عماد رشاد عثمان's Blog, page 8

لدى كل منا بوصلة داخلية .. بوصلة غريبة تشير دوما للإتجاه الذي ينبغي علينا سلوكه .. ولكننا نختار ألا نسلكه .. وأن نواصل البحث .. ونقارن طريقنا بمن سوانا .. ونتحسر على الطرق الأخرى وعلى إمكاناتنا المعطلة .. ونظن الطريق الذي تشير إليه بوصلتنا طريق مقفر .. وموحش ولا يحقق إمكاناتنا ولا يحمل الرفقة الممتعة أو اللذة ..

لا أدري هل نخاف أن نسلكه ونخشى أن نضطر للإلتزام به ومقتضياته وندفع ضرائبه ونتحمل ثمنه ومشقته .. أم أن لذات الطرق الأخرى تداعب أحلامنا !

أحيانا أشعر أننا نواصل التوهة .. طوعا !
نعم .....

بمشهد بفيلم (ماتريكس) حين قابل المختار (نيو) العرافة (اوراكل) للمرة الأولى .. وهي تحمل قدرة على التنبؤ بالمستقبل ..
قالت له عبارة استغربها (لا تكترث بشأن المزهرية التي ستكسرها ..مامعناه: ليست مهمة وليست ثمينة) .. فتساءل نيو (أي مزهرية ؟!) ..
وأخذ يتلفت حوله ليبحث عن المزهرية التي تقول له ألا يكترث بشأنها .. واثناء إلتفاتته يدفع المزهرية بمرفقه فتسقط على الأرض وتتحطم .. فيتأسف ..
فتكرر العرافة (ألم أقل لك ألا تكترث بشأن المزهرية .. ليست مهمة وليست ثمينة ! )

هي ببساطة توقعت أن تنكسر المزهرية فأ...

البحث عن الحب ؟
هل تكون تلك هي غريزتنا الأساسية حقا .. جوعنا الأصلي الذي لا نستطيع أن نعلنه ..
ككل جوع لدينا وككل غريزة اساسية يمكنها أن تصاب بالمرض والعطب .. يمكنها أن تتوحش ويمكنها أن تختل ؟!

ألا يكون كل شيء حقا هو بحث عن المحبة .. بكل ما تحتويه من قبول وتشجيع ومواساة وتعاطف وتعزية ودعم واتكاء ومساندة !

ألا يكون ذلك الطفل الذي يحمل شخبطاته لأمه مناديا (انظري ماذا فعلت ؟! ) يبحث عن نفس النظرة والشعور ويمارس نفس الفعل في الحقيقة الذي يمارسه رسام بارع أو كاتب مبدع حين يخرج ابداعاته للعالم قائل...

طالما سنعود للخزي مرات ومرات ..
Shame
Core shame
Toxic shame
ما هو الخزي ؟
هو شعور مركب من الذنب والتقزز من النفس والغضب الموجه للداخل والرفض الذاتي ..
ان تشعر بالذنب بمعنى .. لقد ارتكبت خطأ ما ..

أما أن تشعر بالخزي هو أن تشعر . . (أنا خطأ ما ) .. أنا بنفسي سيء لا فقط ارتكب السوء !

والخزي هو المرتكز المحوري لكثير من الاضطرابات النفسية .. (يمكننا ان نترجمه العار )
ستجده هناك لدى الناجين من الاساءات اللفظية والبدنية في الطفولة ..
ستجده لدى كل ناج من تحرش جنسي أو اساءة جنسية ..
ستجده يقبع وراء ك...

هناك صلات وثيقة بين (الحكم على الآخرين) وبين (الشعور بالذنب) وبين (الكبر والغرور) وبين (الخزي) و(العار) و(الجلد الذاتي) !!
تلك الاشياء التي تبدو متناقضة .. هي متصلة بغرابة بل وكأنها تشكل بناءا واحدا .. إذا أردت إسقاطه فلا يجب أن يبقى أيهما مرفوعا !

– ذلك الذي يحكم على الآخرين .. هو يضع لهم معيارا يقيسهم عليه .. لا يستطيع أن يقبلهم كما هم .. يحاكمهم داخل ذهنه وإن منحهم الابتسامات أو حتى دموع التعاطف وإعلانات القبول ..
ونحن حين نحكم على الآخرين .. إنما نجلس في مقعد الفوقية الأخلاقية
Moral highg...

حين نتحدث عن إدمان الجنس والإباحيات فينبغي أن نفهم الفرق بين الشهوة واللهفة والرغبة :

– الشهوة :
Lust
هي المحرك الرئيسي للإدمان .. وهي تختلف لدى مدمن الجنس عن الشهوة لدى الشخص الطبيعي كما كررنا كثيرا في النوع وليس في الدرجة والشدة ..
فنوع الشهوة لدى مدمن الجنس معطوب ..
وهي السبب الأصلي للإدمان ..
فإدمان الجنس ليس متعلقا بالسلوك الجنسي نفسه إنما بالشهوة ..
فكل هؤلاء مدمن جنس وهو ما سيدهشك :
# الرجل الذي يحتاج لممارسة الجنس مع زوجته يوميا وربما أكثر من مرة باليوم أحيانا حتى تصاب الزوجة بالإرهاق...

كنت أجلس لاكتب منشور (لماذا نحن مدمنين) وكان الطقس مريعا بالاسكندرية وأنا أجلس بمكان مكشوف في ساحة الجامعة ..
كان الصقيع شديدا للغاية .. وما إن بدأت بالكتابة واستغرقني الموضوع .. حتى غبت عن نفسي وعن المحيط تماما ..
لم استشعر البرد مطلقا .. لم استشعر احتياجي الجسدي للدفء .. بل ربما لم يتمرد عليّ جسدي .. لقد استغرق معي في الانسياب وراء الفكرة فلم يخلعني منها بارتعاشة أو رعدة ..
حتى انتهيت منها ووضعت النقطة الأخيرة بعد ما يقرب من ساعة إلا ربع .. لا أدري كيف مرت الدقائق ..
وحينها فقط .. عاد البرد...

دعنا نعود للمباديء الأساسية ..
التكرار مهم جدا للتعافي .. لأننا ننسى .. ولأن ذاكرة المدمن معطوبة تذكره باللذة وتنسيه الخيبة .
لذا فلنعود لترتيب القواعد والتأسيس .

– الإدمان يتكون من عنصرين أساسيين :
١- الحساسية الجسدية تجاه مغير للحالة النفسية وهو ما يجعل المدمن أكثر قابلية للإدمان من غيره .

فاستجابة الكحولي الجسدية للكحول مختلفة عن استجابات الأشخاص الطبيعيين ..
ورد فعل مدمن الاباحيات للصورة مغاير للشخص العادي ..
ومفعول الشهوة في جسد مدمن الجنس لا يماثل مطلقا مفعولها في جسد الشخص العادي .
وأث...

من الدفاعات النفسية الخفية التي نمارسها هربا من أنفسنا .. هو (التحليل) .
وفيه نقوم بالتركيز على الآخرين .. وتحليل سلوكياتهم ومحاولة فهم دوافعهم .. حتى بدون أن نحكم عليهم .. بل أحيانا نمنحهم المواجدة والتعاطف الصحي ..

ولكننا نغرق فيهم ..
تتحول الدنيا حولنا إلى ساحة تحليل .. إلى مختبر نجرى فيه أبحاثنا وننقب فيه عن الحقيقة .. ولكنها حقيقتهم لا حقيقتنا ..
يتحول الناس جميعهم إلى متحف نسعى إلى تحقيق مخطوطاته والكشف عن تاريخ حفرياته ..
نبدأ في سبر أغوار أحاديثهم .. والغوص في غيابات تجاربهم لنفهم لما...

اليوم ماتت عُصفورتي ..
وبعيدا عن الوقت السيء الذي سيمنحني إياه الحدث .. فليست تلك قصتي هنا ..
القصة كانت في زوجها ..
الطائر الفيروزي الرقيق .. ما فعله بعد أن ماتت ..
لا لن أتحدث عن تعاطف ورحمة حيوانية .. إنما محاولة مني لفهم ديناميكية الاساءات عبر عصفور فقد رفيقته لتوه !

بدأ الأمر بمشكلة ضخمة مع زوجتي حين قررت أن تجلب عصفورين وقفصهما لبيتنا ..
بدأت أناقشها في قسوة الأمر ووحشيته .. أن نقرر سويا أن نحبس كائنين في قفص ونحرمهما أساس وجودهما ومرتكز كينونتهما .. الطيران .. فلم يسم الطير طيرا سوى من...