الأمر يحتاج تجهيزا وترتيبا واستعدادا لملاقاته .. لم يعد الأمر يحتاج اتصالا .. فعلى الدوام هناك خط ساخن بين الرب وخلقه ..
ولم يعد يتطلب الامر سوى أن أبدأ بالكلام .
لا احتاج الإختلاء ولا التأجيل...